سميرة سعيد: زمن الـ

سميرة سعيد: زمن الـ "سميعة" انتهى

فن ومشاهير

الأحد، ١٦ مايو ٢٠٢١

بعد ما يزيد عن 4 عقود من الفن والنجومية، قدمت خلالها مئات الأغنيات وعشرات الألبومات والفيديو كليبات الرائعة، ما زالت الفنانة القديرة سميرة سعيد تبحث عن النجاح في كل أغنية تقدمها، ولعل هذا الشغف في التميز وانتقاء الأفضل والبحث عن الجديد سواء في الشكل الموسيقي أو الأداء أو الأسلوب المعاصر لتقديم العمل الأجمل، ما جعل هذه النجمة متربعة على القمة حتى الآن، وجعل جمهورها ينتظر جديدها بكل شوق.. سميرة سعيد التي تتحدث عن أغنياتها وأعمالها وكأنها تغني للمرة الأولى، هي نفسها السيدة الراقية التي ترفض أن تخوض فيما لا يخصها من مواضيع وحكايات فنية أو شخصية. 
** في البداية نعايدك بعيد الفطر، ما هي خططك لهذه المناسبة وكيف تقضين هذه الأيام عادة؟
-    أقول للجميع عبر "زهرة فن" كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية لكل أهلنا في مختلف أنحاء العالم العربي، منذ سنة ونصف وفي ظل الظروف التي نعاني منها لا نتمنى إلا أن نرى أهلنا وأصدقائنا بخير، أهلي جميعهم في المغرب وأعيش هنا في مصر مع ابني، ولي بعض الاصدقاء نتقابل بالعيد، إلا إذا ذهبت للمغرب لتقضية العيد مع الأهل، وللأسف منذ فبراير العام الماضي لم أتمكن من السفر بسبب كورونا وكنت اتمنى أن أقضي العيد معهم، خاصة أن أجواء العيد في المغرب جميلة ومدهشة، وأتمنى أن نلتقي بخطة وترتيب وظروف أفضل العام المقبل.
 
** فنياً، هل ننتظر أغنية جديدة من الألبوم على العيد؟
-    المفروض أنها ستصدر على العيد أو بعد العيد بقليل، ولكنني حتى اللحظة لم أحسم أمري بشأن أي أغنية سأقدمها لجمهوري، فهناك أغنيتين سأختار واحدة منهما وأمامي يوم أو يومين كي أقرر ذلك. 
 
** عدت لإصدار الألبومات بعد أن صرحت مسبقاً بأنك لن تصدري المزيد منها، لماذا اخترت عام 2021 للعودة للألبوم الذي سمعنا منه حتى الآن عملين فقط هما "متاهة" و"بحب معاك"، وكم سيضم الألبوم من أعمال؟
-    هو ليس ألبوماً بشكل اعتيادي، أي كما اعتدنا سابقاً بأن يطرح دفعة واحدة، بل كل فترة ستصدر أغنية وهو عبارة عن مجموعة أغنيات حضرتها للعام 2021 نظراً لظروف الانتاج والتسويق من جهة ولأن السوق لم يعد يتحمل إصدار ألبوم مرة واحدة، لذلك هو عصر أغنية السينغل على فترات طويلة وهو أنجح أمر ممكن حدوثه في هذه الفترة.
 
** ولكنك عندما تصدرين الأغاني منفصلة قد تتشابه أو تتباين ولن تكون هناك روح واحدة للألبوم؟
-    سابقاً كنا نعمل شكلاً للألبوم، بمعنى أن تكون هناك أغنية دراما وأغنية مقسوم أو غربي وأخرى لاتينية وهكذا، كنا نعمل على الأغاني بتوليفة مختلفة عن بعض لأجل التنوع وهناك كثيرون يتبعون هذا الاسلوب والآن لم يعد الأمر كذلك، أصبحت التوقعات توضع في أغنية واحدة يجب ان تتحلى بالسمة التجارية، هذه رغبة الناس بتحقيق النجاح، وهذا لا يدع فرصة للتنوع حيث تتجه إلى القطع التي يرددها الناس في الأغنية، أيام زمان كنا نختار أغانٍ فنية جداً مثل الدراما التي تسمع في المركبة أو المنزل التي تحتوي كلمات جميلة ولا تتمتع بالسمة التجارية، الآن كل أغانينا تستهوي الجميع وعدم النجاح سيقف ضد الفنان خاصة في الظروف التي نمر بها، يجب تحقيق النجاح في كل أغنية، قديماً كان الألبوم جميعه جميلاً بينما الآن الأغنية الواحدة إما أن تنجح وإما أن تضر الفنان.
 
