الأتراك يعلنون «نجاح درع الفرات»: مستعدون لمعركة الرقة

الأتراك يعلنون «نجاح درع الفرات»: مستعدون لمعركة الرقة

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٩ مارس ٢٠١٧

ترى أنقرة في زيارة وزير الخارجية الأميركي لتركيا، فرصة جديدة لإعادة طرح خططها للمشاركة في عملية الرقة، في ضوء إعلانها «إتمام» عملية «درع الفرات» بنجاح. وبدورها، تطمئن واشنطن الأتراك إلى أنها لا ترى إمكانية لـ«دولة كردية» في الشمال السوري، في وقت تكمل فيه دعمها العسكري لـ«قوات سوريا الديموقراطية» باتجاه الرقة

فيما تتابع المعارك في ريف حماه ودمشق ودرعا اشتعالها، بعيداً عن مجريات أروقة محادثات جنيف، يبدو الشمال السوري معزولاً بدوره عن باقي المشهد السوري. ومع توقف المعارك على أغلب جبهاته بعد «ترسيم» خطوط التماس عبر اتفاق تركي ــ روسي في محيط الباب وعفرين، واتفاق كردي مع كل من موسكو وواشنطن في محيط منبج، تبدو معركة الرقة الهدف الوحيد الذي ما زال ينضوي على مكاسب، يمكن المساومة عليها.

وتشير المعطيات الميدانية على الأرض إلى أن «التحالف الدولي» يمضي قدماً في دعم عمليات «قوات سوريا الديموقراطية» دون غيرها، لخوض تلك المعركة. غير أن أنقرة لا تزال ترى أن هناك أفقاً لمشاركتها عبر فصائل «درع الفرات»، مرتكزة على «غلبة» العنصر الكردي في «قسد» وما يمكن البناء عليه من مخاوف حول التغيير الديموغرافي في الرقة ذات الغالبية العربية.
الخطط التركية التي سبق لأنقرة أن عرضتها في «اجتماع أنطاليا» الثلاثي، أعادها أمس وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى الواجهة، عبر الإشارة إلى أن بلاده ستقترح على وزير الخارجية الاميركي، ريكس تيلرسون في خلال زيارته المقررة لأنقرة اليوم، تنفيذ «عملية مشتركة» ضد تنظيم «داعش» في مدينة الرقة.
التسويق التركي للخطط الجديدة، دُعم أمس بإعلان مجلس الأمن القومي التركي، في اجتماع ترأسه الرئيس رجب طيب أردوغان، «إتمام عملية (درع الفرات) لأهدافها بتطهير الحدود من (داعش) وعودة السوريين إلى منازلهم، بنجاح».

قائد «التحالف»: مهمتنا ليست إقامة دولة اتحادية كردية

ويحمل الإعلان رسالة مهمة لقوات «التحالف»، مفادها أن أنقرة قدّمت «مثالاً» على النجاح ضد «داعش» بالتعاون مع قوى محلية من جهة، وبأن قواتها وفصائل «درع الفرات» أصبحت متفرغة للعب دور واسع في معركة الرقة.
وقبيل زيارة تيلرسون، أعرب جاويش أوغلو، في خلال لقاء تلفزيوني أمس، عن أمل بلاده في تطبيق استراتيجيها في خلال عملية «درع الفرات» في معركة الرقة. وشدد على أن شن «التحالف الدولي» لعملية عسكرية بالتعاون مع «وحدات الحماية الشعب» الكردية، سيكون «أمراً غير مريح». وانتقد سياسة واشنطن وموسكو في دعم «الوحدات الكردية»، معتبراً أنها سياسات «قصيرة الأجل».
وبالتوازي، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية، قولهما إن «الزيارة ستناقش أيضاً مرحلة ما بعد طرد (داعش) من المنطقة وضمان استقرارها، بما يسمح للسكان العودة إلى منازلهم»، مشيرين إلى أنها «تستكمل» ما بحثه رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، في لقاءاته في خلال الأسابيع الماضية مع المسؤولين العسكريين الأتراك.
وفي محاولة لتهدئة مخاوف الأتراك حول مشاركة الأكراد في الرقة، قال قائد قوات «التحالف الدولي»، ستيفن تاونسند، إنه «لا يتوقع» أن يتمكن «حزب الاتحاد الديموقراطي» من بناء «دولة اتحادية كردية» فى شمال سوريا. وأوضح أن مهمة «التحالف» ليست «إقامة دولة اتحادية كردية، ونحن لا نحرر الرقة من أجل أي حزب»، مشيراً إلى أن «ما نراه مع (قوات سوريا الديموقراطية)، أنه على الرغم من أن قياداتهم كردية إلى حد كبير، فإن أكثر من نصفهم من غير الأكراد،». وفي سياق متصل، تستمر معارك «قسد» مع تنظيم «داعش» في محيط سد الفرات، ومطار مدينة الطبقة. وأفادت وكالة «رويترز» بأن التنظيم قصف مواقع تسيطر عليها «قسد» عند سد الطبقة، وهو ما أجبر مهندسين على وقف جهودهم لتخفيف ضغط المياه مؤقتاً، قبل أن يعودوا لفتح قناتين لتصريف المياه.