سمر سليمان المرشدة النفسية للمنتخبات الوطنية: العامل النفسي مفتاح الانتصارات

سمر سليمان المرشدة النفسية للمنتخبات الوطنية: العامل النفسي مفتاح الانتصارات

الأخبار الرياضيــة

السبت، ٢١ أكتوبر ٢٠١٧

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏يبتسم‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏

 

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجانب النفسي في المنافسات الرياضية وأثره في عملية الإعداد والتدريب لأن اللاعب هو جسد وعقل وحالة نفسية ولا بد أن يكون المدرب واعيا ومدركا لأهمية الحالة النفسية للاعبين والعمل على تهيئتهم قبل البطولات.
المرشدة النفسية وعضو لجنة المنتخبات الوطنية الدكتورة سمر سليمان وفي حديث مع نشرة سانا الرياضية قالت: إن “الاتزان النفسي ينعكس على الحالة الفنية والبدنية للاعبين فهو يسهم في إدخال روح المنافسة والطموح لديهم فإذا كان مستوى اللاعب لا يثبت على أداء معين أو الفريق ككل يعاني من عدم الاستقرار علما أن القدرات البدنية والمهارية للاعبين سليمة فيتضح أن هناك قلقا وخوفا من الفشل وعدم القدرة على التركيز ما يتطلب ضرورة التدخل للتعامل مع اللاعب نفسيا”.
وأوضحت سليمان أن مفهوم علم النفس الرياضي هو الدراسة العلمية للسلوك والخبرة والعمليات العقلية المرتبطة بالرياضة على مختلف مجالاتها بهدف وصفها وتفسيرها والإفادة من المعلومات المكتسبة من التطبيق العملي مشيرة إلى أن هناك إعدادا نفسيا طويل المدى يهدف إلى الارتقاء بقدرات اللاعبين على مواجهة المشكلات والعقبات التي تعترضهم طوال فترة ممارستهم للرياضة وزيادة قدراتهم على حسمها والتصدي لها وبناء وتنمية دافع الإنجاز الرياضي.
وبينت سليمان أن الدور الذي يقوم به المرشدون النفسيون غالبا هو الإعداد النفسي قصير المدى للاعبين وهو المباشر قبيل اشتراكهم الفعلي في أي بطولة بوقت قصير نسبيا بهدف التركيز على توجيههم وتهيئتهم وإعدادهم بصورة تسمح بتعبئة كل قواهم وطاقاتهم لإمكانية استثمارها لأقصى مدى في تلك البطولة.
وأشارت إلى أن المهمة الأساسية لمرشدي المنتخبات الإسهام في تحفيز طاقات الرياضي الإضافية عند المشاركة في أي بطولة لصنع الفارق على المنافس اضافة الى تذليل أي عقبات تواجه اللاعبين أو المدربين على الصعيد النفسي كالرهبة من المنافس أو قوة البطولة أو حساسية المباريات الحاسمة والفاصلة مبينة أنه في حال وجود لاعبين متقاربين من حيث المستوى البدني والمهاري والخططي فإن العامل النفسي هو الذي يتأسس عليه تحقيق الانتصار والتفوق “كما حدث مؤخرا مع لاعب منتخب السنوكر يزن الحداد فكان لديه رهبة من البطولة العربية التي أقيمت في الإمارات فتم تذليل جميع العقبات النفسية وتحفيزه بطرق علمية لإظهار طاقاته المكمونة في داخله ما أسفر عن إحرازه الميدالية الذهبية والتفوق على لاعبين على مستوى عال في اللعبة”.
وأكدت سليمان أنه لا يستطيع أحد نكران تأثير أقطاب التدريب البدني والخططي والمهاري على أداء أي فريق لكن القطب الأساس هو النفسي الذي يعد قمة التحضير الهادف إلى إبراز الذات للرياضي حتى يتمكن من الوقوف وبكل وضوح على ما له من إمكانات وما ينتظره من تحديات إلى إيضاح الصورة والتوافق بين نقاط قوة وضعف اللاعب وما هو مطلوب منه خلال المشوار الرياضي وكل هذا سعيا إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي والانفعالي وبذلك تتحقق الصحة النفسية للرياضي.
وتابعت سليمان: إنه يتم العمل على ازالة التوتر والقلق المصاحب للمنافسات من خلال تدريبات الترويح والاسترخاء وتعليم اللاعبين صياغة الأهداف وتنمية التخيل الإيجابي ما قبل المنافسة وزيادة الثقة بالنفس من خلال تعزيز امكاناتهم البدنية والمهارية مع عدم التأثر بالبيئة المحيطة من خلال تدريبهم على التركيز على اهداف قصيرة معينة مصاغة من اللاعب نفسه والسعي لتحقيقها وفق ظروف متنوعة من أجواء المنافسات وتعزيز روح الفريق ككيان واحد من خلال خلق التجانس وإزالة الخلافات لما في ذلك من فاعلية واثر كبير على تغيير اتجاهاتهم وتحسين أدائهم المهاري أثناء المنافسة.
ونوهت سليمان بالتعاون الكبير لاتحادات الألعاب والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام مع لجنة المنتخبات لما يقومون به من دور إيجابي وفعال في عملية الإرشاد النفسي من النواحي كافة.
يشار إلى أنه تم إدخال العمل في مجال الإرشاد النفسي للمنتخبات في سورية عام 2005 فتم القيام بالاختبارات والمقاييس النفسية للاعبين للتعرف على طبيعة شخصياتهم وإمكاناتهم وقدراتهم ونقاط القوة لديهم لتأكيدها وتعزيزها ونقاط الضعف لديهم لتقويمها وتلافيها.
محمد الخاطر