ترامب حينما يتكلم في نومه.. بقلم: إيفين دوبا

ترامب حينما يتكلم في نومه.. بقلم: إيفين دوبا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

فليهذي الرئيس الأميركي دونالد ترمب كيفما يريد، الهواية السياسية التي يمارسها من البيت الأبيض تتيح له مستمعين ومتابعين في أصقاع الأرض شتى، حتى ولو كانت هذه الهواية من النوع السخيف،وتتيح له أيضا أن يتحدث في القضايا الدولية ولو من باب تمضية الوقت، لكن، ماذا تفعل أميركا وهي تفشي سمعتها بغباء غير مسبوق حينما تعطي المنبر لمثل هذا الرئيس.
يقول ترمب أن بلاده قد تكون مضطرة للقضاء على النظام السياسي في كوريا الشمالية، ثم يسترسل بالتبريرات، هذه الأخيرة لا تهم كثيرا لأن أميركا تشيطن خصومها لتحليل دمهم، لكن اللحم الكوري الشمالي ليس نيئا ليؤكل كما تدرك الاستخبارات الأميركية والجيش الأميركي وكامل الإدارة الأميركية إلا دونالد ترمب الذي يعتقد أمام خريطة العالم أنه أمام لعبة «بلاي ستيشن» وعلى جميع من في البيت الأبيض أن يتملقه ويصفق له كرئيس مجلس إدارة شركة عقارات لا كرئيس مسؤول، وبصوت عالي لتخفيض مستوى الأصوات المناهضة له.
أيا كان نوع الجنون الذي ابتلي به ترمب، فعليه أن لا يصدق نفسه كثيرا، فأميركا لم تكن قادرة حتى الآن إلا على إسقاط الأنظمة التابعة لها، التجربة أكبر برهان لاسيما في الشرق الأوسط، منذ زمن ربما يمتد إلى التسعينيات تعتمد الولايات المتحدة الأميركية على الإيحاء بأنها ما زالت قادرة على تغيير العالم، ومن يصدقها يراهن بكل ما لديه ويخصر، وأيضا هنا التجربة أكبر برهان، يضاف إليها ما يؤكده ساسة وديبلوماسيون أميركيون خرجوا من الخدمة.
كيف سيفعلها ترمب، ليس هناك أي طريق، وعلى المقلب الآخر يبدو هناك من لا يرفع الكلام الأميركي أيا كانت مستوياته عن الأرض، علينا أن نسخر ونستغرب، لماذا تفعل أميركا ذلك بنفسها، ولماذا تنزل بصيتها إلى الحضيض، وما الذي يمكن قوله بعد وقت حينما يتبين أن هراء الرئيس الأميركي كان فقط من باب ملء الفراغ على صعيد الموقف السياسي الدولي.
عاجل