ألف باء التّغيير..!.. بقلم: أيمن علي

ألف باء التّغيير..!.. بقلم: أيمن علي

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٣ يونيو ٢٠١٧

برؤيته الثّاقبة، وبشفافيته المعهودة، أطلق الرئيس الأسد المشروع الوطني للإصلاح الإداري خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء. وفي مكاشفة نوعيّة؛ ضخّ سيادته فعل الإرادة في مشروع، كألف باء التّغيير، بعد أن نضا الأسمال عن الجسم الإداري المترهّل أو المسترخي في مؤسساتنا العامة، سواء ما كان منه بسبب عوامل ذاتيّة تعكس واقع فساد بعضهم، وتسييلهم السّلبي لفائض السّلطة الممنوحة لهم قانوناً، أو قصور بعضهم الآخر وعجزهم عن الاضطلاع بالمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، أو ما كان ناجماً عن عوامل موضوعيّة تتكئ على تداعيات أزمة الظلام بسنيّها السّبع العجاف التي أثقلت كاهل الدّولة والمؤسسات بفعل أرجوحة الإرهاب المتنقلة؛ التي جابت أربع جهات الأرض السّورية وعاثت فيها دماراً وخراباً ومن ثمّ فساداً.

مشروعٌ وطنيٌّ رائدٌ؛ رأى النّور بإرادة رئاسيّة خلّاقة، وهو سيغيّر الوجه الإداري لمؤسساتنا العامة، ويصوّب الأداء، من خلال ضوابط وهيكليات محوكمة ترتكز على بعد إلكتروني دقيق في عمليات الإدارة والمراقبة والقياس، ويؤول إلى رصد درجة رضا المواطن، من خلال منهجية موحّدة ومتجانسة للوزارات كافة، وعبر مركز قياس ودعم إداري يقوم بوضع الهيكليات والتوصيف الوظيفي وإيجاد آليات لقياس الأداء والأنظمة الداخلية للمؤسسات، ومن ثمّ مكافحة الفساد، وما سيحقّق من نقلة حضارية حقيقية تليق بتضحياتنا الجسام وبصمودنا الوطني الأسطوري، كما سيعيد ترسيم الصّورة الوطنية المشرقة للدّولة، التي أضنتها مظاهر الترهّل الإداري والفساد بمستوياتها كافة، وباتت تنوء بالحمولات الزائدة التي تصرف من رصيد الدّولة والنظام العام.

وجاء ردّ الرئيس الأسد حازماً وصارماً؛ حيال سلوكيات ومظاهر الاستخفاف بالقانون، من بعض المتنفّذين، من مسؤولين في الدّولة أو أبنائهم، أو من محدثي السّلطة والنّعمة الذين أفرزتهم الأزمة، وآثارها المادية والمعنوية على الوعي الجمعي، وحكم القيمة، وتناقضها مع منظومتنا القيميّة ومصفوفتنا الأخلاقية، إذ قال بجلاء ووضوح لا لبس فيه إنه لا مكان لهؤلاء في مؤسساتنا، ووجّه الوزارات المعنيّة بالتّصدي لهذه الممارسات وقمعها بما يرسّخ سيادة القانون وهيبة الدولة والنظام العام.

والحال أنّ على إداراتنا وكوادرنا بمستوياتها كافّة، تلقّف المبادرة الخلّاقة، والمشروع الممنهج، والمضيّ قُدُماً في طريق الألف ميل، بعد أن تحقّقت لها إرادة الانطلاق وسمت المسير، ولا ذرائع أو أعذار بعد اليوم لكلّ من يسترخي في قاعات انتظار المجاهيل، وردهات ضياع البوصلة..!؟.