هل يضع “صلاح” حدّاً لهيمنة ميسي ورونالدو ويظفر بالحذاء الذهبي؟

هل يضع “صلاح” حدّاً لهيمنة ميسي ورونالدو ويظفر بالحذاء الذهبي؟

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ٢٠ مارس ٢٠١٨

بات النجم المصري، محمد صلاح، أيقونة نادي ليفربول الإنكليزي، حديث الساعة في مختلف وسائل الإعلام العالمية؛ نظراً لتألّقه الشديد بقميص فريقه، الذي عزّز صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية المنصرمة، آتياً من فريق العاصمة الإيطالية روما، مقابل 42 مليون يورو.
ولم يتوقّع أشد المتفائلين بصفقة انتقال صلاح إلى ليفربول أن تترك صدىً عالمياً مثلما حدث على أرض الواقع؛ إذ يتصدّر الدولي المصري حالياً قائمة هدّافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 28 هدفاً، بعد مرور 31 جولة على “البريميرليغ”.
وأثبت النجم المصري أنه الصفقة الأكثر نجاحاً على الإطلاق في “الدوري الأكثر شعبية في العالم”، بمقارنة أرقامه مع البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي انتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد، إضافة إلى الإسباني ألفارو موراتا، الذي رحل عن ريال مدريد لارتداء قميص تشيلسي.
 
– “رباعية” مُذهلة
وسجّل “الفرعون”، مساء السبت، 17 مارس 2018، أربعة أهداف كاملة وصنع هدفاً آخر، في فوز فريقه الساحق على ضيفه واتفورد، في المباراة التي أُقيمت على ملعب “أنفيلد” ضمن لقاءات البطولة الإنجليزية. وبات “أبو مكة” أول لاعب في صفوف ليفربول يسجل أربعة أهداف في مباراة واحدة خلال الدوري الإنكليزي، منذ الأوروغوياني لويس سواريز أمام نورويتش سيتي عام 2013.
ويسير نجم المنتخب المصري بخُطا ثابتة نحو إنهاء موسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز وهو على رأس قائمة الهدافين؛ إذ يتفوّق بـ 4 أهداف كاملة عن أقرب مُلاحقيه هاري كين، مهاجم توتنهام هوتسبير، في حين يأتي نجم خط هجوم مانشستر سيتي، الأرجنتيني سيرجيو أغويرو ثالثاً بـ 21 هدفاً.
وباتت جميع المؤشّرات تؤكّد أن صلاح سيُتوّج بلقب “الهدّاف” في حال سارت الأمور على النحو الحالي وابتعدت الإصابة عن اللاعب، الذي ساهم بشدّة في تأهّل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم، المقرّرة إقامتها في روسيا صيف هذا العام، وذلك لأول مرة بعد غياب دام 28 عاماً، وتحديداً منذ نسخة 1990 التي أُقيمت بإيطاليا.
 
– “الحذاء الذهبي”
أرقام صلاح الرائعة في أول مواسمه بألوان “الريدز” ليست رائعة على مستوى “البريميرليغ” فحسب، بل على صعيد القارة الأوروبية “العجوز”؛ حيث يتصدّر اللاعب قائمة اللاعبين الذين يتنافسون على الظفر بجائزة “الحذاء الذهبي”.
وتُمنح جائزة “الحذاء الذهبي” لصاحب أكبر عدد من الأهداف في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى خلال موسم واحد، وهي الجائزة التي “احتكرها” تقريباً الثنائي العالمي؛ الأرجنتيني ليونيل ميسي، وغريمه الأرجنتيني كريستيانو رونالدو، على مدار العقد الأخير.
ويتصدّر صلاح السباق الدائر نحو “الحذاء الذهبي” بـ 56 نقطة، وذلك باحتساب الهدف الواحد بنقطتين، متفوّقاً على “البرغوث” ليونيل ميسي، الذي يأتي ثانياً في قائمة الهدّافين بـ 50 نقطة، بتوقيعه على 25 هدفاً بعد مرور 29 جولة في البطولة الإسبانية.
وظفر “ليو” بـ “الحذاء الذهبي”، في أربعة مواسم سابقة؛ هي: (2009-2010، و2011-2012، و2012-2013، و2016-2017)، ما يعني أن مهمة صلاح لن تكون سهلة، خاصة أن النجم الأرجنتيني يُعدّ قادراً على تسجيل “هاتريك” في أي مباراة بالدوري الإسباني، ما يضع الحسابات والأرقام في مهب الريح.
ويتقاسم 3 لاعبين المرتبة الثالثة في قائمة الصراع؛ وهنا يدور الحديث حول مهاجم لاتسيو الإيطالي شيرو إيموبيلي، والأوروغوياني إدينسون كافاني (باريس سان جيرمان،)، والإنكليزي هاري كين (توتنهام هوتسبير)؛ حيث يمتلك الثلاثي 24 هدفاً بـ 48 نقطة.
ويبرز البولندي روبرت ليفاندوفسكي أيضاً في قائمة المتنافسين على الجائزة الفردية الرفيعة بـ 23 هدفاً، أحرزها بقميص بايرن ميونيخ الألماني في “البوندسليغا”، منحته 46 نقطة، في حين عاد “الدون” البرتغالي كريستيانو رونالدو من بعيد واقتحم القائمة؛ بعدما سجّل “سوبر هاتريك” في شباك جيرونا ضمن منافسات الجولة الـ 29 من البطولة الإسبانية.
وارتقى “صاروخ ماديرا” إلى وصافة هدّافي الليغا بـ 22 هدفاً، متأخّراً بثلاثة أهداف فقط عن غريمه الأرجنتيني اللدود، ليحصد 44 نقطة في صراع “الحذاء الذهبي”، يليه “العضاض” الأوروغوياني لويس سواريز بـ 21 هدفاً، الذي نال 42 نقطة.
وظفر “CR7” بـ “الحذاء الذهبي” في 4 مواسم سابقة؛ حيث نال الجائزة بقميص مانشستر يونايتد موسم 2007-2008، فضلاً عن 3 مرات بألوان ريال مدريد (2010-2011، 2013-2014، 2014-2015)، بينما حصد سواريز الجائزة في موسمين (2013-2014، 2015-2016).
صلاح قد يفعلها ويُصبح أول لاعب عربي على الإطلاق يتوّج بجائزة فردية ارتبطت تاريخياً بكبار نجوم “الساحرة المستديرة”، ولكنه يبقى مهدّداً بشدة من نجمي برشلونة وريال مدريد؛ لقدرتهما على قلب الطاولة رأساً على عقب، وهو ما ظهر جلياً في مباراة “الملكي” وجيرونا.
 
