الروس يرفعون كؤوس الفودكا احتفالاً.. هل تنضم واشنطن إلى حفلة قرع الأنخاب؟

الروس يرفعون كؤوس الفودكا احتفالاً.. هل تنضم واشنطن إلى حفلة قرع الأنخاب؟

تحليل وآراء

الخميس، ١٩ يناير ٢٠١٧

علي مخلوف
أمام موقد فخم في إحدى قاعات الكرملين يحتفل القيصر بوتين ومساعدوه بارتشاف الفودكا وتبادل الأنخاب، فأستانة على الأبواب، وحلب باتت مع الأحباب، فيما يعتبر بعض المعارضون أن مشاركة المعارضة المسلحة في تلك المحادثات بعد تغير ميزان القوى لصالح دمشق نوع من الإذلال.
الفرنسيون وبعد حالة الهياج الدبلوماسي فهموا لعبة الأمر الواقع فباركوا أستانة وتمنوا نجاحها، بعد أن حاولوا جاهدين البحث عن موقع شرق أوسطي بالتحالف مع السعودي المتراجع إلى الوراء والمنتظر لما ستخبئه حقيبة دونالد ترامب.
أما الأتراك فهم في هذه الأيام يعيشون حالة الانتشاء بفعل مخدر روسي قوي أفهمهم بأن أنقرة شريك رئيسي وإقليمي رائد في صناعة الحل السوري وذلك بعد استبعاد واشنطن الأوبامية من المشهد السياسي، لذلك فإنهم يحاولون إنجاح مسعاهم مع أنقرة على الرغم من تسريبات تقول بأن أردوغان يحشد جماعات مسلحة في الشمال لإعادة التمركز وشن هجوم معاكس على حلب، وهذه التسريبات تتناقض حتى الآن مع الواقع السياسي الذي يتصدره مشهد الروسي والتركي مع بعضهما.
عاصمة الدبلوماسية السيبيرية حافظت على مرونتها ووجهت دعوةً لإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من أجل حضور محادثات أستانة، وحتى ذلك الحين تتناول وسائل الإعلام التحليلات والتوقعات.
فيما كان لافتاً ما قاله موقع "تيك ديبكا" العبري المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية من أن الكثير من المعلومات غير المعروفة عن الاتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ستتكشف بعد أداء ترامب، القسم، رئيساً للولايات المتحدة في الـ 20 من الشهر الجاري، خصوصاً لجهة قيام قوات مشتركة أميركية – روسية - اردنية – سورية، بشن هجوم على تنظيم "داعش" في تدمر ، وذلك بهدف فصل قوات "داعش" في شمال ووسط سورية، عن تلك التي تسيطر على مناطق واسعة شرق وجنوب سورية، وفي سهل الفرات الواصل بين سورية والعراق، مضيفاً أن عملية الفصل هذه ستدفع موضوع احتلال الرقة، عاصمة التنظيم في سورية، كما ستقلل من خطورة التهديد الذي يشكله التنظيم على الحدود الأردنية مع سورية والعراق.
المعلومات التي تناولها الموقع الصهيوني تظهر وكأنها مبنية على حقائق تقدمها الاستخبارات الإسرائيلية، وقد لا يُفاجئ الرأي العام بإعلان أميركا ترامب الاشتراك مع الروس في ضرب "داعش" شمال سورية، هذا الحدث من شأنه أن يؤكد الإشاعات التي قالت بأن ترامب الوافد إلى السياسة من قطاع العقارات والأعمال الضخمة سيكون أفضل من أتت به واشنطن بالنسبة إلى موسكو.
أن تكون هناك اتصالات أميركية ـ روسية وتنسيق عالي المستوى ومن ثم تعاون وحلف ضد الإرهاب من شأنه أن يغير من الخارطة السياسية ويضفي نوعاً من التهدئة في المنطقة وفي ذات الوقت سيثير حنق بعض الأنظمة التي تتمنى من إدارة ترامب أن تتبع سياسة أكثر حزماً ضد دمشق من سلفه باراك أوباما، في إشارة إلى الرياض التي باتت في الوقت الحالي على دكة الاحتياط بالنسبة للاعبين الإقليميين.
أيضاً فإن إشراك الأردن في الحلف السوري ـ الروسي مع أميركا يعني بأن هناك توجهاً روسياً لاستقطاب الأردني وتحييده عن التأثير السلبي في الملف السوري، إن أرادت عمّان المساعدة الاقتصادية والاستثمارات فليكن لكن عليها أن تضمن الحدود وتتخلى عن غرفة الموك ودعمها للمسلحين.
المصالح في إنهاء "داعش" بالنسبة لكل من الأردن وسورية وموسكو وأميركا ترامب قد تدفع في عجلة الحل السياسي للملف السوري، فترامب متشدد حيال الحركات الراديكالية وكل من يدعمها أو يتقاطع معها بالإيديولوجية، وحتى ذلك الحين سيستمر المسؤولون الروس في قرع الكؤوس احتفالاً بتنامي قوتهم ونجاح سياستهم، حيث لا كلمة يتردد صداها في الأرجاء الآن سوى "نازداروفيا دفاريش " أي بصحكتم أيها الرفاق.
عاجل الاخبارية