عرق النسا: من التشخيص إلى العلاج

عرق النسا: من التشخيص إلى العلاج

صحتك وحياتك

الأحد، ٧ يوليو ٢٠١٩

يتميز عرق النسا (أو الألم الوركي) بألم شديد يبدأ من الأرداف، ثم ينحدر إلى الفخذ ثم إلى القدم أخيرًا، مع تصلّب العمود الفقري، وتزداد الأعراض مع القيام بأيّ جهد أو السعال أو العطس. ومن الناحية التشريحية فإنّ ألم عرق النسا يتوافق مع ضغط الجذر الحركي الأمامي للعصب الوركي. ويسبب أحيانًا ألمًا مفاجئًا ونابضًا يشبه ألم "التواء الظهر" الشائع والشديد، والذي يحدث عندما يحاول الشخص أن يحمل صندوقًا ثقيلًا مع الحركة على سبيل المثال.
ما هو عرق النسا؟ وكيف نتفاداه أو نخفف ألمه؟ اكتشفي في ما يلي الأعراض التي تميز عرق النسا وطرق معالجته:
ما هو عرق النسا؟
سبب الإصابة بعرق النسا هو تهيّج العصب. ويظهر على شكل ألم في أسفل الأطراف، ويرتبط في أغلب الأوقات بالألم في أسفل الظهر. والأعصاب الأكثر عرضة للإصابة في الغالب، هي تلك الموجودة في الجذر القطني الخامس، والجذر العصبي العجزي الأول. وهذه تشكل العصب الوركي الذي يمتد إلى الأسفل على طول الساق وحتى القدم. إنَّ هذا الهجوم الذي يصيب العصب الوركي هو أصل هذه الآلام الشديدة.
عرق النسا: الأسباب
هناك أسباب عدة تُعتبر الأصل في الإصابة بعرق النسا:
• لدى الشباب، يكون السبب هو القرص الغضروفي، إذ يحدث تغيير في القرص القطني بين فقرتين؛ وهذا التمزق الغضروفي يؤدي إلى الضغط على جذور الأعصاب.
• لدى الأشخاص فوق سن الـ 50 عامًا، قد يكون سبب عرق النسا هو قناة قطنية ضيقة ينتج عنها تحديد أو تقييد النهايات العصبية في مساحة صغيرة جدًّا. وقد يكون التقييد ناتجًا عن التهاب المفاصل.
• الصدمات أو الضربات على منطقة أسفل الظهر قد تكون كذلك سببًا للإصابة بعرق النسا.
• مرض التهابي أو عدوى عند مستوى العمود الفقري، تسبب كذلك الإصابة بعرق النسا.
عرق النسا: الأعراض
يبدو أنّ الألم يبدأ من الأرداف ثم ينحدر إلى الفخذ ثمَّ إلى الساق، وأخيرًا إلى القدم. وفي النهاية، فإنَّ تصلّب العمود الفقري قد يمنع المريض من الانحناء إلى الأمام. وفي بعض الأحيان قد لا يتجاوز الألم مستوى الركبة، كما أنّ العوامل التي تسبب النوبة غير معروفة دائمًا. ويزداد الشعور بالألم عند القيام بالجهد أو السعال أو العطس. وتتمركز ذروة الضغوط وقوى الانحناء في أسفل العمود الفقري. هذه هي أعراض عرق النسا.
يتبع هذا الألم مسارًا محددًا تمامًا بحسب ما إذا كان التهيّج قد أصاب الجذر القطني الخامس، أو الجذر العصبي العجزي الأول:
• الجذر القطني الخامس: يمتد ألم أسفل الظهر على السطح الخارجي للأرداف والساق، ويعبر إلى الجزء الخلفي من القدم ويتمركز في إصبع القدم الكبير؛
• الجذر العصبي العجزي الأول: يمتد ألم أسفل الظهر على السطح الخارجي للأرداف ويصل الجانب الخلفي من الفخذ والساق، ثمَّ يمر عبر طرف القدم ويتمركز في الأصابع الصغيرة.
وبالتالي يمكن أن يؤدي عرق النسا إلى ظهور أعراض عدة: التشنجات، والشعور بالألم إما أمام أو خلف الفخذ، ويشع الألم في القدم، أو حدوث اضطراب في حساسية أو قوة العضلات... وهي علامات يجب أن يعرفها المريض بدقة، لكي يعطي الوصف المناسب للطبيب.
عرق النسا: العلاجات
 
حوالى 8 إلى 9 من أصل 10 حالات الإصابة بعرق النسا تُشفى من تلقاء ذاتها في غضون 6 إلى 8 أسابيع. وفي الحالة الأولى يمكن علاج الألم المرتبط بعرق النسا، بأخذ مضادات الألم ومضادات الالتهابات أو الارتشاح. وإلى جانب هذه العلاجات هناك أيضًا حزام أسفل الظهر. يسمح هذا بتخفيف الضغط عن الديسك الممزق ويمكن بواسطته تفادي الحركات الصغيرة للعمود الفقري التي تجعل التمزق يزداد، وبالتالي يزيد الضغط على الجذر. ويتم تنفيذ الارتشاح عن طريق إدخال كمية صغيرة من الكورتيزون إلى اتصال الجذر مع القرص الممزق.
وهناك بعض أنواع الأعراض التي تقتضي استشارة الطبيب دون تأخير: اضطرابات المسالك البولية، أو بداية الشلل في القدمين، أو الحمّى أو الألم الذي لا يخف حتى مع أخذ المسكنات على سبيل المثال. وخلال النوبة يجب تجنّب الاستلقاء إلى وقت طويل، وعند الاستلقاء من الأفضل رفع الساقين قليلًا على وسادة من أجل تخفيف الضغط والألم، وممارسة النشاط الجسدي يوميًّا وفقًا للألم، من دون الإفراط في النشاط.
 عرق النسا: كيف يمكن تفاديه؟
من أجل تفادي مخاطر عرق النسا، في ما يلي بعض النصائح التي يمكن تطبيقها بشكل يومي:
• ممارسة النشاط البدني المنتظم (مكيّفًا بحسب الحالة)، لأنّ الخمول يسبب في الغالب ألم الظهر؛
• حماية العظام أثناء التحركات اليومية، على سبيل المثال عند حمل غرض ثقيل، ينبغي حمله بواسطة اليدين الإثنتين قريبًا من الصدر، والجلوس جلسة مريحة أثناء العمل أمام الشاشة (القدمان على الأرض بشكل مريح، والظهر يستند إلى مسند مريح )؛
• تجنّب حمل الأشياء الثقيلة.