– شعبية جارفة
ويمتلك أبو صلاح، كما يحلو للمصريين تسميته، شعبية وجماهيرية جارفتين في العالمين العربي والإسلامي؛ بسبب أخلاقه الرفيعة خارج الملاعب، علاوة على أهدافه الغزيرة فوق “المستطيل الأخضر”. ودأب النجم المصري على السجود شكراً لله فور إحرازه الأهداف، سواء مع منتخب بلاده أو مع الأندية الأوروبية التي دافع عن ألوانها؛ على غرار بازل السويسري، وتشيلسي الإنكليزي، وفيورنتينا وروما في إيطاليا، قبل العودة مجدداً إلى أجواء “البريميرليغ” من بوابة ليفربول.
 
شعبية صلاح، الذي بات أول لاعب مصري وعربي يُسجّل “رباعية” في الدوري الإنكليزي الممتاز، وصلت إلى عنان السماء لدى مشجّعي ليفربول، الذين ابتكروا أهازيج، منتصف فبراير المنصرم، أكّدوا من خلالها أنهم سيعتنقون الإسلام في حال استمرّ اللاعب بتسجيل الأهداف مع “الريدز”.
وعقب مباراة الـ “سوبر هاتريك” أشهر أحد مشجّعي النادي الإنجليزي إسلامه عبر حسابه “عائلة ليفربول”، على موقع التواصل الاجتماعي الشهير “تويتر”، ما دفع الداعية السعودي الشهير عائض القرني لشكر اللاعب المصري على تمثيله الإسلام بصورته الحقيقية المشرّفة.
وفي مشهد يُبرز مدى “هوس” جماهير ليفربول كباراً وصغاراً بالنجم صلاح، تداول رواد مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية صوراً لطفل بريطاني وهو يرتدي شَعراً مستعاراً “كثيفاً” ورسم على وجهه لحية.
ولم يقتصر تشبّه الطفل بصلاح على الشعر الكثيف واللحية، بل ارتدى أيضاً قميص اللاعب في ليفربول، وقام بتقليد ومحاكاة احتفال اللاعب بعد إحراز الأهداف.
 
– جوائز بالجملة
ومنذ وصوله إلى قلعة “أنفيلد”، صيف 2017، حصد صلاح جوائز فردية بالجملة؛ كـ “لاعب الشهر” ضمن صفوف ليفربول، و”أفضل لاعب” التي تمنحها رابطة المحترفين الإنجليزية شهرياً، فضلاً عن نيله جائزة “الأفضل” بالدوري الإنكليزي الممتاز، لشهري تشرين الثاني وشباط المنصرمين.
أما على الصعيد القاري فتوّج النجم المصري بجائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب بالقارة السمراء عام 2017، واختارته شبكة “بي بي سي” البريطانية كأفضل لاعب في القارة الأفريقية أيضاً للعام ذاته، كما اقتنص جائزة “الأفضل عربياً” في استفتاء الاتحاد العربي للصحافة الرياضية.
ويؤكّد مراقبون أن النجم المصري محمد صلاح “قد” يدخل القائمة النهائية للاعبين المرشّحين للفوز بجائزة “الكرة الذهبية”، التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول” الرياضية المتخصصة بأفضل لاعب في العالم سنوياً، وذلك في حال فوزه بجائزة “الحذاء الذهبي”، والذهاب مع فريقه ليفربول بعيداً في “أمجد الكؤوس الأوروبية”.
وتنتظر ليفربول مواجهة إنجليزية خالصة أمام مانشستر سيتي، في الدور ربع النهائي من “ذات الأذنين”، وفقاً للقرعة التي سُحبت في مدينة نيون السويسرية، والتي أسفرت كذلك عن صدام ناري بين ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي، في إعادة لنهائي النسخة الماضية (نهائي كارديف 2017).