الحرب العالمية المستحيلة في الشرق الأوسط!.. بقلم: رؤوف شحوري

الحرب العالمية المستحيلة في الشرق الأوسط!.. بقلم: رؤوف شحوري

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

لم تعد الحرب تبدأ بكلمة كما كان يقال في الماضي. واليوم هو زمن الكلام بالمليارات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مدار الكوكب، وكذلك هو بالسياسة والتصريحات النارية والمواقف الحارقة، تصدر من هنا وهناك من المواقع المتقابلة بالعداء والخصومات الطويلة أو الموروثة! السياسة كانت تعني علم وفنّ ادارة المصالح بين الدول. وهي كذلك اليوم مع القادة العالميين الذين يتميّزون بالرؤية والحكمة والحنكة والدهاء. والسياسة هي أيضا نوع من الحرب يسميها البعض ناعمة، وهي مشاع في العالم ويخوض غمارها القادة في العالم، صغيرهم وكبيرهم على السواء… ومثال ذلك ما نراه اليوم من سلسلة الحروب التي يشنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كل الاتجاهات منذ فوزه بالرئاسة ووصوله الى البيت الأبيض! وكانت البداية حربه على المهاجرين وبخاصة المسلمين، ثم حرب الجدار على المكسيك الجارة الحدودية للولايات المتحدة، والحرب على أوباما كير في داخل أميركا، وعلى دعم كل الحروب في الشرق الأوسط… والحرب الكلامية على الاتفاق النووي مع ايران، وحربه الأخرى التي ظلّت كلامية أكثر منها فعلية ضد… الارهاب وداعش وأخواتها!
*
هذه السلسلة من المواقف المتطرّفة للرئيس الأميركي أثارت الهلع في العالم من احتمال اندلاع شرارة حرب عالمية ثالثة، كما حذّر منها السيناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي… كما أثارت الهلع اقليميا من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط لا تبقي ولا تذر… ولو كانت الحروب تبدأ بكلمة لكان العالم مشتعلا بالحروب من أدناه الى أقصاه! وأي رئيس في العالم غير قادر على التفرّد بقرار الحرب حتى ترامب نفسه! وعندما يصرّ على التفرّد بالقرار، سيُلقى الحجر عليه بحجة عدم الأهلية، ويزاح من منصبه! والحرب غير ممكنة في الظروف الراهنة وبخاصة في الشرق الأوسط. والزمن تغيّر حاليا، ولم تعد الحروب المحصورة والمحددة في الزمان والمكان، حالة ممكنة راهنا، كما جرى في عدوان اسرائيل على لبنان في حرب العام ٢٠٠٦…
*
من يطلق الرصاصة في أية حرب جديدة في الشرق الأوسط، ولو في اتجاه واحد ومحدّد، فانه سيشعل جبهة واسعة من النيران تتورّط فيها غالبية دول المنطقة: لبنان وسوريا وايران والسعودية والعراق وتركيا… وفي هذه الحالة الهستيرية من الجنون، هل ستبقى الدول العظمى على الحياد وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها وروسيا وحلفاؤها؟ الآن نفهم معنى تصريح السيناتور كروكر من ان سياسة ترامب تضع أميركا على مسار حرب عالمية ثالثة!