واشنطن تكف يد الدوحة وتقصي الرياض!.. بقلم: إيفين دوبا

واشنطن تكف يد الدوحة وتقصي الرياض!.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٦ يوليو ٢٠١٧

وسط الأزمات التي تعيشها السعودية في هذه الأوقات، يبدو أن التخلي عنها أصبحاً أمراً لا بد منه، فمن فشلها في إدارة الحرب على اليمن، وتسببها بمقتل الآلاف من الأبرياء اليمنيين، إلى الخلاف مع الإدارة الأمريكية حول الحرب السورية، وبرنامج تدريب المجموعات المسلحة في سورية، ومدهم بالمال والسلاح اللازم، حتى الأزمة القطرية التي جاءت وكشفت ضعف إمارة بني سعود وغباءهم..
اليوم، ومع مجموعة الأزمات تلك، يبد أن الرياض مرشحة لمزيد من الخسارات، بل قد تتشجع دول أخرى تدور في فلكها للخروج من عباءتها إلى محاور أخرى، أو النأي بالنفس كما تفعل حالياً سلطنة عمان، وهذه النتائج لها عوامل عدة، من أهمها الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية، حول قضايا عدة على رأسها الأزمة السورية واليمنية، ومؤخراً الخلاف مع قطر، والواضح من خلال الإجراءات الأخيرة لتبدو واشنطن وكأنها تكف يد الدوحة وتقصي الرياض، إذ سعت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إجراء بحريتها في مياه الخليج مناورة عسكرية شكلية مع البحرية القطرية، أعقبها توقيع اتفاق شراء 35 طائرة "إف ــ 15" بمبلغ 12 مليار دولار، إضافة إلى تجنبها الاعتراض على تنفيذ اتفاقية التعاون العسكري القطري ــ التركي التي بدأت بموجبها أنقرة إنزال خمسة آلاف مقاتل في قطر إلى كفكفة يد الرياض عن إجراء أي عمل عسكري ضد الدوحة، كما عمدت الإدارة الأميركية إلى توقيع  مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب مع الدوحة وبذلك تكون واشنطن قد خففت عن قطر تهمة تمويل الإرهاب ودعمه، الموجودة في مطالب دول المقاطعة والحصار للدوحة، هذا الأمر إن دل على شيء إنما يدل على دعم غير مباشر من قبل واشنطن للدوحة،
 وهذا هو ربما السبب في رفض الرياض الوساطة الأميركية في أزمات دول تعتبر المجال الحيوي لها، ولا سيما في دول الجزيرة العربية، لذا تعمد الرياض على إبعاد الغرب، وخصوصاً واشنطن عن التدخل في البيت الخليجي.
عاجل الاخبارية