طهران مستعدة لـ«أمّ المعارك»: أوراقنا «أعقد» من إغلاق هرمز

طهران مستعدة لـ«أمّ المعارك»: أوراقنا «أعقد» من إغلاق هرمز

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٣ يوليو ٢٠١٨

ما اعتاد تردادَه المسؤولون العسكريون في إيران، بات على لسان الرئيس حسن روحاني. رسالة تكفي وحدها لإيصال مدى الاستنفار بوجه الضغوط الأميركية التي تؤكد واشنطن تصعيدها حتى «تغيير سلوك» النظام
 
يظهر المسؤولون في طهران كَمَن يشاهد سحابة سوداء تقترب صوبه شيئاً فشيئاً. هذه هي الحال في إيران مع دنوّ موعد العقوبات الأميركية. قتامة المشهد المتفاقمة تجعل القادة الإيرانيين يرفعون من سقف التحدي للضغوط الأميركية، لا العكس. هكذا يمسي الرئيس حسن روحاني، على رغم خطابه الموسوم بـ«الاعتدال»، متصدّر التهديدات المضادة بوجه الولايات المتحدة. ومع أن طهران تؤكد عدم فقدانها الثقة ولا الإمكانات للمواجهة المتجددة، التي لا يرى فيها الإيرانيون سوى فصل جديد من فصول مواجهة عمرها أربعة عقود، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال تجاهل تداعيات مرحلة ستفرض ظروفها، خصوصاً بعدما أفصح الأميركيون في الأيام القليلة الماضية عن إعدادهم لرمي ورقة مخزون النفط الاستراتيجي. ورقة نادرة الاستخدام أميركياً، تعيد للأذهان الظروف إبان عملية «عاصفة الصحراء» في الخليج، وتهدف إلى مجابهة النقص في الإمدادات، وبالتالي ارتفاع أسعار البترول، مع سريان الحظر على النفط الإيراني بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
التلويح الأميركي بفتح المخزون الاستراتيجي وإغراق الأسواق لتحقيق انهيار في أسعار النفط، لعبة لا تزال في إطار حرب التصريحات والمواقف والتهديدات والتهديدات المضادة، ولم يتضح بعد ما إذا كانت واشنطن مستعدة للأخذ بها فعلاً، ولا سيما أنها تستهدف مختلف دول منظمة «أوبك»، أو أنها مجرد تهديدات هدفها إشعار الإيرانيين بمدى الاستعداد للذهاب بعيداً في المواجهة. لكن جدية الهجوم الأميركي تؤكدها تحركات الإدارة التي لا تخفي استراتيجيتها الجديدة ضد إيران، إذ تمضي في استثمار الضغوط عبر إجراءات الحظر، وتستعد للمزيد إذا ما شاهدت شرخاً داخلياً وتململاً شعبياً في المدى المتوسط بعد أن تفعل العقوبات فعلها في الاقتصاد الإيراني. في هذا السياق، من المرتقب أن يلقي وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، اليوم (أمس بالتوقيت الأميركي)، خطاباً أمام حشد من الجالية الإيرانية في ولاية كاليفورنيا، يحمل عنوان «دعم أصوات إيرانية». ورغم أن خطوة بومبيو في لقاء معارضين في الخارج للنظام الإيراني، تعزز خطاب النظام في طهران حول النيات الأميركية ضد الجمهورية الإسلامية، فإن إدارة ترامب لا تبدو متحرجة من إيصال رسالة باستعدادها للعمل المباشر على إسقاط النظام، ولو أن الخطاب الأميركي الرسمي يقتصر على استخدام مصطلح «تغيير السلوك». ووفق مسؤولين أميركيين، أعدّت إدارة ترامب حملة واسعة ضد طهران «بهدف إثارة اضطرابات، والمساعدة في الضغط على إيران لوقف برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة» من خلال خطب واتصالات على الإنترنت. ونقلت «رويترز» عن ستة مسؤولين أميركيين قولهم إن الحملة يدعمها بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وهدفها رفد ضغوط ترامب الاقتصادية على إيران، وهي «تصور الزعماء الإيرانيين بصورة فظة مستخدمة أحياناً معلومات مبالغاً فيها أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى».
في الرد الإيراني على التهديدات الأميركية المتواصلة هذه الأيام، برز تحذير روحاني لترامب، أمس، بالقول إن «عليه أن لا يعبث بذيل الأسد فيغضبه ويندم على ذلك ندماً تاريخياً». وأضاف روحاني، الذي ظهر متحدثاً بنبرة حادة، أن الحرب مع بلاده «أم كل الحروب»، وكذلك السلام معها «حقيقي وغير مزيف»، مشدداً على أن طهران لا تخاف التهديدات، «بل نردّ على الوعيد بالوعيد»، مؤكداً عدم قدرة أي دولة على القضاء على نفوذ إيران في المنطقة. وفي تناغم مع المواقف الأخيرة للمرشد علي خامنئي، رأى روحاني أن الحوار مع واشنطن «مجرد تنازلات» وتخلٍّ عما أنجزته طهران سابقاً. وكرر الرئيس الإيراني التهديد بإغلاق مضيق هرمز، مضيفاً أن لدى بلاده أوراقاً «أقوى وأعقد» من إغلاق المضيق. واتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشأن الإيراني، وبأن سياستها الرئيسة تهدف إلى «إطاحة النظام وتقسيم البلاد».