هشاشة العظام: الوقاية خيرٌ من العلاج

هشاشة العظام: الوقاية خيرٌ من العلاج

صحتك وحياتك

الأحد، ٢٦ مايو ٢٠١٩

عندما يُصاب المرء بهشاشة العظم، يرتفع خطر الإصابة بالكسور، وقد تؤدي هذه الكسور إلى مضاعفات عدة. ويحتاج المريض في هذه الحالة إلى علاج قد يكون جراحياً أو غير جراحي. ويمكن أن يؤدي العلاج نفسه إلى مضاعفات عديدة قد تهدد الحياة أحياناً، لاسيّما لدى المتقدمين في السن، ومن هنا تأتي أهمية الوقاية.
بحسب المؤسسة الدولية لترقّق العظام، تتعرض امرأة من بين كل 3 نساء، ورجل من بين كل 5 رجال يبلغون من العمر خمسين عاماً أو أكثر حول العالم لخطر الإصابة بهشاشة العظام. وتحدث الكسور الأكثر شيوعاً والمرتبطة بهشاشة العظام في الورك والعمود الفقري والمعصم. ومع التقدّم في العمر، يزداد احتمال حدوث هذه الكسور، خصوصاً في الفخذ والعمود الفقري. وبحسب المؤسسة الدولية لمرض هشاشة العظام، تحدث الوفاة بعد الإصابة بكسر في الورك في منطقة الشرق الأوسط بنسبة أعلى من الغرب.
 
حياة العظام 
يمر الجسم بمراحل عدة تتأثر بعمر الإنسان ونمط عيشه. وفي حديث مع «الجمهورية»، أوضح الاختصاصي في جراحة العظم والمفاصل والمنظار، الأستاذ المحاضر في كلية الطب والرئيس المنتخب للجمعية اللبنانية للعظام وصاحب مقالات طبية عديدة، البروفيسور عامر عبدالله، عن مسألة ترقق العظام، قائلاً: «عند الولادة، يبدأ الجسم بزيادة كثافة العظام فيه. وتعتمد نوعية العظام وكثافتها على كمية الكالسيوم والفيتامين D والبروتين الموجودة في الطعام الذي نأكله أثناء النمو، لتبلغ حدها الأقصى في سن الثلاثين تقريباً. بعدها، يبدأ الجسم بخسارة كثافة عظامه بدرجات متفاوتة بين شخص وآخر. ويمكن أن تتدنى كثافة العظام مع مرور السنوات وبلوغ عمر متقدم لدى البعض، من دون الوصول إلى حدود ترقق العظام، وبالتالي عدم التعرض إلى كسور معينة. فسرعة كثافة العظام ودرجة انخفاضها تتفاوتان من شخص إلى آخر، إذ تؤثر عدة عوامل على هذا الموضوع. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأجسام لا تمتص الفيتامين D بالكثافة المطلوبة، فتكون كميته في الجسم غير كافية. ويجدر الذكر أنّ هذا الانخفاض يتسارع لدى المرأة عند توقف دورتها الشهرية». 
 
علاج هشاشة العظام 
لتحديد كثافة العظام، يُطلب من المريض فحص ترققها. وتصنَّف النتائج بثلاث، فَسّرها د. عبدالله كالتالي: «أولاً، كثافة عادية، لا يقتضي هذا التصنيف علاجاً. ثانياً، كثافة خفيفة أو osteopenia، ويقتضي هذا التصنيف علاجاً في حال وجود عوامل خطر أخرى مثل كسور سابقة، أو بنية صغيرة... ويشمل العلاج الكالسيوم، والفيتامين D، وأحياناً دواء هشاشة العظام. ثالثاً، هشاشة العظام. ويقتضي هذا التصنيف علاجاً بدواء هشاشة العظام مع الكالسيوم والفيتامين D». وأضاف: «في السنوات الفائتة، كان الأطباء ينصحون بتناول كميات كبيرة من الفيتامين D لدى الإصابة بهذا المرض. أما في يومنا هذا، فلم يعد الأطباء ينصحون بالكميات ذاتها، مع أنها ما زالت ضرورية عند جود نقص فيها. وتُؤخَذ هذه الكميات من الأدوية والحمية الغذائية. ولم يعد الفيتامين D كافياً لوحده لعلاج هشاشة العظام، بل يجب تناوله بالتوازي مع الأدوية الأخرى».
 
الوقاية هي الأساس 
الوقاية خير من العلاج، وهناك وسائل عدة للوقاية من مرض هشاشة العظام. وفي هذ الشأن قال الدكتور عبدالله: «تساعد التمارين الرياضية على تقوية العظام بشكل أساسي، وإنّ ذوي الوزن الزائد هم أقل عرضة للإصابة بمرض هشاشة العظام من ذوي الوزن الخفيف. ويمكن تأمين الكمية الكافية من الفيتامين D عند الكثيرين بالتعرض للشمس، أو من خلال الطعام أو من خلال تناول دواء الفيتامين D».
 
وأضاف: «لتفادي الأسوأ، على الناس الالتزام بنصائح الطبيب وتوجيهاته. وعند التعرض لكسر جرّاء ضربة خفيفة، يجب البحث ومعالجة قلة العظام أو هشاشتها بالتوازي مع علاج الكسر الحاصل. فكلما تعرض الجسم إلى كسورات، كان ذلك مؤشراً لهشاشة عظام بدرجة أعلى واقتضى العلاج المكثف، لأنه من دون ذلك ترتفع نسبة الوفاة لدى المصاب بشكل خطير. وعند الكبار في السن، يجب التنبّه إلى تفاصيل دقيقة للوقاية، مثل إزالة كل ما قد يتعثّر به المسنّ في البيت، إذ يُعدّ تفادي الوقوع طريقة فعالة جداً للوقاية من الكسور الناجمة عن هشاشة العظام، خصوصاً لدى المسنّين».