شرط بدئه رفضهم أن يكونوا ورقة بيد واشنطن … «مداد»: حوار سورية وكردها أكثر عائدية من المواجهة

شرط بدئه رفضهم أن يكونوا ورقة بيد واشنطن … «مداد»: حوار سورية وكردها أكثر عائدية من المواجهة

أخبار سورية

الاثنين، ١٦ يوليو ٢٠١٨

رأى «مركز دمشق للأبحاث والدراسات –مداد»، أن الشرط الرئيس لبدء الحوار بين سورية وكردها هو رفض الكرد أن يكونوا ورقة بيد واشنطن، وصولاً إلى توافق على معظم القضايا الخلافية بينهما، مشيراً إلى أن الحوار قد لا يصدر عن قناعة أحد الطرفين أو كليهما بمطالب الآخر، وإنما عن إدراكه لضرورته، وأنه خير له وأقل تكلفة وأكثر عائدية من المواجهة والحرب.
وجاء في دراسة لـ«مداد» بعنوان «سورية والكرد: بين المواجهة والحوار، أي أجندة ممكنة؟» من إعداد رئيس القسم السياسي عقيل محفوض، وتلقت «الوطن» نسخة منها: إن ثمة علاقة مُلتبسة بين دمشق والكرد، إذ أمكن التوصّل إلى حلول وتسويات في عدد من مناطق الحرب في سورية كما جرى مؤخراً في الغوطة والرستن والمنطقة الجنوبية، وأُزيلت حدود صُنعت بالعنف والدم، وأما الحدود بين دمشق وكردها فلا تزال محروسة برهانات دامية! وقالت الدراسة: «حينما يرفض الكرد أن يكونوا ورقة بيد واشنطن، فهذا هو رهان الرئيس بشار الأسد، بل هو شرطه الرئيس، ومنه يبدأ الحوار بين دمشق والكرد، وصولاً إلى توافق على كل أو معظم القضايا الخلافية بين دمشق وكردها، بدءاً من الهوية الثقافية واللغوية والاعتراف بالتعدد الإثني، وصولاً إلى نمط الحكم وطبيعة العلاقة بين المجتمع والدولة»، لافتة إلى أنه قد لا يصدر الحوار عن قناعة أحد الطرفين أو كليهما بمطالب الآخر، وإنما عن إدراكه لـ«ضرورة الحوار»، وأنه خير له وأقل تكلفة وأكثر عائدية من المواجهة والحرب. وأعتبرت الدراسة، أن التهديد الرئيس ليس من الكرد ذاتهم، وإنما من طبيعة استخدام الولايات المتحدة لهم «ذراعاً» و«ذريعةً» لتنفيذ رهاناتها في سورية والمنطقة؛ ومن استبطان الكرد، المتشددين منهم، لرهانات الأميركيين ووعودهم لهم في إقامة أو رعاية كيانية كردية في شرقي سورية.
ولفت الدراسة إلى أن الكرد لا يستطيعون مواجهة أحد من دون الأميركيين، كما لا يستطيعون الدخول في «التسوية» مع دمشق من دون الأخذ بالحسبان أدوار ورهانات روسيا والولايات المتحدة في سورية والمنطقة.
وأشارت إلى أن الكرد دخلوا في تجاذبات ورهانات، وأظهروا استعداداً قوياً للانخراط في سياسات السعودية ضد سورية والعراق وإيران وربما تركيا، وأظهرت التطورات، بعد اتفاق منبج بين الولايات المتحدة وتركيا، أن رهان الكرد على الولايات المتحدة ليس كافياً ولا ثابتاً أو آمناً كفاية، بل أخذ يتحول إلى مصدر تهديد لهم. ورأت الدراسة، أنه من الممكن أن ينطلق الحوار بين دمشق وكردها من تأكيد وحدة سورية، والتخلي قولاً وفعلاً عن الاتجاهات الكيانية والجهوية والإجراءات أحادية الجانب بهذا الخصوص، وفك ارتباط الكرد بالتحالف الدولي الأميركي، وبأي مشروعات إقليمية أخرى مطروحة، وأولوية الحل السياسي، وتفادي اللجوء إلى العنف أو السلاح، والتوافق على السياسات العامة وطبيعة النظام السياسي والدولة في سورية ما بعد الحرب.
وأضافت: «أما ما له أولوية لدى الكرد فيتمثل باـلضمانات السياسية والأمنية، ويمكن أن تكون روسيا وإيران ضامنتين، والمداولة في القضايا الأكثر أولوية مثل: الدستور، وطبيعة النظام السياسي والإداري، بما في ذلك قوانين الأحزاب والجمعيات والانتخابات، والحوار حول مطالب قائمة أو محتملة بخصوص إعادة تشكيل إداري لبعض المناطق الإدارية والمحافظات، والتنمية المتوازنة أو العادلة، والحقوق الثقافية واللغوية، والتعويضات المادية والمعنوية لمتضرري الحرب وغيرها».
ورأت الدراسة، أنه « وإذا كانت أحلام الكرد وطموحاتهم وتقديراتهم أدت بهم إلى الدخول في مواجهات بالغة الخطورة عليهم وعلى سورية والمنطقة، إلا أن السبيل الرشيد أو الحكيم لضبط ما هم فيه ووضع العلاقة بين دمشق وكردها على المسار الصحيح، وتفكيك أو احتواء الرهانات الكردية المذكورة، لا يكون بالعنف، وإنما بالسياسة والشراكة والتنمية والديمقراطية».
وختم «مداد» دراسته بالقول: إنه «من الأفضل للكرد العودة إلى مقولات الزعيم عبد اللـه أوجلان عن الدول التعددية الديمقراطية والإقليم التعددي الديمقراطي، وربما تكون دمشق أقرب لقبول هذا المنطق. وهذا ما يمثل أجندة حوار مشترك، لا حتى يكون الطرفان، دمشق وكردها، أبطال الفرص الضائعة أو المُفوَّتَة».