2015-09-12 03:42:41 | الأرشيف
![]() مع بدء العام الدراسي وافتتاح المدارس..كلفة الطالب الواحد تقترب من 15000 ليرة سورية..المؤسسات الاستهلاكية عازمة على التدخل في الأسواق بأسعار منافسة |
|||||||||||||
![]() الأزمنة محمد الحلبي – رولا نويساتي أجراس المدارس تقرع.. وبدأ أهالي التلاميذ والطلاب يستعدون ويرتبون أوراقهم المالية للشروع بإعداد الميزانيات الخاصة لشهر أيلول.. لكن شهر أيلول هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام السابقة, فبالإضافة لموسم المدارس التي أعلنت افتتاحها هذا الأسبوع تحل (مونة المكدوس) ضيفاً ثانياً على شهر أيلول قبل أن يستقبل الناس عيد الأضحى في أواخر هذا الشهر أيضاً..شهر استثنائي بكل المقاييس وبكل ما تحمل الكلمة من معنى, وكل مواطن بحاجة إلى راتبين إضافيين فوق راتبه المعهود ليستطيع بالكاد تدبر أمور هذا الشهر, ولعل موسم افتتاح المدارس هو الأولى هذه الأيام لكونه الأقرب, ولهذا زارت الأزمنة سوق المسكية – زقاق المكتبات القريب من سوق الحميدية، وسوق الخجا المشهور ببيع الحقائب، وبعض محال الألبسة المدرسية, فكان لنا التحقيق التالي.. تابعوا معنا.. أسعار تكوي القلوب قبل الجيوب كان يتفحص مجموعة من دفاتر السلك.. يريد دزينة كاملة.. البائع طلب سعر الدفتر الواحد "210" ليرة سورية, لكن (كمال) دفع "200" ليرة سورية فقط في الدفتر الواحد.. وبعد جولة نقاش ومفاصلة مكوكية انتصر (كمال) واستطاع الحصول على الدزينة بـ"2400" ليرة سورية (أي 200 ليرة للدفتر الواحد), اقتربنا منه وسألناه عن سبب المفاصلة على "10" ليرات في الدفتر الواحد، فعشر ليرات لم يعد لها أي قيمة شرائية اليوم؟! فضحك قائلاً: عشر من هنا وعشر من هناك ستجد أنك جمعت مبلغاً آخر تشتري فيه شيئاً إضافياً, فالآن استطعت توفير "120 ليرة" سأشتري بها ثلاثة أقلام حبر ناشف.. يجب علينا أن نتدبر أمورنا، فالحال لم يعد كما كان سابقاً.. في هذه الأثناء كانت (أم وائل) تختار مجموعة من الأقلام ومبراة وممحاة لكل طفل من أطفالها الثلاثة.. سألناها إن كانت قد وجدت مرادها في السوق فقالت: كل شيء متوافر.. لكن الأسعار جنونية وغير معقولة.. لدي من الأطفال ثلاثة، الأول في الصف التاسع، والثاني في السابع، والثالث في الرابع, اشتريت حتى الآن بعض الدفاتر والأقلام وبعض القرطاسية, فبلغت قيمة المشتريات ما يربو على عشرة آلاف ليرة سورية, أي أكثر من ثلثي راتب زوجي, وطبعاً حتى الآن لم نقترب من شراء اللباس المدرسي والأحذية والحقائب.. عندما أفكر في الأمر ينتابني صداع في رأسي.. فيما قالت (أم محمود): أنا أحاول شراء ما ينقص عن العام الماضي.. لقد تحدثت مع أطفالي أننا لا نستطيع شراء كافة الأشياء هذا العام, ويجب علينا الاستفادة من فائض العام الدراسي الماضي, كاللباس المدرسي والحقائب وحتى الأقلام والدفاتر إن كان فيها سعة للكتابة, وقد تقبل أولادي الأمر بكل رضا, وخصوصاً أن عيد الأضحى على الأبواب, فهم بحاجة أيضاً إلى ثياب وأحذية جديدة, حيث لم يتسنَّ لي شراء ألبسة جديدة لهم في عيد الفطر.. أما في سوق الخجا المتخصص ببيع الحقائب فكانت إمارات الدهشة تعلو الوجوه.. حقيبة من نوعية عادية جداً ووصفها البعض بالسيئة وصل سعرها إلى "2200" ليرة سورية, بينما سعر الحقيبة الجيدة يصل إلى عتبة "7000" ليرة سورية.. (أبو فادي) وبعد أن أمسك بحقيبة وسأل عن سعرها أعادها ومضى وهو يضرب كفاً بكف، قلنا له سعرها غالٍ أليس كذلك؟ فقال: وماذا عسانا أن نفعل؟!.. ما باليد حيلة, إذا كان مركز بيع الحقائب يطلب هذه الأسعار, فماذا عن المحال المنفردة, أين حماية المستهلك لتراقب هذه الأسعار الجنونية؟!.. في حين قالت (دعاء): أعتقد أني سأصلِح لأطفالي حقائب العام الماضي, عسى الله أن يفرج علينا في العام القادم.. أما سوق بيع الألبسة المدرسية فلم يكن أفضل حالاً من سابقه سوق الحقائب, إذ إن سعر البدلة المدرسية لطلاب الصف الخامس والسادس وصل إلى "3500" ليرة سورية, أما الجيد منها فيصل سعرها إلى "8000" ليرة سورية.. تقول (أم عدي) صحيح أن وزير التربية الدكتور هزوان الوز أصدر قراراً بعدم التشدد باللباس المدرسي, إلا أن اللباس المدرسي أفضل بكثير من اللباس