مصر لن تهزم... المصريون والسوريون على قلب رجل واحد

مصر لن تهزم... المصريون والسوريون على قلب رجل واحد

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ مايو ٢٠١٧

 الدكتور خيام الزعبي
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي الحرب علي الإرهاب داخل وخارج البلاد رداً على الأـحداث الدامية التي جرت في محافظة المنيا، وراح ضحيتها 26 شهيداً مصرياً، بذلك باتت مصر اليوم رمزاً قومياً لمكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله المدعوم غربياً لتدمير مصر وشقيقاتها من الدول العربية الأخرى، فهي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، بأن تضرب بيد من حديد، وأن ترد بمنتهى القوة بما يردع قوى الإرهاب ويقتص لأرواح الضحايا، وإنطلاقاً من هذا، فإن مواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي يستهدف الشعب المصري، تتطلب أن يكون المصريون على قلب رجل واحد، وأن يدركوا أبعاد المؤامرة التي تحاك ضدهم، وأن يتصدوا لهذه القوى الظلامية التي تسعى بكل قوة إلى جر البلاد إلى الوراء والتخلف. إن ما شهدته مصر من عمليات إرهابية، يدق ناقوس الخطر من جديد، ويلفت الإنتباه إلى مآلات الفكر المتطرف الذي يهدم المجتمعات، ويضرب إستقرار الشعوب، جاء هذا الحادث المؤلم في أعقاب اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي لبحث الإجراءات التي من المنتظر أن تنفذها الدولة المصرية لردع ودحر الارهاب ومن وراؤه من دول وتنظيمات، وفي الوقت الذي تتجه فيه مصر إلى إستكمال بناء الدولة الحديثة، فالحرب لم تعد حرباً على مصر الوطن فقط، بل تحولت الى حرباً للنيل من تاريخها وعراقتها، فضلاً عن وجود حملات مسعورة تشوه تاريخها العظيم ومن ثم إزكاء روح الطائفية التي تشجع على ضرب كل طرف للآخر. وبموازاة ذلك لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ودول جوار لا يسرها وصول مصر الشقيقة إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية والإزدهار، حيث ترعى هذه الأطراف الإرهاب والتطرف وتمده بالمال وبكل أدوات القتل والدمار لنشر الإرهاب والفوضى في ربوع مصر، وهي تعلم جيداً أنه إذا وقعت مصر ضحية للعنف والفوضى فإن بقية حبات مسبحة العالم العربي حتماً ستكّر واحدة تلوه الأخرى. فالذي يحدث في سورية ، وليبيا ، واليمن ، والعراق ، والشرق الأوسط بشكل عام هو تهديد مباشر لأمن مصر القومي، ينبغي معه مزيد من التضامن بين أبناء الوطن الواحد، ودعم مؤسسات الدولة المصرية والالتفاف حول القوات المسلحة وهو يخوض حرب حقيقية ضد الإرهاب الذي يهدد حياة ومستقبل الشعب المصري. إن استمرار الدم في كل من سورية ومصر مصلحة غربية، حتى ينتج مشروع الشرق الأوسط الكبير ضد الوجود العربي، وعدم تحقيق نهضة وتطور بين البلدين، هناك أنظمة عربية وإسلامية صرفت أموالاً طائلة على تنظيمات إرهابية متطرفة لإسقاط الدولة السورية -المصرية ودول عربية أخرى، في هذا الإطار أننا على يقين تام إن إعادة بناء العقد التحالفي السوري المصري هو الذي يستطيع الآن أن يقيم توازناً جديداً في المنطقة وأن يحدث تغييراً مهماً في معادلة إدارة الصراعات، كما إننا على ثقة تامة أن الشعبين السوري والمصري قادران على تجاوز وتخطي أزمتهما ومحنتهما الراهنة بفضل تماسكهم ووحدتهم الوطنية، لأنهم يدركون جيداً دورهم في المنطقة من خلال عودتهم لتبوأ موقعهم الهام في مواجهة التنظيمات الإرهابية المختلفة والتي تعتنق الأيديولوجية المتطرفة الرامية الى تجزئة وتدمير مصر وسورية. بالطبع، فإنني لستُ في حاجة إلى المزيد من الشرح إزاء أهمية الإصطفاف الوطني لمجابهة تزايد جرائم الجماعات الإرهابية، لكنني أعتقد أن التذكير بخطورة هذه الجماعات وأهمية التعجيل بإعلان قيام إئتلاف وطني شامل يضم مختلف القوى والمكونات المجتمعية أمر في غاية الأهمية، وسوف يؤكد حقيقة وأهمية هذا الإصطفاف، وبالتالي القدرة على إصابة هـذا الإرهاب وإزالته، ومن هنا فالإصطفاف الوطني هو بداية الحل الأمثل لتجفيف كل منابع وروافد الأفكار والتمويل للجماعات الإرهابية وقطع الطريق عنهم نحو تحقيق أهدافهم. ويبقى القول هنا أن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وقوة مصر، ولن تكسر عزيمة المصريين أو يثنيهم عن إرادتهم وعزيمتهم ، فمصر دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا قوة وإصراراً لإستكمال مسيرتها فى بناء وطنها، والحفاظ على وحدتها واستقرارها. بإختصار شديد، أن مصر وسورية، مدعوتان اليوم للوقوف صفاً واحداً أمام الإرهاب الذي يهددهما في أكثر من مكان، ومن هذه النقطة يجب على الدول العربية العمل المشترك لدحر قوى الإرهاب وهزيمة هذا التيار المتطرف ورد هجمته عن منطقتنا ومجتمعاتنا وأهلنا.