محللون: اتفاق إدلب مرتبط بمصير «الجهاديين».. وقد ينهار

محللون: اتفاق إدلب مرتبط بمصير «الجهاديين».. وقد ينهار

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

ربط محللون نجاح اتفاق سوتشي حول إدلب واستمراره برد فعل «الجهاديين» في المنطقة التي يشملها الاتفاق، لافتين إلى إمكانية انهيار الاتفاق «إذا لم تستطع جهود موسكو وأنقرة المشتركة أن تفرض الخطة على الجماعات الإسلامية» المتطرفة.
وتم الاثنين الماضي الإعلان في مدينة سوتشي الروسية عن اتفاق بشأن محافظة إدلب عقب قمة جمعت الرئيسين الروسي فلايمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، وأبدت دمشق ترحيبها به واعتبرت أنه مؤطر زمنياً، مشددة على موقفها الثابت باسترجاع كل شبر من الأراضي السورية.
وأقامت تركيا 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب بحجة تنفيذ اتفاقات أستانا، وأعلنت في تشرين الأول الماضي أنها ستعزل «الجماعات الإرهابية» عن «مقاتلي المعارضة المعتدلين» هناك.
لكن بعد مرور نحو عام، لم يتحقق تقدم يذكر في هذا الصدد، بحسب وكالة «رويترز» التي نقلت عن محللين أنه «لم يتضح كيف سيغير اتفاق يوم الإثنين الصورة».
ونقلت «رويترز» عن المحلل الأمني والضابط التركي المتقاعد متين جورجان قوله: «هذا احتمال ضئيل للغاية»، مضيفاً: إن الجهاديين لن يقتنعوا إلا من خلال استعراض القوة وليس الحوار.
وحدد بوتين «جبهة النصرة» الإرهابية باعتبارها واحدة من الجماعات التي ستستهدفها الإجراءات، لكنه وأردوغان لم يحددا من «الجماعات الإسلامية» الأخرى التي ستطبق عليها الإجراءات بحسب الوكالة.
وذكرت الوكالة، أن تركيا قالت يوم الثلاثاء الماضي إنها ستبحث المسألة مع روسيا في إشارة على «عدم التوصل لاتفاق»، ونقلت عن دبلوماسي متابع للشأن السوري: أن «الأمر لا يعدو كونه تأجيلاً للمسألة التي لا يوجد لها حل واضح».
كما نقلت الوكالة عن الدبلوماسي التركي السابق والمحلل لدى مركز كارنيجي في أوروبا سنان أولجن قوله: إن «المشكلة الأساسية هي المقاتلون الأجانب لأنه لم يعد لديهم مكان يلجؤون إليه»، موضحاً أن تركيا تعلق آمالها فيما يبدو على الانقسامات المحتملة بين الجهاديين وتتوقع أن السوريين منهم سيكونون أكثر ميلاً لتسليم سلاحهم من الأجانب.
وقال أولجن: إن «المبدأ الأساسي هو «فرق تسد». محاولة التفرقة على مستوى جذري. قد يكونون جميعهم جهاديين لكن ربما تكون ميولهم مختلفة فيما يتعلق بنزع السلاح»، على حين نقلت الوكالة عن مصدر مسلح في إدلب: أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل «تحرير الشام» (الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي) بشأن إمكانية التعاون. وذكر المصدر، أن موقف «تحرير الشام» مهم لأنها «تحالف» يملك ما يكفي من النفوذ لفرض إرادته على مقاتلين «جهاديين» آخرين في إدلب بمن فيهم الأجانب إذا توصل مجلسه للشورى لقرار بشأن المسألة، وأضاف: «إذا أبرم اتفاق بين «تحرير الشام» وتركيا فستمضي المسألة بسهولة». وتضم «تحرير الشام» إضافة إلى «النصرة» تنظيمات إرهابية مختلفة منها ما هو سوري محلي ومنها ما هو اجنبي مثل «جند القوقاز» و«الحزب الإسلامي التركستاني».
وأواخر الشهر الماضي صنفت تركيا «تحرير الشام» كمنظمة إرهابية، لكن المصدر قال: إن ثمة مؤشرات على أن تركيا و«النصرة» قد يتعاونان على الأرض، مشيراً إلى السهولة التي تمر بها القوافل التركية عبر إدلب.
وبحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا فإن هناك نحو عشرة آلاف من مسلحي «النصرة» في إدلب.
وهناك جماعات إسلامية وميليشيات تقاتل تحت لواء ميليشيا «الجيش الحر»، وبدعم من تركيا انضوت هذه المجموعات تحت لواء ما سمي «الجبهة الوطنية للتحرير». وذكر جورجان أن اتفاق سوتشي ضمن لتركيا متنفساً حتى 15 تشرين الأول وهو موعد تنفيذ الاتفاق لكن روسيا لن تحجم إلى الأبد عن التعامل مع منطقة سبق ووصفتها بأنها «وكر للإرهابيين»، وأضاف: «اشترت أنقرة شهراً وروسياً منحتها هذه المهلة. لكن موسكو تقوم بذلك للمرة الأخيرة. كيف ستستغل أنقرة هذا الشهر؟».