قصائد «وجع الياسمين» فوضى حزينة تعمّ قصيدة النثر

قصائد «وجع الياسمين» فوضى حزينة تعمّ قصيدة النثر

شاعرات وشعراء

الثلاثاء، ١١ أكتوبر ٢٠١٦



جمع ديوان «وجع الياسمين» 55 قصيدة متنوعة الموضوعات في النثر، جاءت بعناوين شاعريّة وصفيّة، ومنها ما حمل أسماء مدن وصفات، أو المزج بينهما، وغالبها جاء بين المضاف والمضاف إليه، وفي الديوان تجربة تذهب بمؤلفه «عامر عمران» إلى مرحلة شعريّة جديدة تستقي من روحه وخصوصيّته في الإغراق بقصيدة النثر وامتداداتها عبر وجعه وذاتيّته.

اتساع المفردة
يمكن للقارئ لدى البحث في قصائد «وجع الياسمين» أن يجد مجموعة من المفردات التي تفي بالسعة، وإمكانية المؤلف لاستخدام هذه المفردات، والتقاطها في صيغة لغويّة، وهذا ما يدل على الاطلاع الوافي، كما في المفردات واستخداماتها: «العاكفون»، و«مبعث وجودي»، و«المآفي»، و«مطوياتٍ»، و«العمرانُ منهزماً»، و«الضياع منتصراً»، و«الموت بالتقادم»، وغيرها الكثير من المفردات المتناغمة مع المعنى والمبنى.

الاتكائيّة
يلاحظ على قصائد الديوان أيضاً أن الاتكاء على الصور القديمة؛ يبدو واضحاً وجليّاً، كما في قصيدة «يا شامخة العينين»، وبدايتها: «يا من رماني لحظها بسهمين ومضت…»، وكذلك في قصيدة «على ناصية الشوق» ومنها: «… كيف أرحل وصدرها وطنٌ وفي جبينها البدرُ…»، وأيضاً في قصيدة «حبٌّ ليس لهذا الزمان» ومنها جاء:
«… شاعرٌ مجنونٌ… النجمة هناك
مرتع الغزلان… هناك امضِ…».
تقطيع المعنى!

ضمّ الكتاب النثر في جميع قصائده، ولكن يلفتنا شكل القصيدة وتوزيعها، ويبقى السؤال لماذا جاء تقطيع القصيدة بهذا الشكل، فكانت المفردات وراء بعضها منظومة، ولكن بهذا الشكل تكسّر المعنى وهذا الأسلوب لا يسعى لجمع المعنى، ويبقى الجواب رهن المؤلف هنا، فلماذا يتمّ قطع الجملة والمعنى لم يكتمل، ثم الانتقال بها لسطرٍ جديدٍ في القصيدة؟! وهذا حال القصائد جميعها.
ومن باب الحديث عن قصيدة النثر أيضاً لفتني أن بعض القصائد استخدم فيها الشاعر الرويّ والقافية، فلماذا هذا الاستخدام في قصيدة النثر؟! والتي هي بالذات لا تحتاج إلى قافية موحدة، وهذا ما وجدته في قصيدة «عطش وشوق».

صبغة حزينة
دارت المشاعر بين اللهفة، والحزن، والوجع، والألم، والحبّ، والشوق، والانتظار… إلخ من المشاعر الحزينة، وهذه هي صبغة الديوان، وعنوانه يشير إلى ذلك أيضاً، وهذا ما يضفي في جوانب كثيرة من الديوان صفة السوداويّة أكثر من صفة التفاؤل والتعلّق بالأمل، ومن هذه الجمل نختار: «تركت ورائي قانون الغراب»، التي وردت في قصيدة «هزيمة روح»، وجملة: «كوابيس على صفحات شعري» الواردة في قصيدة: «مخاض غربةٍ عاقر»، وغيرها، ويمكن القول إن مفردات كثيرة تمّ استخدامها بشكلٍ مكثّف ومتكرر جداً، ومنها نختار: «حزين»، و«الصمت»، و«الموت»، و«العين»… إلخ.