2023-01-05 10:30:08 | الأرشيف
![]() ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء... |
|||||||||||||
![]() أعلنت للعشق ولائي الحلقة الثامنة عشرة أقطع بيروت من بوابة المتحف ... من غرب بيروت إلى شرقها .. أم من شرق بيروت إلى غربها ؟؟؟ لست أدري ؟!! أطرق باب بيروت من البحر ... أم من أرزة على كتف عاليه ؟؟ أم سلة فاكهة هاربة من الجنوب .. أم من قذيفة هاربة من حيث لا أدري – حيث لم يعد هنالك من أضلاع بشرية تخترقها ؟؟!! لست أدري .. لقد حيرتني بيروت يا حبيبي !! حيرتني تماماً كما تحيرني أنت ، حين تقفل جهاتك كلها في وجهي .. ويستحيل عليّ أن أدخل شوارعك بكل مفاتيح الأرض !! حيرتني بيروت .... تلك التي كنت أعبر عتباتها بكل طرق الجنون التي أشتهيها ... وبكل معجزات العقل التي أخترعها .. وفي كُمّ أية ريح تغافل توزان الكون .. وتتسلل غلى بيروت !!! تعال معي أيها الحبيب لنخترع مرة أخرى بيروتنا التي نحب، بيروتنا قبل العطش، وقبل الكفر وقبل الاحتراق، وقبل الجنون ، وقبل القيامة !! نخترع بيروتاً بألف باب . وبألف عاشق وعاشقة .. وبألف طير سماوي لا يحط على الأرض ، إلا لكي ينقل أسرار السماء إليها . بيروت الروشة التي لا ينتحر على صخورها إلا العشاق .. ولا يتسكع على أرصفة حمرائها إلا نسل الآلهة من المحبين ولا يدخل أو يخرج من ثكناتها إلا حراس الجنة!! تعال معي نسرق بيروت من قنابل الشياح الموقوتة ومن رشقات الرصاص المجنونة في الفاكهاني ومن دخان الحرائق والانفجارات التي تغطي سماءها .. ثم نغوص بها إلى عمق البحر .. فنبدل لون الماء فيه ، ونعكس حركة المد والجزر كما نشاء!! *** في عمق البحر قد ألقاك كما حلمت بك آخر مرة !! وتلقاني كما تحب أن أرتمي بين يديك .. نغفو في صدفة لا تخرج إلى رمل الشاطئ إلا وهي في لحظة المخاض .. من أجل أن تلد بيروتنا الجديدة !! أمس أدرت قرص الهاتف ، وسألت عنك لا أدري من سألت .. ولا أدري من أجابني ... فمن قرص الهاتف ، كانت الطلقات تتوالى وكان الرعب يتوالى، وكان الموت يتوالى .. خفت أن تكون قد ضعت مني ، بين خطوة لم تكملها نحوي وطلقة طائشة .. وخفت أن أكون قد سهوت عنك ، فعبرت الخط الأخضر في بيروت وتركتك في الجانب الآخر ، حيث أصبحُ على مرمى رصاصة تقبل من فوق كتفيك وتحوم حول رأسي ؟؟!! من يقتل من في بيروتهم ؟؟!! ومن يحمل وزر من ؟؟؟!! ومن يدفن رفات من ؟؟!! كل شيء صار على وشك القتل .. وكل شيء صار جاهزاً للسباق الأخير ، وفي ميدان يحتله القتلة من جهاته الأربع !! أستمع إلى نداء قلبي وأخرج من هذه اللعبة المجنونة .. فعندي لك فرس خبأت كل صهيلها من أجل أن تمتطي صهوتها، وتطير بك إلى فردوس لا يطاله الرصاص .. ولا تطاله وجوه القتلة الذين يغتصبون كل شيء .. الحلم واليقظة .. الحكمة والطيش العصافير – النخوة والازدهار والقيم ، الرجال والنساء .. وبراءة الأطفال ؟؟! فرسك على منعطف لا تخطئه العين .. بين بيروتهم وبيروتنا .. خبأت كل صهيلها إلى يوم تطير بك خارج النار ، وخارج الخراب ، وخارج دائرة الموت والجنون والاحزان والاوجاع والفجيعة .. ثم تكشف لك كل أسرار رحلتها !! صدقني لا مكان لك في هذه اللعبة المجنونة !! ولا مكان لك في هذا السباق المجنون المدمر !! ولا مكان لي على الأرض من دونك !! فهل نبقى بين أسنان اللعبة .. أم نخرج إلى الهواء الطلق شاهدين أثنين على كمية العافية التي يستطيع بها ، لبنان أن يستبدل كل دمائه الفاسدة ، بدم جديد خضابه أنقى من أمطار السماء السابعة .. وأدفأ من صدرك وأنا أختبئ به كطفلة رضيع!! **** أعلنت للعشق ولائي .. وانتميت إليه اشتعلت في لهيب الوحدة والانتظار والانكسار واللوعة والأنين والبكاء . اصطفيتك في حضرة الجمر أنت المبرأ من كل أخطاء التاريخ حبك يستنزف عمري ودمائي فلا تغب عني في غفلة العمر وفي وهم السراب أستمع إلى نداء قلبي وأخرج من هذه اللعبة المجنونة اللعينة احترقت في لهيب الوحدة والانتظار والامل المشلول والحلم المستحيل والكوابيس المفزعة والكبرياء النازف .. أعلنت للعشق ولائي وانتميت إليك اصطفيتك في حضرة الجمر اصطفيتك حبيباً بريئاً طاهراً رحيماً مؤمناً مبرئاً من كل أخطاء التاريخ بقلم : إغراء
|
|||||||||||||
| |||||||||||||