ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء

ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء

فن ومشاهير

الخميس، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٢

الحلقة الثالثة:

هل تسمح لي بأن أحبك ... مرة ثانية في مطلع العام الجديد

هل تسمح لي بأن أحبك مرة ثانية في مطلع العام الجديد

هل تسمح لي .. بأن أحبك مرة ثانية في مطلع العام الجديد ؟؟؟!

هل توافقني على أن نلتقي في أول صباح من العام الجديد ؟؟

نجتاز الحدود الصعبة ، كما كنا نفعل في الماضي ..

نقهر المستحيل .. ونمارس عشقاً بغير الدماء .. وهوى جميلاً تحيط به أشجار البرتقال، ونيران الجراح ، وعذابات المدمنين على الحل والجنون والعشق المستحيل في زمن الحرب والدمار !!!

نلتقي .....

فينتشر الحب فينا .. ويمتد في عروقنا حتى نحرق البرد والشتاء ولهيب الفرقة القاسية التي تصرخ في صدورنا !!

نصير للحلم ، ربيعاً يتكئ على الخضرة ، ويبدأ نسيج أغنياته .. نركض وراء الفراشات .. نبحث عن أصداف في البحر .. نسرق الشمس ونسيج في المطر ...

نتسلق الأشجار حتى ينتشر الحب والأمل فينا طويلاً ، طويلاً ..لا تطاله يد الغرباء !!

***

يمضي الذي يمضي !!

ويأتي عازماً كل الذي يأتي !!

فأرى يديك حمامتين

ووجهك الفضي حقلاً من نجوم!!

داعب هذا اليباس والجمود في عواطفي !

توغل في شراييني ... وبين ثنايا عقلي المتردد !!

لكن ..

مثلما تضوي العين هنيهة

وتروح في رمد السنين

أحذر أن يغريك اشتهائي!!

أحذر أن تفتنك نزواتي ..

فتضيع في متاهات جنوني وصمت أسراري وخلايا عقلي وجسدي !!

سأطلق عشقي ورغبتي بعينيين خائفتين .. وأسعى إليك !!

أنت بدايتي الأولى ... وأنت نهاية التعب في أوصالي !!

أنت رموز العشق والعذب في مخيلتي

وأنت في نهاية مطافي !

هذا وجهي المتهدل الأعصاب يمضي نحو فاجعة حبك المستحيل !

من الذي يمضي إلى الموت الجميل بطيب خاطر !؟

من الذي يأتي ليحي الحياة في روحي المعطوبة بالخيبات والصرخات ؟؟!

أنت مطر الربيع الثقيل الخطوات !

ستصرخ !

أنا فصولك العابقة بالحياة !

أنا ريح الفرح الذي سيطفئ في عينيك رماد الأحزان !!!

ربما تسرع إلي وتضمني بلهفة وحب وحنان !

ترتج العروق من سباتها .

وينتشي الثدي القتيل !

ينفر حليباً وينابيع حب وعطاء !

أنت عصفور الأرض الذي يأتي بسحره على الأحجار كي تمشي !!!

**

هل تسمح لي .. بأن أحبك مرة ثانية في مطلع العام الجديد ؟!

أموت مرتين .. وأحبك في مطلع العام الجديد ؟!!

هل توافقني على أن نلتقي في أول صباح من العام الجديد ؟؟!

نعود كما كنا وجهين أليفين هائمين في ضباب الحب واللوعة والاشتياق والانتظار !!

نجتاز حدود البلاد الصعبة ونحن صامتين !!

لماذا اختلفنا سابقاً ..

ما عدت أذكر ..

إنما كنا مجرد غاضبين !!

حاولنا أن نبدد سحابة غضبنا وحزننا ...

ارتجفنا قبل أن يبدأ أحدنا الكلام ..

ماذا قلنا وقتها ؟؟

ما عدت أذكر !!

ما عدت أذكر سوى وجهك .. والعيون الملطخة بالدمع والدماء .. والصمت الثقيل المرعب .. والمطر يهطل حبات ، حبات ... وأنا مكومة بجانبك قطة يتيمة تبحث عن مأوى وسلام ، وبعض حنان .. والوقت كان يمضي سريعاً ... فيمحو من مساحاتي الصفاء ..

كان لا بد من أن تتركني وحيدة ، وترحل !!

كنت أعرف ذلك

سترحل مرة أخرى !

فليكن ..

أنك في غفلة مني قد اخترت حياة الغرباء !!

**

جرح في التراب ..

وآخر في صدري .. وأنت ما زلت تبحث عن الارتواء في الخواء !!

في عينك أرى بحراً ومرافئ صاخبة .. جزراً ، غابات .. أنت الغائب الحاضر ..

أنت الحاضر الغائب .. وأنت الفرح والحزن وكل الخيبات ..

أقلعني من جذوري الزاوية.. طوح بي عالياً ، وأرمني في قاع الهجر والنسيان ..

أو دعني واهمة بأن حبط هو آخر حلم جميل أعيشه في هذا الزمان ..

أو صارحني وأعترف بأن حبك قد شارف ذروته .. قتلاً صار ذكرى وشوكة .. صار تراباً ودخان ...

**

لست أدري كيف ضيعنا رحيل العمر في أشرعة الريح .. وضعنا .

دعنا لا نقول شئياً .

كنا اتفقنا بأن نتلافى في أول صباح العام الجديد .. نجتاز الحدود الصعبة ، كما كنا نفعل في الماضي .. نقهر المستحيل .. ونمارس عشقاً بغير دماء .. وهوى جميلاً تحيط به أشجار البرتقال .. ونيران الجراح ... وعذابات المدمنين على الحب والجنون والعشق المستحيل في زمن الحرب والدمار !!

مشوار حبي معك ، مثل مشوار طلوع الشمس .. كلما غابت تعود لشرق من جديد !!!

أنا لم أعد أؤمن بحلم الوصول إلى المستحيل !!

حجم الأماني لم يعد يغريني ... طالما فصول الحب عندك مثل فصول الزمان ...

تضيء ، وتغيب !!!

سترحل مرة أخرى ...فليكن ..

أنك في غفلة مني قد اخترت حياة الغرباء !!

لا تقل شيئاً ولن أقول شيئاً!!

فقط ...

أسمح لي .. بأن أحبك مرة ثانية في مطلع العام الجديد ؟؟!!!!

إغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراء