هكذا حاولت الشرطة الإسرائيلية اختطاف محمد أبو غنّام من سرير الموت

هكذا حاولت الشرطة الإسرائيلية اختطاف محمد أبو غنّام من سرير الموت

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٧ أغسطس ٢٠١٧

 كشف تحقيق أجرته منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، تفاصيل مروعة لحادثة اقتحام مستشفى المقاصد بالقدس الشرقية من قبل الشرطة الإسرائيلية ومقتل جريح فلسطيني.

ووقعت هذه الحادثة في 21 يوليو/تموز الماضي، في جمعة الغضب، التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الأمن والجيش الإسرائيليين وآلاف الفلسطينيين، الذين استجابوا لدعوات للدفاع عن المسجد الأقصى من الاعتداءات الإسرائيلية. وبعد صلاة الجمعة، ازدادت الاشتباكات عنفا، وسقط قتلى ومئات المصابين.

وفور الإعلان عن مقتل الشاب محمد أبو غنّام البالغ من العمر 20 عاما، انتشرت في شبكة الإنترنت لقطات لعملية تهريب جثته من المستشفى عبر السور، لكي لا يأخذها الأمن الإسرائيلي.
أما التحقيق الذي أجرته المنظمة فيكشف عن تفاصيل مروعة جديدة لمداهمة المستشفى وملابسات وفاة الشاب، أثناء محاولات رجال الأمن اختطافه من النقالة التي كان يُنقل عليها إلى غرفة العمليات.

وتؤكد اللقطات التي صورتها كاميرات المراقبة في المستشفى صحة شهادات أفراد الطاقم الطبي، الذين حاولوا إنقاذ الشاب، رغم هجوم الشرطة الإسرائيلية.
وتشير شهادات سائق سيارة الإسعاف إلى أن عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين أطلقوا النار على الشاب، كانوا حاضرين أثناء عملية إسعافه، وعلى علم بحالته الحرجة، وبأنه نقل إلى المستشفى بلا نبض.

يذكر أن محمد أبو غنّام من سكان الطور بالقدس ويبلغ من العمر 20 عاما. وكان قد وصل مع أصدقائه إلى المفترق بين حيّ الطور وحيّ الصوّانة. وفي الساحة المجاورة للمفترق وقف أربعة أو خمسة من عناصر شرطة حرس الحدود. وتطورت المواجهات بين عناصر شرطة حرس الحدود، الذين أطلقوا قنابل الغاز وشبّان ألقوا عليهم الحجارة والمفرقعات. هرب أبو غنّام وأصدقاؤه باتجاه شارع الشيخ عنبر في الحيّ، لكن  أبو غنّام توقف وحاول إشعال المفرقعات ليلقي بها باتجاه عناصر شرطة حرس الحدود، الذين أطلقو النار عليه. وبعد أن أصيب وسقط على الأرض وقفوا حوله لمدة 5-10 دقائق ولم يقدموا له الإسعاف الطبي، بل حاولوا منع سيارة الإسعاف التي وصلت إلى المكان من الاقتراب.

وبعد مرور فترة وجيزة على نقل الشاب إلى مستشفى المقاصد، وصل رجال الشرطة  إلى المستشفى بعد الساعة الثالثة ظهرا، خصيصا لاعتقال أبو غنّام. وبعد دخولهم إلى ساحة المستشفى تطوّرت المواجهات بينهم وبين شبّان وحراس المستشفى الذين حاولوا منعهم من الدخول. ردا على ذلك، ألقى الجنود تجاههم قنابل الصوت والرصاص الإسفنجي. ومن ثم دخل نصف عناصر الشرطة إلى مبنى المستشفى وانتشروا في أقسام مختلفة بحثا عن المصاب الفلسطيني.

وحاول أفراد من الطاقم الطبي وأشخاص آخرون كانوا في المكان، أن يُدخلوا الشاب المصاب محمد أبو غنّام إلى المصعد، وهو ممدد على السرير وموصول بأنابيب الأوكسجين والدم، وذلك بهدف نقله إلى غرفة العمليات في الطابق الثاني. حاول عناصر الشرطة اختطاف السرير بالقوة واعتدوا على أفراد الطاقم الطبي ومن بينهم ممرضان وممرضة متطوعة وطبيب وآخرون. أثناء ذلك لاحظ الأطباء تدهورا في حالة أبو غنّام وأدخلوه إلى غرفة الأشعة المجاورة للمصعد حيث حاولوا هناك إنعاشه. فشلت محاولة الأطباء فاضطروا إلى الإعلان عن وفاته.
ويقول رفيق الحسيني، مدير المستشفى: "خرج من قسم الطوارئ بعض أفراد الطاقم الطبي يجرون سريرا استلقى فيه شخص مصاب في الصدر. كان يرافقهم أناس كثيرون. حاول عناصر الشرطة الوصول إلى السرير ليأخذوا المصاب فسدّ الناس الطريق عليهم. بدأ عناصر الشرطة والناس وأفراد الطاقم الطبي يتدافعون، وأخذ عناصر الشرطة بضرب الناس".

بدورها قالت ممرضة متطوعة في قسم الطوارئ: "زهاء الساعة الثالثة والنصف وصل مصاب يعاني من جروح بليغة من رصاصات في شريان الرقبة وفي القلب، وتم إدخاله إلى قسم الطوارئ. كان يعاني نزيفا حادّا وباشر الأطباء بإسعافه. خلال عدة دقائق اقتحمت قوات الشرطة المستشفى. قسم منهم ارتدى زيا بلون الكاكي وآخرون ارتدوا الزي الكحلي. أغلق عناصر الأمن بنك الدم ومنطقة الاستقبال. كنّا قبل ذلك قد جلبنا للمصاب وحدة دم من بنك الدم، لكنه كان يحتاج إلى وحدات دم إضافية ومنعتنا القوات من إحضارها".

وتابعت قائلة: "قرر الأطباء نقل المصاب إلى غرفة العمليات في الطابق الثاني. تجمع العديد من الشبان حول السرير لمرافقته ولمنع القوات من أخذه. حصل تدافع بين الشبان وعناصر الشرطة الذين اعتدوا على الناس في قسم الاستقبال. وفي خضم التدافع سقط على الأرض كيس الدم الذي كان يُنقل منه الدم إلى المصاب".

وتدل هذه الشهادات بوضوح على أن الشرطة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن وفاة المصاب، ومنع الطاقم الطبي من تقديم المساعدة الضرورية له.