** في السياق نفسه كنت صرحت سابقاً عن ألبوم خليجي، وللآن لم يصدر والعالم يتشوق لأن يستمع إليك بهذه اللهجة؟
-    للأسف كان لدي مشروع ألبوم خليجي مع شركة روتانا، ولم يكتمل المشروع، انتهى العقد مع روتانا ولم يتم تجديده وذهب المشروع معه، ولكن هذا لا يمنع أن أفكر بطرح أغنيات خليجية منفصلة أو ميني ألبوم في وقت لاحق. 
 
** في حديث مع المايسترو وليد فايد عن الفن، عندما سألته عن الحل لإيجاد اغنية جديدة تنافس الأغاني التي نسمعها قال الحل عند سميرة سعيد يجب أن تعود لأنها من تبقى من زمن الشرنوبي وبليغ حمدي والأسماء الكبيرة، هل تشعرين أن عليك مسؤولية بهذا المشروع؟
-    اليد الواحدة لا تصفق، يجب أن تكون هناك إرادة جماعية وصناعة تشجعك وكل ما نفعله الآن مجهودات فردية، أنا احب التجديد وآخذ الأغنية بطريقة مختلفة، لو تلاحظ كل مسيرة حياتي الفنية أنشد التغيير، انا مع التجديد وليس مع السخافة، وأحاول على قدر استطاعتي ولكني لا ألحن ولا أكتب كلمات، لهذا أنا مقلة، بحيث أبحث عن تجويد الأغاني وتفردها ومن خلال الرقي والفن والشكل والتميز، ولكن لوحدي لا أستطيع فعل ذلك يجب أن يكون هناك مؤلفين وملحنين وموزعين لإيجاد الحافز التغييري.
 
** وهل الجمهور له دور أم أنه متلقٍ فقط؟
-    الجمهور الآن وصل إلى مرحلة لا يريد ان يستمع لفن، هو يبحث عن الرقص والسعادة في ظل ضغوطات الحياة الكثيرة، وعندما يستمع لأغنية تخرجه من واقع الحال يذهب إلى هذا النمط، ولذلك انماط الموسيقى الرائجة تدفعهم للرقص والتحرك وينسون مآسيهم ولا يريدون قصص دراما في الغناء، يبحثون عن الراحة، الآن كورونا وظروف اقتصادية تجعل الناس يبتعدون عن الدراما إلا الذين نقول عنهم "سمّيعة" ولديهم ولع بالموسيقى والغناء الجيد، أما أغلب الناس يبحثون عن الانسلاخ من حياتهم لتشعر بالسعادة وهذا النوعية من الناس هي المسيطرة الآن، ومعظمنا كفنانين نقدم الأغاني التي بها بهجة وفرحة ولا أحد يبحث عن الدراما والمرارة في الأغاني، الجميع يبحث عن طاقة سعادة بالأغاني الجديدة، وهذا دفع الجميع إلى هذه الطريقة من الغناء.
 
** ألا تفكرين بإمساك العصا من المنتصف، وتعيدين توزيع أغانيكِ القديمة، خاصة أنه في برامج المسابقات يعاد غناء اغانيك بكثرة؟
-    كثيرون يطالبونني بهذا الأمر، وأنا ضد إعادة طرح أغنياتي القديمة بشكل جديد، لأنه تحدد بالتوزيع والشكل والزمن لذلك لم أحاول أن أغيرها أو أن أضيف عليها شيئاً، فهي ملتصقة بوجدان الناس بهذا الشكل، لكن من الممكن أن أعيد التفكير بالمستقبل، ولكنني الآن لست مقتنعة بالأمر رغم إلحاح الناس عليّ بإعادة بعض الأغاني. 
 
