ماذا سيغير ترامب في سياسة أوباما؟ .. بقلم: تحسين الحلبي

ماذا سيغير ترامب في سياسة أوباما؟ .. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٧ يناير ٢٠١٧

إن نظرة سريعة لما سيخلفه الرئيس أوباما للرئيس المنتخب ترامب من ملفات في السياسة الخارجية وجدول عمل سياسي ملح تجاهها تدل على العبء الكبير الذي ستواجهه إدارة (ترامب) في أول أيام عملها بعد يوم الجمعة المقبل.

فالمجلة الأميركية (بيزينس إينسايدر) تؤكد في تحليل نشرته في 13 كانون الثاني الجاري أن ترامب سيجد أمامه ورطات أميركية لم تتحقق فيها الأهداف الأميركية وأول هذه «الورطات» سورية وأوكرانيا، وكوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي. وترى المجلة بالاستناد إلى ما قاله وزير خارجية الرئيس الجديد (تيلير سون) في جلسة الاستماع أمام لجنة الكونغرس أن سياسة إدارة ترامب الخارجية ستكون «براغماتية» تجاه هذه «الورطات» الأربع وهذا ما لا تقبله بعض أوساط البنتاغون التي اعتادت سياسة أوباما الهجومية تجاه روسيا.. فمن المتوقع أن يعمل ترامب على انتهاج سياسة «انفراج» مع موسكو لكي يستعين بهذا الانفراج في حل مشاكل وورطات كثيرة..
وسيشكل ميل ترامب للتوافق والحلول الوسطية مع روسيا ضرورة أمام التطورات المقبلة للانتخابات في دول أوروبية مثل فرنسا وهولندا وألمانيا وربما إيطاليا في الأشهر المقبلة. فأوروبا حبلى بتغيرات في السياسة الداخلية والخارجية والحضور، والموقف الأميركي تجاه هذه التغيرات المتوقعة ستكون له صلة قوية بالعلاقات مع روسيا.
كما سيجد ترامب أن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد ستكون بحاجة ماسة إلى واشنطن وإلى صياغة شراكة إستراتيجية في السياسة الدولية تستجيب لمصالح الدولتين بطريقة تختلف عن الفترة التي كانت فيها بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي.. أما فيما يتعلق بسورية فيرى (فيليب أوينغ) محرر زاوية (الأمن القومي الأميركي) في الموقع الإلكتروني (للراديو القومي العام) (NPR) أن الخطة التي وضعتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة منذ الأعوام الأولى للأزمة السورية انتهت الآن بالفشل بعد سقوطها في انتخابات الرئاسة وسوف يفرض ترامب الآن خطته التي كان قد أشار لها حين أعلن أن الرئيس الأسد يقاتل داعش وأنه حليف لموسكو ولابد من التوجه نحو المشكلة في سورية بطريقة تأخذ بالحسبان هذين العاملين.
وبذلك تتوقع (أليس فوردام) مراسلة (إن بي آر) NBR في بيروت أنه «على الرغم من صعوبة التنبؤ بالسياسة التي سينتهجها ترامب بشأن سورية إلا أنه من الممكن أن يدعم ترامب الرؤية الروسية للحل ويقطع عن المتمردين الحبل الأميركي المتبقي لهم في ساحة المعركة.
وحول الحرب على الإرهاب بشكل عام يتوقع (أوينغ) أن تتوقف الطريقة التي تعامل بها أوباما مع المجموعات الإسلامية المتشددة حين كان يرى فيها وسيلة للتخلص من الرئيس الأسد. فترامب كان قد أعلن عن وجود خطة سرية وضعها لإلحاق الهزيمة بداعش ثم أعلن أنه سيطلب من (البنتاغون) وزارة الدفاع الأميركية وضع خطة جديدة والمقصود من هذه العبارة التوقف عن الاستمرار في تنفيذ خطة أوباما التي كان يعول فيها على تسليم الحكم في كل الدول العربية للإسلاميين بمختلف أسمائهم سواء أكانوا (إخوان مسلمين) أم «نهضة» أو جبهة نصرة وداعش..
وترامب يدرك أن إدارته لا يمكن أن تستمر بتبني السياسة الخارجية نفسها التي وضعها أوباما وجون كيري تجاه دول كثيرة في المنطقة وخصوصاً تجاه روسيا وحلفائها سورية وإيران وحزب الله.
ومع ذلك سيبقى السؤال المحير يتعلق بالتنبؤ بسياسة ترامب تجاه أردوغان وهو أهم الداعمين المحليين في المنطقة للمجموعات الإسلامية بمختلف اتجاهاتها وقد خلف أوباما وراءه علاقات أميركية- تركية مثيرة للخلاف في نظر أردوغان، فهل سيناقش ترامب الموضوع التركي مع بوتين ما دام حوار الأستانة يقوم على دور ثلاثة أطراف هي روسيا وإيران وتركيا؟
يبدو أن دعوة أميركا ترامب للمشاركة في اجتماع (أستانة) في 23 كانون الثاني الجاري ستحمل معها تصورات واضحة نسبياً تجاه ما ستتخذه السياسة التركية نحو واشنطن وموسكو والموضوع السوري.. وربما يكون الأسبوع المقبل أكثر أسابيع هذا العام الجديد وضوحاً في خريطة طريق أوضاع المنطقة؟!
الوطن