هذا هو تأثير الخلاف بين رعاة الارهابيين على الميدان السوري

هذا هو تأثير الخلاف بين رعاة الارهابيين على الميدان السوري

أخبار سورية

الجمعة، ٢٣ يونيو ٢٠١٧

ربما كان لاتفاق تخفيض التصعيد في استانة والذي ضمنته كل من روسيا وتركيا وايران اثر مهم في تهدئة الجبهات الداخلية بين الجيش العربي السوري والمسلحين ، الامر الذي انعكس ايجابا لمصلحة الجيش المذكور ولحلفائه ، فاستطاعوا توفير جهود كبيرة من القوى والاسلحة والقدرات الجوية، و استفادوا منها شرقا ، فكانت هذه الاندفاعة في البادية مما ساهم بالسيطرة على مساحات واسعة في تلك المنطقة من تنظيم داعش ، ولتأتي إنعكاسات أزمة العلاقات السعودية- القطرية لتزيد من هذه الضغوط على المسلحين الارهابين وغيرهم .
من هنا ، فان ما يشهده في الميدان السوري راهناً من إندحار لتنظيم “داعش” الإرهابي، ومن إقتتال شرس للمجموعات المسلحة فيما بينها، خصوصاً بين “أحرار الشام” و “هيئة تحرير الشام- النصرة”، أحد أبرز ركائز “جيش الفتح” ، والذي كان قد حظي برعاية كل من الرياض وأنقرة، وبرز هذا الأمر جلياً عند احتلاله مدينة أدلب في نيسان من العام 2015، فكان التمويل سعودياً، وأوكلت الى تركية مهمة إدارة العمليات والإسناد اللوجستي في حينه، بحسب مصادر سياسية سورية واسعة الإطلاع .
بالعودة الى الشأن الأول، أي خوض العمليات العسكرية لاقتلاع “داعش” من الإراضي السورية، ففي ضوء الخلافات بين رعاته الإقلميين والدوليين، وجدت القيادة العسكرية السورية وحلفاؤها، أن الفرصة سانحة لتحرير البلاد من التنظيم الإرهابي المذكور، وعودة مؤسسات الدولة تدريجاً الى المعابر الحدودية، وكسر الطوق الذي فرضته الدول الشريكة في العدوان على سورية، ذلك بعد وصول القوات السورية وحلفائها الى شمال معبر التنف الحدودي مع العراق، وعودة مرور الشاحنات بين البلدين، تمهيدا لعودة الحضور الرسمي بالكامل على هذه الحدود عندما تتيح الظروف ذلك .
وكان لوصول الجيش العربي السوري الى الحدود العراقية بالاضافة للاهمية العسكرية والميدانية اهمية استراتيجية كبرى ، فقد أعيد وصل خط طهران- لبنان، مروراً بالعراق وسورية، كذلك تعمقت العلاقات بقوة بين دمشق وطهران، بعد قتال الجيش السوري والحرس الثوري الايراني جنبا الى جنب المجموعات التكفيرية المسلحة، وإفشالهما مع الحلفاء مخطط عزل سورية عن محيطها وتفتيتها، وقدمت إيران مختلف أنواع الدعم في سبيل ذلك .
وفي التفاصيل الميدانية، تؤكد مصادر ميدانية، أن معركة الجيش العربي السوري ضد التنظيم الإرهابي المذكور، تحولت من حرب على الجبهات الى مطاردة فلول، وأن معركة البادية السورية، أصبحت في حكم المنتهية، لافتة الى أن الهدف الاساس الذي يضعه الجيش العربي نصب عينيه الان هو تحرير منطقة السخنة، و حينها يمتلك قاعدة انطلاق واسعة تعطيه الخيار بالتقدم باتجاه دير الزور والميادين، او باتجاه معبر البوكمال – القائم مباشرة للإطباق على أكبر البقع الجغرافية المتبقية تحت سيطرة داعش والاكثر اهمية للتنظيم ما بين سوريا والعراق .
أضف الى ذلك ، نجح الجيش السوري في تخفيف أبرز مصادر تمويل التنظيم، من خلال إستعادته حقول النفط في شرقي حمص، وهو بدون أدنى شك، يعاني أزمةً مالية، بعد هذا النجاح، كذلك بعد وقف أجهزة الاستخبارات الدولية الدعم المالي، خصوصاً أنه ينفذ رسم خرائط جديدة في المنطقة، وفقا لمخططات دول هذه الاستخبارات، برأي مصدر في المعارضة السورية ، الذي يقول ايضا : ” لو كان تمويل “داعش” مستمراً على ما كان عليه في الأعوام الفائتة، لكان التنظيم تمكن من الصمود ولم تنهار جبهاته في هذه السرعة .
وعن أسباب وقف التمويل، يعتبر المصدر أن السبب الرئيسي، هو الخلاف بين الرعاة، كما ورد أعلاه
ولاريب أن ما أسهم أيضاً في إضعاف “داعش”، هو تبدل الموقف التركي، فالمؤكد انه لا مصلحة لانقرة باستمرار تسهيل عبور داعش الى سورية والعراق عبر أراضيها، لكي لا يتخذ الأكراد ومن خلفه التحالف الدولي من ذلك، حجة لتجذير نفوذهم في الشمال السوري، بذريعة قتال التنظيم، الأمر الذي يتعارض مع الأمن القومي التركي .
في المحصلة، لا شك أن الجيش السوري وحلفاءه نجحوا في إعادة وصل خط طهران- بيروت ، الأمر الذي يتعارض مع المصالح الأميركية في المنطقة، ويشكل تهديدا “لإسرائيل”، وهل هذا ما دفع الولايات المتحدة لنشر منظومات المدفعية الصاروخية العالية الحركة والدقة من طراز ( هيمارس ) قرب معبر التنف جنوب سوريا، لوقف تقدم القوات السورية شرقا ولاعاقته في استكمال حربه لتحرير الاراضي السورية من سيطرة الارهابيين؟
والسؤال الأخطر أين تكون وجهة “داعش” وبقعة عملياته في المرحلة المقبلة؟