متى سيستطيع العالم استئصال “داعش”؟

متى سيستطيع العالم استئصال “داعش”؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ أغسطس ٢٠١٦

من المتعارف عليه دولياً ان “الحركة النازية” التي تأسّست في المانيا في نهاية الحرب العالمية الاولى وتحديداً في الخامس من كانون الثاني عام 1919 تحت مسمى “الحزب القومي الاشتراكي العمالي” الذي استطاع بزعامة أدولف هتلر من الامساك بقبضة السلطة في المانيا عام 1939 – وما واكبها من “حركة فاشية” في ايطاليا – وهو العام الذي انطلقت فيه شرارة الحرب العالمية الثانية التي امتدت حتى العام 1945 وحصدت أكثر من اثنين وستين مليون شخص، ومن ابرز نتائجها انها وضعت الاسس للقضاء على تلك الحركات العنصرية.  ولكن في العام المنصرم الذي يحمل رقم 2015 أي بعد سبعين سنة بالتمام والكمال كتبت صحيفة “ازفستيا” الروسية مقالاً جاء فيه:”لمناسبة الذكرى السبعين لمحاكمة مجرمي النازية والفاشية، يبدو أن خطر طاعون النازية ما يزال ماثلاً رغم اجتثاث رؤوس قاماته ومؤدلجيه قبل سبعة عقود”. وهي ارادت من خلال ذلك المقال لفت النظر الى بقاء مبادئها في أذهان البعض، تزامناً مع ما يجري في اوروبا من احداث وتحركات مرتبطة بشكل او بآخر بالحركات العنصرية.

مناسبة هذا الكلام ليس رغبة في اعادة التذكير بما اقترفته تلك المنظمات من إرهاب جماعي، وانّما الاضاءة على ما إقترفته “داعش” ومشتقاتها من ارهاب ومجازر فاقت كل تصور انساني في القرن الحادي والعشرين، مع أسئلة متعددة ومتنوعة عن الفترة الزمنية التي سيقضيها العالم اجمع قبل الاستطاعة من اجتثاث “داعش” ومشتقاته؟

فالجميع يعلم أن الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة اختصاراً باسم “داعش” قد أعلنها المدعو “ابو بكر البغدادي” في التاسع والعشرين من حزيران عام 2014 على انها تتمنطق بالافكار “السلفية الجهادية” وهدفها إعادة “الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة”، ويتواجد مؤيدوها ليس في العراق وسوريا فقط وانما ايضاً في اليمن وليبيا ومصر (سيناء) والصومال ونيجيريا وباكستان كما هو معلن، مع عمليات ارهابية طاولت العديد من الدول الغربية مثل فرنسا والمانيا والنمسا وبلجيكا وتركيا واندونيسيا واوستراليا… واللائحة تطول.
وأن العمليات الارهابية الاجرامية التي وثقها عناصر “تلك الدولة” بانفسهم عبر الافلام المصورة تلفزيونياً ابتداء من قطع الرؤوس والصلب والحرق وطمر الاحياء بالتراب، ناهيك عن سبي النساء والفتيات وتهجير السكان الآمنين باتت أشهر من نار على علم كما يقال، للذين يريدون ان يروا ويعترفوا.

ولكن الاسئلة التي ما تزال تقض مضاجع أروقة مختلف المجتمعات في العالم باقطاره الاربعة هي: من يستطيع أن يقدّر المهلة الزمنية التي يستطيع العالم بها ان يحاكم مؤسسي وقادة هؤلاء الإرهابيين؟ او يستطيع ان يجتثّ هذه الظواهر الاجرامية من تاريخ الانسانية؟

انها ولا شك اسئلة برسم الذين دعموا هذه الافكار الجهنمية والذين مولوها وجذّروها في عقول اولئك البالغين قبل الاطفال!