الشاعر يوسف قائد.. تجربة أدبية تنحاز لشعر التفعيلة وللمعنى البسيط المكثف

الشاعر يوسف قائد.. تجربة أدبية تنحاز لشعر التفعيلة وللمعنى البسيط المكثف

شاعرات وشعراء

الاثنين، ١٣ فبراير ٢٠١٧

لا شك أن اختصاص الشاعر يوسف قائد في اللغة العربية ساعده في التمكن من صياغة العبارة البعيدة عن الضعف لرسم طريقه الأدبي الذي ارتكز على موهبة مكنته من تحمل مسؤولية تجسيد الواقع الاجتماعي والإنساني بأسلوب يمتلك الاسس والمقومات الشعرية.

وفي حديث لـ سانا الثقافية بين قائد ان على الشاعر الحقيقي ألا يتأثر بشاعر محدد بل عليه هضم جميع القراءات وصهرها معا ليخرج الصوت الخاص به لبناء هوية خلاقة مشيرا إلى أنه تأثر من الشعراء القدماء بالمتنبي ومن المعاصرين بأمل دنقل ونزار قباني ومحمود درويش.

وعن سبب انحيازه للفظة الشائعة اعتبر انه لكل مقام مقال ومقام هذا العصر وجمهوره هو اللفظة السهلة الشائعة ويجب مخاطبة القراء بروح العصر الذي يتسم بالسرعة مبينا ان الشاعر والقصيدة في رحلة لا تنتهي ولا يمكن للشاعر أن يستقر على لغة أو أرض ولذلك انتقل من الشعر الجزل إلى البسيط.

ويرى قائد البساطة إعجازا في الفن فهي أعلى درجات الإبداع وأنها لا تتأتى لأي شاعر مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود كثيرين يكتبون كلاما عاديا ركيكا لا ينتمي إلى الإبداع ثم ينسبون كلامهم للشعر البسيط متناسين الفرق الجوهري بين الكلام المألوف وبين البساطة.

وحول ما اذا كان هناك انصاف للشعراء الشباب في الحراك الثقافي المحلي اعتبر قائد أن هناك إنصافا في حدود قليلة وأن تركيز الاهتمام الإعلامي قائم حاليا على الأدباء الكبار في العمر أو تبعا للمصالح الشخصية.

وقال قائد “الحراك الثقافي الرسمي والاهلي غير مركز على الشباب بشكل كبير باستثناء نادي الادباء الشباب الشهري الذي تقيمه امانة اتحاد الكتاب الفلسطينيين” مضيفا إن “الحراك الثقافي الاهلي يعطي للشباب متنفساً أكثر حيث يأخذون حقهم في المشاركة والتقدير بصورة أفضل من الحراك الرسمي”.

وعن نمط الشعر الذي يستهويه اوضح ان هوية الشاعر في التفعيلة أكثر وضوحا منها في الشطرين وقال “لا نجد في أشعار شوقي والبارودي وغيرهما صوتا واضحا أو ذا خصوصية ولا يجد الصوت الخاص في الشطرين إلا لدى شاعر فريد كامرئء القيس والمتنبي وأبي تمام ونزار قباني” لافتا الى انه لخصوصية هذا العصر فان معظم الناس لا تقرأ النص الطويل وتميل للنص الذي يحقق التشبع بالفكرة إذا كان فيه تكثيف.

وبخصوص واقع النقد الأدبي حاليا رأى قائد أن الظروف التي تمر بها البلاد أثرت على الحركة النقدية معتبرا أن التعسف والمبالغة في الأحكام حول كل ما يكتب هى اللغة السائدة مشيرا إلى أن التساهل في تعريف الشعر جعل من الكثيرين يرون أي شيء يكتبونه شعرا لمجرد أنه كلام مقفى وآخرين ينثرون كلاما عاديا يعتبرونه قصيدة النثر ما يؤثر على مستقبل الشعر فى ضوء غياب المعايير الفنية والأدبية.

يشار إلى أن الشاعر يوسف قائد نال العديد من الجوائز منها جائزة شرفات الشام وجائزة يا مال الشام وجائزة إبداعات شعرية في الأردن حيث لقب بدرة العام عن قصيدة قيامة الشام وشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية وقام بدراسة أشعاره عدد من النقاد الأكاديميين والأدباء.