رمضان.. التهافت على الأسواق تأكيد لغياب الوعي الاستهلاكي

رمضان.. التهافت على الأسواق تأكيد لغياب الوعي الاستهلاكي

مال واعمال

السبت، ٢٧ مايو ٢٠١٧

تواجه الأسرة السورية هذه الأيام تخوفات وهواجس مع حلول شهر رمضان المبارك والذي غالباً ما يشهد ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية بشكل غير معلن.

أحد المعنيين بالشأن الاقتصادي أوضح لـدمشق الآن بأن بعض التجار ينظرون لشهر رمضان على أنه فرصة من ذهب فهو المهرب لترويج سلعهم الكاسدة أو أحياناً الفاسدة، فيتم التخلص منها في زحمة الشراء العشوائي حيث يقبل الكثير من المواطنين على الأسواق قبل بداية هذا الشهر وخلاله، وحذر المحلل الاقتصادي بأن الكثير من التجار ينتظرون قدوم الشهر الفضيل بفارغ الصبر لطرح سلعهم الفاسدة، بأسعار مغرية، حتى يمكنهم التخلص منها، حيث يجب على المواطن التأكد من تاريخ الصلاحية على الأقل فيكون هو المراقب ولا ينتظر اهتمام الجهات الرقابية.

قبل حلول الشهر المبارك تبدأ مئات الأسر بالتهافت على الأسواق لتؤكد غياب الوعي الاستهلاكي لدى المواطن، مما يدفع الكثير من التجار إلى تجفيف السوق فلا تجد الكثير من احتياجات الشهر الفضيل إلا في نهاية شعبان حيث أن التجار يهدفون من ذلك لاستغلال المتسوق في ظل حالات اختفاء بعض المواد في الأسواق المتفرقة فيضطر المتسوق لشراء احتياجاته دون النظر للأسعار مما يجعل الكثير يقع في فخ الغلاء والتلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى اعلانات العروض والتخفيضات والتي قد تكون في بعض الأحيان وهمية لكنها تغري الكثير من الناس للشراء.

هنا يكمن دور جمعية حماية المستهلك المعنية بشؤونه وحمايته من جميع أنواع الغش " وما أكثرها "، حيث أن الجمعية وحتى اليوم لا يشعر بدورها المواطن بالشكل المطلوب وإن كنا نقرأ هنا وهناك عن ضبوطات ومخالفات إلا أنها يجب أن تكون قريبة من المستهلك أكثر لتنشر الوعي الاستهلاكي وسبل ترشيد الاستهلاك، خاصة خلال هذه السنوات.

في الختام لابد من طرح عدة أسئلة، ألهذا الحد باتت متطلبات الشهر الفضيل تستدعي كل هذا الجهد، أو اننا نمارس بعض التقاليد المعتادة والتي يراها البعض ترف زائد يتوجب علينا تركه، لماذا لا يكون شهر رمضان درساً لنا في الاقتصاد والتدبير؟ لم لا نكون صائمين فعلاً حتى في تحضير الأطعمة ونكتفي بتوفير الموجود بدلاً من المائدة الطويلة بشكل يومي؟