نسرين بدور.. الشـعر.. صلاة العاشـق للوطـن الأغلـى

نسرين بدور.. الشـعر.. صلاة العاشـق للوطـن الأغلـى

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٠ يناير ٢٠١٨

«تطرق أصابعه نافذة انتظارها، تنهض من سرير القلق، لا تنتبه لتسريحة شعرها، ولاتطوق جيدها بالعقد الكهرماني..

 

وهكذا نسرين تغادر فنجان قهوتها، مسرعة لاحتضان ضيفها الجميل، القادم كعادته من غير استئذان، ليكحل صباحها بالدهشة، ويمشط أحلامها بالألق... هناك في مملكة الموسيقا والأبجدية والضوء، يطيب للعاشقين اقتراف «أوبرا السرور».‏

المجموعة الشعرية للشاعرة نسرين بدور أول مايلفت فيها العنوان: «أوبرا السرور» المستوحى من الموسيقا، نبض الروح، وهي التي تشكل الهارموني بين قصائد المجموعة الشعرية، والموسيقا هي وسيلتنا للاحتفاء بنشوة النصر، النصر على الإرهاب، والنصر على معوقات الحياة، والانتصار للحياة والأمل المتجدد.‏

وفي لقائها تقول: بدأت رحلتي مع الشعر من خلال العالم الافتراضي ضمن مجموعة «منارات» التي أسسها الشاعر حسن داود، ومن ثم انتقلت هذه المجموعة إلى العالم الواقعي، وبدأت مهرجاناته ترى النور، ولكن شغفي بالشعر جعل الهدف يكبر والحلم بدأ يتسع فانتسبت لملتقى القرداحة مع الأديب عمار مرهش.‏

وفي قناعتي الحضور في الوسط الثقافي هام جدا، وأجد مشاركاتي في المهرجانات الشعرية والأدبية تكسبني خبرات إضافية هذا إلى جانب التعرف على تجارب شعرية شابة، مايخلق نوعاً من الصداقة والانتشار.‏

 

ولايمكن إنكار دور وسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل الوصول للمتلقي والمشاركة في المهرجانات التي بدأت تنتشر في كل مكان مثل ملتقى الشام الثقافي، وخيمة القصيد التي تستقطب الشعراء من كل مكان.‏

والمجموعة الشعرية الأولى «أوبرا السرور» تحكي عن الحب والغزل، وتحكي عن وجع الوطن في الحرب، فعناوينها متنوعة وهي لسان حال كل شخص في هذا الوطن تحكي الواقع الذي نعيشه، ففي قصيدة ظلال أشكو الغربة وماتسببه من آلام:‏

ياصاحب الظل الأسمر.. ألم تعشقك الشمس..‏

عشق السراب للمطر.. أأحتمي بظلك إلى الأبد‏

أستظل بحبك ماحييت.. تحيا ياأمير إحساسي.. بجواهر جعبتي السرية..‏

تصافح أصابعك ضياء شغوفا‏

وقصيدة هذي أنا تتحدث فيها الشاعرة عن نفسها وقصائدها التي كتبتها والتي تحضرها للمجموعة القادمة:‏

منارات همسات، أميرة الأحلام،‏

أحلام تتعالى، وردة نسرين ذبلت مرتين،‏

جمال الطبيعة والأنثى بارمائية‏

امرأة استثنائية دمعة عنجهية،‏

مشاهد المسرحية سجالية مخملية، هذي أنا،‏

لوحات التشكيليين فلسفة المرشدين‏

الشاعرة نسرين بدور تتجه إضافة للشعر لكتابة الرواية، ففي روايتها التي لم ترالنور بعد جاءت بعنوان:» صابرين في برلين» وتحكي قصة فتاة سورية تهجر الساحل إلى برلين، وتعبر فيها عن معاناة الإنسان السوري أثناء الحرب، ولاشك تغلب على لغتها نبرة الشعر وتدل النصوص النثرية إلى جسد الرواية لتضفي عليها مسحة من الرومانسية.‏

وشاعرتنا نزارية الهوى فهي تعشق مايكتبه نزار قباني وبدوي الجبل، وتتواصل مع جيلها من الشعراء الشباب، وأكثر مايحرضها على الكتابة حالات الحب والعشق وأيضاً الحزن والألم، فهي تملك من رهافة الحس مايجعلها تسكب الشعر سيلاً من المشاعر الفياضة.‏

المجموعة الشعرية «أوبرا السرور» للشاعرة نسرين بدور، صادرة عن دار الغانم للثقافة للعام 2017 وتقع في 111 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 32 قصيدة بلغة شفافة رقيقة هي أقرب إلى همس الروح، وتلامس الوجدان الإنساني وتنبىء بشاعرة على دروب الإبداع.‏