أنقرة تسعى لربط عفرين وإدلب عبر سلة واحدة

أنقرة تسعى لربط عفرين وإدلب عبر سلة واحدة

أخبار سورية

الاثنين، ٢١ أغسطس ٢٠١٧

لأول مرة تربط أنقرة ما بين معضلتي عفرين وإدلب، في سلة واحدة، معلنةً أن تركيا هي من دفع ثمن عدم الاستقرار في هاتين المنطقتين.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم: إن بلاده هي من يدفع ثمن عدم الاستقرار في عفرين وفي إدلب. واعتبر أن الأمور غير واضحة المعالم، وليس واضحاً بعد ما إذا كانت تركيا تنوي شن عملية عسكرية في عفرين وإدلب أم لا، مشيراً إلى أن «كافة التنظيمات الإرهابية تأخذ السلطة من بعضها البعض، ونحن والأبرياء السوريون هناك من ندفع ثمن ذلك».
ووصف الأوضاع في شمال سورية بـ«القدر الذي يغلي»، وأضاف: «لأننا دولة جوار فهذا الأمر يمثل تهديدا دائماً بالنسبة لنا»، ولوح بالرد على أي تهديد قائلاً: «مستعدون لإعطاء الرد المناسب في الداخل والخارج لأي تهديد يستهدف أمن حدودنا، وأمن المواطنين، ويعرض ممتلكاتهم للخطر». وأضاف بحسم «قادرون على توجيه الرد المناسب دون تردد».
وتخشى أنقرة من إمكانية تمدد عمليات «التحالف الدولي» بالتعاون مع «قوات سورية الديمقراطية – قسد» إلى إدلب، لاسيما بعد إعلان واشنطن عن تحول محافظة إدلب إلى أكبر معقل لتنظيم «القاعدة» في العالم، والتهديد الأميركي لـ«جبهة النصرة».
وكشفت مصادر تركية عن اتفاق لرئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد حسين باقري الذي التقى نظيره التركي والرئيس رجب طيب أردوغان، بشكل مبدئي، على ضرورة إقامة مناطق تخفيف التصعيد في سورية قبل انتهاء شهر أيلول المقبل.
وفي هذا الصدد لفت الكاتب الروسي أيضين ميهدييف، إلى أن موقفي طهران وأنقرة مختلفان في سورية إزاء الرئيس بشار الأسد، ولكنهما متشابهان في العراق حيال الكرد.
ودعا ميهدييف في مقال له على موقع «برافدا. رو» الروسي، إلى العودة إلى التاريخ، مبيناً أن بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية خاضتا حروبا ضروسا لامتلاك حق فرض النفوذ على مساحة شاسعة من الأرض – من العراق إلى القوقاز. لكنه أشار إلى أن طموح طهران وموسكو للسيطرة على الطرق الإستراتيجية والتجارية، التي تقع ما بين منطقة النهرين والقوقاز، بقي قائما حتى القرن الحادي والعشرين، حين قررا التوقف عن القتال فيما بينهما، وبدلاً من ذلك، الاتفاق وديا على التعاون في تلك المناطق التي تتوافق فيها مصالحهما.
وقام مؤخراً رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية بزيارة رسمية إلى أنقرة استغرقت ثلاثة أيام. وقد لفتت هذه الزيارة الانتباه إلى حقيقة أن الجنرالات الإيرانيين نادراً ما كانوا يزورون أنقرة خلال ربع القرن الماضي.
وأشار الكاتب إلى أن رئيسي هيئة الأركان العامة التركية والإيرانية خلوصي أكار وباقري وقعا قبل أيام، اتفاقاً لتوسيع التعاون العسكري. وبين أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استخلص أن من الأفضل له التفاهم مع إيران في سورية لمواجهة الخطر الكردي، خصوصاً أن تركيا لم تعد إلى رشدها، إثر الصدمة التي سببها قرار دونالد ترامب تسليم أسلحة ثقيلة لوحدات حماية الشعب الكردية.
وشرح أن أردوغان يحاول إدارة لعبة جيوسياسية معقدة، ولاسيما أن تركيا بحاجة إلى إيران: أولاً، لمواجهة خطر الكرد الانفصالي، وثانياً، لتحويل تركيا تدريجيا من الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي إلى الإيراني. وإضافة إلى ذلك، وكما يعتقدون في أنقرة، فإن إيران يمكن أن تساعد تركيا لكي تصبح حلقة وصل مركزية للغاز المتدفق من بلدان آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي. وذلك بهدف الظهور أمام الأوروبيين بأن تركيا هي الضامن الرئيس لأمن الطاقة في القارة العجوز، ودفعهم إلى استئناف المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن الكاتب أشار في نهاية مقالته إلى أنه مهما بدت الآفاق وردية للنفوذ التركي المتنامي، فإن من غير المرجح أن توافق موسكو على خطط أردوغان لإزاحة شركة «غازبروم» الروسية تدريجيا من السوق الأوروبية.