ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء

ذبحتني بيروت... رسائل حب إلى رجل مجهول الإقامة.. مستوحى من الحرب الاهلية سنة 1975- بقلم أيقونة السينما السورية إغراء

فن ومشاهير

الأربعاء، ٥ أكتوبر ٢٠٢٢

الحلقة الخامسة

طفل صغير أريده جميلاً

صاحب مبدأ وعنفوان

صرت أرسم لون عينيه على الورق !!

أرسم ضحكته ، ورأسه المدور ، وتسريحة شعره ، وشكل فمه !!

فأراه يشبهني... ويشبهك !!

صرت أحاوره ، وأحل ، في الحلم عقدة لسانه .. فاسمعه يغني شعراً لا تحلم به عصافير الغابات!

مرة أتاني على شكل فراشة .. فراشة صغيرة ملونة تلمع أجنحتها تحت الشمس كوجه بحيرة صافية ..

صار يطير بين وجهينا ، ويحط حين يتعب على أنفك الكبير ..

أسرقه منك .

وأخبئه في عيني .. نتخاصم عليه ..

يضحك في وجهينا كبرعم تنفست عنه حديقة الحب .. وراح ينمو في كل الفصول !!

طفل صغير ..

يشبهني .. ويشبهك ..

فيه مني حلمي القديم .

وفيه منك صفاؤك المنشور اليوم في عيون الناس كقناديل الصيف !!

دائما حين تحاصر أحلام النساء يهربونها في دماء اطفالهم !!

ولقد حوصر حلمي !!

وزرعت أنقى بذوره في عروق طفل صغير لا بد أن يكون منك !!

منذ أشهر صرت وعاء لهذا الحلم !!

خبأته في صدرك ، وضممت عليه قميصك وشريان قلبك ..

ووعدتني أن تعلنه للدنيا في عيني طفل صغير .. يبدأ أول خطوة على جسر من الحنان، نمده له .. ثم نسلمه مفاتيح العالم ونرحل به .. دورة جديدة في الحياة لها طعم الحب الرائع الذي نعيشه اليوم !

أريده جميلا مثلك!!

أريده نزقاً مثلك !!

أريده صاحب مبدأ وعنفوان مثلك !!

أريده ذكياً مثلك !!

فحلمي القديم .... لن ينقذه من سجن الخيبة سوى ذكاء طفل يعرف كيف يستخدم المفاتيح في بوابات العالم السبع !!

طفل صغير ...

يشبهني ... ويشبهك ..!!

كذلك ننتزع أنفسنا من يباس الحياة الآتية !!

ونحضره من جديد في عالم دب اليباس في كل شجرة فيه ..

وفي كل عصب !!

صرت أرسم عينيه على الورق !!

تدوران في وجهي كمدينتين لم يدخلهما الخوف ولا الخطأ ..

ولم تعرفا غير الفرح !!

وتتوهجان في وجهك .. جمرتين من الحب، يغلو فيهما الذهب .. ويتألق فيهما اللؤلؤ!!

بالحب الذي يختصر اليوم عمري كله أنتظر طفلك الوسيم !!

يطير بين وجهينا فراشة صغيرة .. تلمع أجنحتها تحت الشمس .. وتحط حين تتعب على أنفك الكبير أسرقها منك !!

وأخبئها في عيني ...