من هو الأهم ؟ مقاتلة الميغ 21 أو الطيار الذي يحلق بها؟

من هو الأهم ؟ مقاتلة الميغ 21 أو الطيار الذي يحلق بها؟

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ فبراير ٢٠١٧

2

يسوقني السؤال إلى قصة بطولية لأحد طياري مقاتلات سلاح الجو في الجيش العربي السوري وعلى لسان رفاقه. في غارة لأحد مقاتلي سلاح الجو على معسكرات إرهابيي داعش في دير الزور وأثناء العودة انفجرت واقية قمرة القيادة لمقاتلة الميغ على ارتفاع 6000 م وهو ما يضع الطيار أمام قرار وحيد و هو قذف نفسه من المقاتلة حيث أن اختلاف الضغط الجوي المفاجئ نتيجة انفجار القمرة سيؤدي إلى فقدان الوعي للطيار وتعطل الحالة الذهنية وتنفخ الجسد وحدوث الوفاة وهو ما سيؤدي إلى سقوط المقاتلة.
كل هذا لم يحدث للعقيد الطيار العائد الى مطار القامشلي. يقول قائد مطار القامشلي " لم يرضَ الطيار أن يخسر مقاتلته ميغ 21، ولم يقذف بنفسه لينجو ويترك المقاتلة تنفجر.. وخاصة أنه يعلم جيداً أن المقاتلة لن تعوض في ظروف الحرب واضعاً باعتباره أن مقاتلي الجيش على الأرض في دير الزور هم بأمس الحاجة لضربات جوية تساهم في دعم صمودهم  "
على مهبط الطائرات في مطار القامشلي قمت بإلقاء نظرة على مقاتلة الواحد وعشرين التي تبدو ورغم شيبها وقدمها كابنة الواحد وعشرين تزهو بنفسها رغم وجود قطعة قماش تغطي قمرتها التي تتنتظر إصلاحها وتنتظر قائدها الطيار الذي يخضع للعلاج.
يكمل قائد المطار العميد حسين " لقد هبط الطيار بأعجوبة وعندما سارعت سيارات الإسعاف إليه وجدناه فاقداً للوعي ويداه منتفختان ومتفسختان وعيناه حمراوان كلون الدم وجسده متنفخ وعلى الفور قمنا بنقله إلى المستشفى بحالة خطرة وهو الآن يتابع علاجه "
يعلق العقيد بسام قائد طائرة اليوشن 77  موجهاً بإصبعه إلي و هو الذي كان حاضراً الجلسة في مطار القامشلي " رح تسمع كتير قصص وتفكرها خيال لكن العبرة هي بأن الفرق بين الطيار المقاتل السوري وبين طياري العالم هو الإيمان والخبرة الطويلة  ..!!! " .

حتى اللحظة مازلت استجمع سؤالاً منطقياً وجواباً منطقياً عن قدرة التفكير والتمييز في تلك اللحظات حين يغيب العقل الواعي للطيار نتيجة انفجار غطاء القمرة و يكون سؤال بقائه أمام احتمال واحد: النجاة بنفسه وتدمير المقاتلة أو البقاء، وهو مايعني تدمير الجسد وتدمير الطائرة أثناء السقوط أو حدوث المعجزة الناتجة عن تحدي الطيار لقوانين الطبيعة ونجاته هو ومقاتلته أم أن يد الله شاءت نجاة الحديد والجسد ...

ربيع ديبة