** شاركت في "ذا فويس سينيور" كمدربة وعضو لجنة التحكيم، كيف كانت التجربة خاصة مع فنانين كبار بالعمر؟
-    تجربة ثرية إن كانت في نسخة الشباب أو السينيور، كان لها بالنسبة لي معزة خاصة لأن لها جانب عاطفي جداً، الناس الموهوبين الذين يقدمون الكثير وهم ليسوا منتظرين شيئاً للمستقبل، فهو خلفهم جميعهم، تعدوا تحقيق الحياة ويحاولون عمل الجزء الخاص بأحلامهم، كانت تجربة جميلة جداً واكتشفت أن هناك مواهب كثيرة ربما لم تصل للنهائيات ولكن معظمهم لديهم مواهب والاختيار صعب جداً ومن تبقى مستوياتهم متقاربة جدا وهو سبب صعوبة لتحقيق النجاح لكن مواهبهم عبقرية وهناك متسابق تونسي في أواخر السبعينات كان يملك صوتاً رائعاً وامكانيات عبقرية، وغيره الكثير، وفي النهاية تجربة جميلة لديها جانب وجداني كبير.
 
** اشتقنا لك في دول الخليج، مضى زمن طويل على ظهورك وخاصة أنك غبت أيضاً عن مواسم السعودية، ما السبب؟
-    الظروف هي التي منعت تواجدي في حفلات السعودية، كان هناك عروض مختلفة ولكن لم يحدث أي ترتيب أو اتفاقات بالمستوى الذي أريده، وأنا أتمنى بالطبع أن أتواجد في مواسم السعودية وفي كل المهرجانات العربية والخليجية.
 
** تواجدتي في دبي مع ايناس الدغيدي وإلهام شاهين وهالة صدقي، أولا أخبريني عن هذه الزيارة، وثانياً ما رأيك بما حدث مع هالة صدقي بموضوع الطلاق؟
-    في البداية كانت الرحلة مثمرة جداً وأخذت خلالها الإقامة الذهبية التي كانت بالنسبة لي تكريماً من دولة الإمارات، وبالمناسبة الإمارات من أكثر البلدان التي أحبها وأعتز بها وهي قريبة من حيث المسافة من القاهرة، وأنا من أوائل الناس الذين احتفلوا بعيد الامارات الوطني وهي ثاني دولة سافرت لها في حياتي بعد القاهرة، ولديّ في هذه البلد مشاعر وذكريات وأعلمها منذ نموها وكنت سعيدة بها كما المغرب ومصر وافتخر بما وصلت إليه، أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأرجو أن تعفيني من التحدث عن الحياة الشخصية للناس، لا أحب الخوض بهذه الامور والله يكون معها وهي صديقة وعزيزة وأحب أن تكون حياتها مستقرة.
 
** ألم تشعري بالحنين للتمثيل خاصة أن من يراك في "محصلش حاجة" يلاحظ شوقك للتمثيل رغم تصريحك بأنك لم تجدي نفسك بالتمثيل؟
-    ليست مسألة أنني لم أجد نفسي في التمثيل، كان الوقت الذي رغبت فيه في التمثيل مختلفاً عن أيامنا الحالية، لم تكن السينما مزدهرة كما هي الآن، في الثمانينيات والتسعينيات أما الآن الصناعة متطورة ومواكبة وحجم الانتاج أكبر والصورة معتنى بها بعكس زمان، كان لدي استعداد للتمثيل لكن الامكانيات كانت ضعيفة والان لن اخوض هذه التجربة.
 
** ما الاعمال التي اعجبتك في رمضان؟
-     تابعت منى زكي في مسلسل "لعبة نيوتن" وهناك ابن صديقتي محمد يسري وانا معجبة بفنه ورأيت بعض المشاهد له، لكن وبعد انتهاء رمضان سأشاهد كل شيء.
 
** اخيرا اريد ان اسألك عن محاولات الصلح التي حصلت بين أصالة وأنغام والجميع يعلم أنهن صديقاتك وكنت تلعبين دور المصالحة بينهم؟
-    لا أريد التحدث عن أي أمر لا يخصني، الاثنتين أحبهما من قلبي أنغام حبيبتي وأصالة حبيبتي.