العلماء يجيبون على سؤال حيَّر الجميع: لماذا يعيش الإنسان بعد سن الـ50؟

العلماء يجيبون على سؤال حيَّر الجميع: لماذا يعيش الإنسان بعد سن الـ50؟

صحتك وحياتك

الخميس، ١٢ أكتوبر ٢٠١٧

وفقاً لما يقوله العلماء، فإنَّ البشرية ستكون بخير بدون وجود كبار السن تماماً، كما هي في وجودهم تماماً. وكانت تلك المزاعم جزءاً من دراسةٍ توصَّلَت إلى أنَّ ما مِن هدفٍ تطوُّري واضح لحياة البشر بعد سن الخمسين، وفق ما ذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية.
ويُشكِّك الاكتشاف في "فرضية الجدة"، التي تطرح نظرية أنَّ البشر يعيشون لفترةٍ طويلة بعد سن التناسل لأنَّهم يعتنون بأحفادهم. وتطرح هذه النظرية أيضاً أنَّ الأفراد الأكبر سناً في مجتمعاتنا ينقلون لنا معرفةً ثقافية هامة تساعدنا على البقاء. لكنَّ الاكتشافات الأخيرة تقترح أنَّ تفسير امتداد عُمر البشر، والذي كان محل خلافٍ لعشرات الأعوام، يظل لغزاً.

وقال الدكتور جاكوب مراد، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة إدنبرة البريطانية: "لطالما حيَّر العلماءَ سببُ استمرارنا بالحياة لما بعد سن الخمسين". وأضاف: "لا توجد استفادة تطوُّرية من تناقل الجينات التي تطيل عُمر الأفراد غير القادرين على الإنجاب".

وفي دراستهم، حلَّل العلماء السجلات العائلية التفصيلية للأشخاص المولودين في ولاية يوتا بين عامي 1860 و1899. ولم يكُن لدى هذا المجتمع، وهُوَ منحدر من المستوطنين الأوائل بالمنطقة، وسائل لمنع الحمل، ما يعني أن المُعطيات التي يقدّمونها تعكس الخصوبة البشرية الطبيعية. واستخدم الباحثون تلك السجلات لدراسة ثلاثة تفسيراتٍ محتملة لتعمير الرجال والنساء.

تقصَّى الباحثون ما إن كانت الجينات التي تساعد على البقاء أو التناسل في أول العُمر قد تكون لها فوائدٍ في العُمر المتقدّم. ودرسوا أيضاً ما إن كانت الجينات المرتبطة بخصوبة كبار السن من الرجال قد تطيل من عُمر النساء.

وأخيراً، فحصوا ما إن كان وجود الأجداد للرعاية بالأحفاد قد يقدِّم سبباً للعيش حتى سنٍّ متقدمة، وطوَّروا أول نموذجٍ رياضي جيني في العالم لوصفِ هذه الفكرة. وفوجئ العلماء، إذ لم يجدوا دليلاً يشير إلى أنَّ الرجال يتطوَّرون ليعيشوا لمدةٍ أطول حتى يكون بإمكانهم إنجاب الأطفال في مرحلةٍ مُتقدِّمة من حياتهم.

وبدلاً من ذلك، وجدوا أنَّ الجينات ذات النفع في كلتا مرحلتي السن المُبكِّرة والمُتقدِّمة هي السبب الأرجح وراء استمرار الرجال في الحياة إلى ما بعد سن الإنجاب.

ومن جهةٍ أخرى، وجد فريق العلماء أنَّه لا دلالة على أن التطوُّر قد عزَّزَ الجينات التي تساعد على حياة النساء لما بعد سن الخمسين. وقال مراد إنَّ امتداد عُمر النساء لما بعد سن الإنجاب يظل سراً محيراً، إذ تقصَّى فريقه جميع السُّبل التطوُّرية المطروحة التي قد تؤدي لذلك.

وقال: "نعتقد أنَّ التفسير الأرجح لغياب الدليل هو أنَّ واحداً أو أكثر من الترابطات الجينية المتعلقة بحياة الأنثى حتى سن مُتقدِّمة كان سائداً في الماضي". وقد يسلّط إجراء دراسات أكثر، مستعينة بسجلّات سكّانية إضافية، الضوءَ على سبب عَيش النساء حتى سنّ متقدمة.