عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تشعل أزمة جديدة مع الجزائر

عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي تشعل أزمة جديدة مع الجزائر

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٦

 وجه المغرب طلبا رسميا إلى رئاسة للاتحاد الإفريقي من أجل إعادة تفعيل عضوية المملكة في المنظمة التي انسحب منها قبل نحو ثلاثين عاما.

وسبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن أعلن عن عزم بلاده على العودة إلى حضن المنظمة الإفريقية حفاظا على مكانة المغرب وتعزيزا للتعاون مع محيطه الإفريقي.

رفض تام

وكان المغرب قد غادر الاتحاد الإفريقي عام 1984 بعد أن قبل الاتحاد عضوية جمهورية الصحراء الغربية في خطوة رأى فيها العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني استفزازا لبلاده. لكن خلفه الحالي يرى أن الظروف الآن باتت مختلفة.ويسعى المغرب بالعودة إلى الاتحاد الإفريقي لتوسيع دائرة نفوذه في القارة العجوز على المستويين السياسي والاقتصادي؛ لكنه يسعى أيضا في مرحلة أخرى إلى طرد جبهة البوليساريو من المنظمة الإفريقية. ومباشرة بعد توجيه المغرب طلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، بعثت 28 دولة عضوا في الاتحاد رسالة إلى الرئيس التشادي بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي تعلن فيها ترحيبها بقرار المملكة العودة إلى الاتحاد.لكن جبهة البوليساريو، التي تمتلك مقعدا في الاتحاد الإفريقي، ترفض بشكل بات عودة المغرب إلى الاتحاد، وتعدُّها خطوة لتقسيم المنظمة الإفريقية. وتشاطرها في الموقف نفسه الجزائر التي ترى اشتراط المغرب خروج الصحراء الغربية من الاتحاد الإفريقي أمرا غير مقبول.وسيكون قبول عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي مرهونا بتصويت مفوضية الاتحاد الإفريقي على الطلب الذي تقدمت به المغرب. ومن المعروف أن رئيسة المفوضية نكوسازاني دلاميني-زوما ما فتئت تعلن دعمها القوي لاستقلال الصحراء عن المغرب؛ وهو ما يلقي بظلال من الشك حول مصير عملية التصويت ومدى إمكانية انعقادها في ظروف ملائمة، خاصة أن المفوضية فشلت مرات عديدة في عقد جلسات للتصويت على بعض الملفات.

صدام جديد

وبدأت ملامح صراع جديد بين المغرب والجزائر تظهر للعلن نتيجة تباين مواقفهما من قضية الصحراء الغربية، وخاصة مسألة طرد الصحراء من عضوية الاتحاد الإفريقي.ويبدو أن الجزائر ستقف بقوة أمام مساعي جارتها في هذا الاتجاه، وقد يؤدي تبني الاتحاد الإفريقي وجهة نظر إحدى الدولتين إلى انسحاب الأخرى من عضويته. وبالتوازي مع الجهد الدبلوماسي الكبير الذي تقوم به المغرب، تحشد الجزائر وسائلها الدبلوماسية كذلك للتصدي لطرد الصحراء. وقد صرح رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال بأن طرد الصحراء الغربية من الاتحاد الإفريقي غير ممكن من الناحية القانونية؛ لأنها عضو مؤسس، في إشارة إلى أنها كانت عضوا لدى تحول المنظمة الإفريقية من منظمة الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي.وقد انعكست المواجهة الدبلوماسية بين الجارين المغاربيين داخل الاتحاد في شكل اصطفافات للدول الأعضاء بين مؤيد ومعارض لموقف كل منهما. وهكذا وقعت دول عدة ملتمس المغرب القاضي بعودته إلى الاتحاد مقابل خروج الصحراء الغربية وعلى رأسها السنغال وكوت ديفوار والتشاد والغابون والسودان؛ في حين رفضت دول أخرى هذا الملتمس ووقفت إلى جانب الجزائر وعلى رأسها موريتانيا وجنوب إفريقيا.ووسط هذه المعركة الدبلوماسية يجري الحديث عن خطة مغربية تقضي بتفعيل عضوية المغرب في الاتحاد كمرحلة أولى ثم جمع توقيعات عدد من الدول الأعضاء في سبيل طرد البوليساريو على اعتبار أنها غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة.وتراهن البوليساريو على استحالة طردها من الاتحاد؛ لأن ذلك "يخالف المبادئ الأساسية والنصوص التأسيسية لهذه المنظمة المدافعة عن حق الشعوب المضطهدة في الحصول على استقلالها"، كما يقول سفير البوليساريو لدى الجزائر.