عشّاق الكرة المساكين.. بقلم: د.يسرى المصري

عشّاق الكرة المساكين.. بقلم: د.يسرى المصري

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٥ يونيو ٢٠١٨

يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً, كعاشقٍ خطَّ سطراً في الهوا ومحا..هكذا حال.. عشاق كرة القدم المساكين يطيرون على أجنحة الحلم ويسقطون على هاوية الخسارة لأسباب خارجة عن إرادتهم ومتعلقة بأمانيهم وأحلامهم.
وبغض النظر عن الفوز الحلو كالعسل.. والخسارة المرة كالعلقم فإن مشاعر الفرح والحزن تصبح كأمواج البحر عندما تجتمع ملايين القلوب وملايين الأعين وتهتف الحناجر بصوت واحد مشجعة هذا الفريق أو ذاك ورغم أنف النتائج المتوقعة أو المخيبة للآمال في المونديال الذي مضى من منافسات بطولة كأس العالم الدور الأول ويستعد للدور الثاني إلا أن خسارة المنتخبات العربية كانت مؤلمة لكل العرب بغض النظر عن الفرق المشاركة! وبعد سلسلة الخسارات الكروية المتلاحقة وخروج الفرق العربية من دائرة المنافسات والربح والتأهل فقد كان الأكثر حزناً أننا لم نستفد من الدروس والعِبر التي أدت إلى الهزيمة وسارعت التحليلات الرياضية لتضع اللوم كله على أسباب لا علاقة لها بالفوز أو الخسارة ومخيبة أكثر من الخسارة نفسها, فلم نسمع من يتحدث عن سوء التخطيط وسوء التحضير وقلة الخبرة وعدم وجود المواهب وتلك قصة أخرى.
ليس المال وحده من يصنع فريقاً قوياً يليق بكأس العالم, فالدول الأفريقية وبعض دول أمريكا اللاتينية دحضت هذه الفكرة وأثبتت فشلها وأكثر من ذلك برهنت لحكوماتها أن الاستثمار في الرياضة استثمار رابح وناجح ولا شك أن التدريب والتأهيل يلعب دوره لكنه ليس الشرط الوحيد للفوز.. والسر في اكتشاف المواهب هناك بين الناشئين وحتى الأطفال ممن يعشق هذه الرياضة لدرجة أن عقله يؤثر في حركته والتفافه ودورانه.. هذه الموهبة التي تحتاج من يكتشفها هي السر في الفوز والتأهل.
تشرين