افتتاحية الأزمنة
واحدة من أهم خصائص الحب الذي يقترن فيه الخير مع الشر، والفضيلة بالرذيلة، والغيرية بالأنانية، والرحمة والحنان والتضحية بالجور والاستبداد والقسوة، وقليل
تستحق التمجيد، فتاريخهم ووجودهم لم يُبنَ إلا في بحار من الدموع، وعلى أركان من الأسل، تأملوا المسجد الأموي، وكيف به
كبيرٌ جداً منقسم التطلعات، حدث هذا مذ ذاك الموغل في القدم؛ أي قبل آلاف السنين، وحصراً بدأت من الهند منبع الأساطير
تتبنى الانكفاء ضمن الحدود حين تكون ظروف الداخل مضطربةً، وتتفوق على معنى الجائحة أو العاصفة التي تنحني لها السياسة بكبرياء، فتتجاوزها
مطلوب من ذاته المسؤولة عن مفرداته عند الآخر الباحث عن التعابير المثيرة للشهوة الفكرية وتحريضها، لتدخل من بابي الاتهام والإدانة إلى
نتدارس فيها مفهوم الإنسان وحيوانه الساكن في تلافيف عقله المتوثب دائماً للانقضاض، وأتذاكر معكم أنّ الشخص الذي لا يستطيع فهم وقبول وجهات نظر الآخر أو يرفض أفكار ومشاعر الآخرين يحتاج إلى وقت مديد وجهود كبيرة، ربما
اختصَّ بها الإنسان الذي لم يتبدّل منذ نبت من الأرض وحتى اللحظة التي هو عليها، على الرغم مما نسجه نفسه عن عمليات تطور أو هبوط أو بحث عن حيوات أخرى،
الكون كلٌّ متحدٌ بكل ما فيه من عوالم، أما عالمنا البشري فهو منقسم إلى عوالم ومجتمعات وطبقات وأفراد متناقضة، والتناقض يعني وجود طرفين أو أكثر، وأجزم أنه شرط رئيس لوجود البشر، كيف يسير؟
كتب العديد من المفكرين عن \"عالم بلا يهود\" بين عامي 1850م و1950م، ومنهم كان كارل ماركس وسيغموند فرويد وجان بول سارتر،
يشكل للإنسان حيرةً في معنى هذه الحياة الزاخرة بالحيوية والنشاط والاتساع والتكاثر، فهل الحياة مولودة هذا العالم؟ أم العالم هو مولودها؟ مؤكدٌ أن كل مولود بشري سيغادر هذه الحياة من دون مبرر،
نقاش مستمر حول من الأول؟ من يقنع من؟ كلاهما منتبه لأي كلمة تقال، لأن استخدامها سيكون بمنزلة اتهام للآخر بالتقصير،
إلى أين وعلى ماذا؟ هل من أجل حكمة الحياة التي هي حق لجميع الكائنات التي تمتلك الذكاء ساعية إلى تعميمه والتفاعل معه على أنه حق لوجودها، وأهمها الإنسان الذي يستثمر منه ما يقدر عليه؟
جميع الأفكار الإنسانية تدور حول الإنسان، وهي تسعى دائماً لتكامل الظروف والمعنى وتلاقي الرؤى الذاتية مع الشفافية المعقّد فهمها.
لا شكَّ أنَّ زمننا المعيش يشهد ضروباً كبرى من التقدم لدى البعض من دول العالم وتخلفاً نتاج الحروب والذهنيات القديمة في إدارة شؤون التطور والتفاعل المنشود معه، وما وجدناه من نتائج هائلة وعلى الصعد كافة من الخدمات البسيطة والمركبة
سأبحث معكم قرائي الأعزاء في مفاهيم تتناول الفوارق بين إسلام الوجود الإنساني وإسلام العابد والمعبد والمعبود، إنسان الإيمان وإنسان التديّن،
هل سيشهد العالم في عام 2021 استقراراً وحلاً لكل المشاكل والخلافات الدولية