المدني بالنسبة لتلاميذ المدارس, لكن هذا القرار يساعد في التوفير نوعاً ما, فقد كنت سابقاً أشتري لكل طفل لباسين مدرسيين ليقوم أطفالي على التناوب بارتدائها كل أسبوع, فعند اتساخ الأول يرتدي الثاني وهكذا, لكن اليوم البدلة الواحدة طلب البائع فيها "6000" ليرة سورية وأنا مضطرة لشرائها, فلباس العام الماضي اهترأ تماماً ولم يعد قابلاً للاستخدام.. التجار يشتكون أيضاً (أبو جواد) صاحب أحد محلات بيع القرطاسية في سوق المسكية قال للأزمنة: الناس معها كل الحق.. فأسعار القرطاسية هذا العام مرتفعة جداً.. لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ نحن تجار مفرق ونصف جملة.. السلع ترد إلينا من المصادر بأرقام مرعبة, حتى إننا خفضنا من نسبة أرباحنا المعتادة, وأضاف (أبو جواد): قد يغفل البعض أن أصحاب محال القرطاسية ينتظرون هذا الموسم من عامٍ لآخر, إذ إن سوقنا يشهد ركوداً طوال أشهر السنة, وإذا لم نغتنم هذا الموسم بشكلٍ جيد فبكل تأكيد سيكون إغلاق محالنا هو الحل الوحيد الذي سنواجهه, فالمحال التجارية لديها مصاريف إضافية زادت قيمتها عن السابق كالكهرباء والماء والخدمات.. فيما قال (أبو وليد) بائع ألبسة مدرسية: لن أتحدث عن ارتفاع أسعار الأقمشة، فهذا أمر معروف للجميع، لكن ما أريد قوله هو توقف العديد من ورشات الخياطة عن العمل، إذ إن أغلب هذه الورشات كانت تتمركز بالريف، وقد تدمرت معظم هذه الورشات بسبب الحرب، ومن أراد الاستمرار بهذه المصلحة اضطر إلى شراء آلات خياطة جديدة بأسعار مرتفعة، إضافة إلى نقص اليد العاملة وارتفاع الأجور، كل ذلك سيؤدي بشكل حتمي إلى ارتفاع أسعار الألبسة المدرسية وغيرها... مؤسسات استهلاكية تنافس الأسواق في تصريح له أكد مدير عام المؤسسة العامة الاستهلاكية (طارق الطويل) أن الإدارة العامة للمؤسسة أعطت توجيهات لكافة فروعها في المحافظات بتزويد المجمعات والصالات بكافة المواد والسلع خلال فترة العيد، وبيعها بأسعار تنافسية, وأضاف: إن المؤسسة حريصة كل الحرص على توفير كافة السلع والمستلزمات بجودة عالية وبالسعر المناسب والمنافس ليكون تدخل المؤسسة إيجابياً في مثل هذا الوقت مقابل ما تشهده أسواقنا من غلاء وارتفاع بأسعار السلع.. وأكد (الطويل) أن هناك إقبالاً متميزاً على شراء اللوازم المدرسية التي وفرتها المدرسة, والتي تشمل الألبسة المدرسية والدفاتر والأقلام والحقائب ومختلف القرطاسية وغيرها، مشيراً إلى أن هذه السلع ذات جودة مناسبة وأسعار تقل بمقدار "30%" عن أسعار الأسواق, وأن المؤسسة حرصت على تخصيص قسم خاص بالمستلزمات المدرسية في صالاتها, ويتم تزويدها يومياً بالكميات المطلوبة نتيجة الإقبال المتزايد للمواطنين على تلك الصالات.. وأشار (الطويل) أيضاً إلى أن مؤسسات التدخل الإيجابي انتهجت نفس المسار من خلال المعارض المتخصصة بالمستلزمات المدرسية من خلال مبادرتها إلى تخفيض أسعار منتجاتها بمقدار "35%" بهدف منافسة أسعار الأسواق وتحديداً محلات بيع الجملة وهي بنوعيات جيدة.. هذا وقد دعت وزارة التربية في تعميمٍ لها موجهةً من خلاله لمديرياتها إلى قبول المناسب من اللباس المدرسي، والحرص على الدقة في تحديد المطلوب من اللوازم المدرسية، وذلك مراعاةً لأوضاع المواطنين بسبب الظروف التي فرضتها الأزمة وتخفيف العبء عن التلاميذ وذويهم. وكانت وزارة التربية قد حددت موعد بدء العام الدراسي 2015 – 2016 يوم الأحد 13 أيلول القادم في جميع المدارس الرسمية والخاصة والمستولى عليها وما في حكمها بجميع أنواعها ومستويات مراحلها. نقطة نظام بجردة حساب بسيطة سنجد أن الطالب الواحد بحاجة إلى ما يقارب خمسة عشر ألف ليرة سورية على أقل تقدير في مدرسة حكومية، فكيف الحال إذا ما كان هذا الطالب في مدرسة خاصة، فإذا ما فرضنا أن أسرة لديها ثلاثة أطفال فقط فهي بحاجة إلى خمسٍة وأربعين ألف ليرة للمدارس فقط في هذا الشهر، فكيف ستتدبر الأسر أمورها، وماذا بوسع الراتب المسكين أن يفعل مع شبح شهر أيلول، كان الله في عوننا وعونكم على هذا الشهر... |
|||||||||||||
| |||||||||||||
هل تؤدي الصواريخ الأمريكية وأسلحة الناتو المقدمة لأوكرانيا إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة؟