عندما تبدأ المعركة لن يجد المسلحون مكاناً للاختباء !

عندما تبدأ المعركة لن يجد المسلحون مكاناً للاختباء !

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢١ أغسطس ٢٠١٨

محمد كحيلة
ما إن تبدأ معركة شمال غرب سوريا سيوجه الجيش السوري ضربات غير مسبوقة في تاريخ الأزمة السورية على مواقع وتحصينات المسلحين ابتداءً من ريف اللاذقية الشمالي وريف حماه الشمالي الشرقي مروراً بريف حلب الجنوبي الغربي وانتهاءً بإدلب وريفها.
مازال الجيش السوري يحشد قواته وآلياته الثقيلة في جبهة شمال غرب سوريا تحضيراً للعملية البرية الموسعة التي قد تنطلق قريباً بهدف القضاء على تنظيم (جبهة النصرة) وتنظيم (الحزب الإسلامي التركستاني) ومجموعات الأغوار والشيشان والفصائل المحلية المرتبطة بها، والملفت للنظر تعداد القوات البرية التي ستشارك بالعملية المرتقبة من مختلف تشكيلات وفرق الجيش السوري، فقد وصلت القوة الضاربة للجيش السوري إلى محاور عملياتها المفترضة والتي كان لها الدور الرئيسي في تحرير محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق في الأشهر الماضية، وكان لإنهاء التواجد المسلح في معظم أراضي الجمهورية السورية نتائج عظيمة بعد تفريغ الجبهات من قوات التثبيت الكبيرة، فقد أصبح الجيش السوري يتمتع بفائض كبير على مستوى القوى البشرية والعتاد العسكري بمختلف تصنيفاته، وهو ما سيتم توظيفه لصالح المعارك القادمة بما فيها معركة شمال غرب سوريا.
لن يستطيع الإرهابيون تحمل رشقات قطعات الصواريخ والمدفعية التي وصلت للجبهة الشمالية، فلا يمكن توقع مدى شدتها ولكنها على أقل تقدير أقوى بثلاثة أضعاف مما كانت عليه في درعا والغوطة الشرقية، وبالطبع وضع سلاح الجو السوري بخدمة المعركة فلا تتفاجئوا بأسراب الميغ والسوخي التي لن تفارق الأجواء حين تبدأ المعركة، وكما أظهرت المشاهد المصورة لأرتال الجيش السوري المتوجهة للشمال السوري أعداداً كبيرة من المجنزرات الحديثة والعربات القتالية وراجمات فتاكة كأروغان وسمريتش وتوس إذ يمكنها مجابهة جيوشاً منظمة، وشوهد في تلك الأرتال تواجد عدة عربات لصاروخ “توشكا” التكتيكي الذي لن يرغب الإرهابيون بسقوطه فوق رؤوسهم أبداً.
هذا وكنا نتحدث عن المقدرات التي رصدتها القيادة السورية لعملية شمال غرب سوريا ولم نذكر دور القوات الرديفة والحليفة ولا سيما قوات الجوفضائية الروسية التي ستدخل المعركة بشكل فعال ويعتقد أن تشارك القاذفات الاستراتيجية وسفن أسطول البحر المتوسط بضرب صواريخ ذكية مجنحة على الأهداف الدسمة للجماعات الإرهابية.
ويرجح أن تتساقط البلدات التي تخضع للإرهابيين تباعاً بسيناريو مشابه لما حصل في درعا والقنيطرة كما ستشرع فصائل ما يسمى بـ(الجيش الحر) بالانخراط في مشروع المصالحة الوطنية وتُسلم أسلحتها وعتادها العسكري للجيش السوري، أما التنظيمات الإرهابية كـ(جبهة النصرة) و (الحزب التركستاني) والمرتبطين لا صلح معهم إلا بالنار.
أما عن الجعجعات التركية التي حذرت الجيش العربي السوري من مغبة مهاجمة الإرهابيين في إدلب يجب أن يتذكروا جيداً الفقاعات الأمريكية في معركتي الغوطة والجنوب السوري، والأحرى بهم سحب نقاطهم من الداخل السوري التي يعتقدون أنها ستؤمن حماية للإرهابيين، فعندما تبدأ ساعة الصفر لن تفرق القذائف الجنود الأتراك من الإرهابيين.
المعركة المرتقبة للجيش السوري باتت وشيكة وما يفصلنا عنها بعض الاستكمالات اللوجستية، فعندما تبدأ المعركة ثقوا لن تتوقف إلا على الحدود السورية-التركية.