أمراض الصيف سلوكيات خاطئة تُضعف جهاز المناعة

أمراض الصيف سلوكيات خاطئة تُضعف جهاز المناعة

صحتك وحياتك

الأربعاء، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٩

يشعرُ كثيرون في أيام الحرّ الشديدة، بأعراض يحلو لكثير من الأطباء تسميتها: أمراض الصيف. فهل أنتم في أمان منها؟ وماذا عن تلك الأعراض المعوية وآلام الرأس وحالات التسمم والإصابات الجلدية التي تتتالى علينا مع التبدلات المناخية من صيف إلى خريف؟
 
حر شديد في الخارج وتهوية عالية في الداخل والإنسان (داخل خارج). والنتيجة؟ حساسية في الأنف والتهابات متكررة في الجيوب الأنفية والتهاب في الشعب الهوائية وفي الرئتين. ولعلّ المكيفات التي نتسمر أمامها ليل نهار هي مصدر دائم لتوزيع الميكروبات لهذا لا بد من صيانتها وتنظيفها بشكل دائم. ويُنصح بأن تُستخدم هذه المكيفات على مستوى حراري معتدل كي لا تتسبب بإضعاف الجهاز المناعي فيسهل اعتداء المرض على الجسم.
 
تفادي المشاكل
تتعددُ المشاكل الصحية في هذه الفترة الزمنية خصوصاً، والسؤال: هل يمكننا تفاديها؟
طبيب الأمراض الباطنية الدكتور شربل كرم يستقبل في الصيف، وفي زمن تغير الفصول بين صيف وخريف أو ربيع وصيف، كثيراً من الحالات التي يعاني أصحابها التسمم الغذائي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، أو تبدلها، مما يسمح بتكاثر البكتيريا لا سيما التي تصيب اللحوم غير المعدة جيداً، وأكثر الإصابات تحدث بين الأطفال والمسنين والرضع والنساء الحوامل ومن يعانون ضعفاً في المناعة. وسببها ترك الطعام خارج الثلاجة مدة كافية لتعبث فيها البكتيريا. أو بسبب عدم غسل الفاكهة والخضار المثقلة غالباً بالمبيدات، مما يتسبب بحالات إسهال أو بالتهاب في السحايا. ويشرح الدكتور كرم: تنخفض في فترات الحرّ الشديد الإفرازات المعوية والأنزيمات التي تعنى بعملية تخمير الأغذية والمشروبات، مما يتسبب بمشاكل شتى. ويكثر في هذا الفصل تناول الأطعمة في المطاعم وتزداد الرحلات والسفر وتناول الطعام في العراء حيث يكون مسرحاً لكل أنواع الذباب والحشرات المرئية والخفية. وكُلّ هذه العناصر تزيد من حالات الدخول إلى الطوارئ بسبب آلام مبرحة في البطن وارتفاع في الحرارة وغثيان وتقيؤ وجفاف.
السلوكيات الصيفية الخاطئة كثيرة. فحين نشعر بالعطش الشديد نُمسك بكوب من المشروبات الغازية بدل الإمساك بكوب مياه نظيفة. وكُلنا يعلم أضرار تلك المشروبات التي تزيد مستوى السكر في الدم ما يجعلنا نعطش من جديد فنعمد من جديد إلى تناول المشروبات الغازية بدل المياه. دوامة وحلقة مفرغة من السلوكيات الخاطئة.
 
تسمم بالجملة
حالات التسمم تزيد. وأعراضها تظهر على شكل نزلات معوية حادة تترافق مع تقيؤ أو إسهال أو كليهما معاً. وقد تبدأ قوية وتتطلب الانتقال سريعاً إلى المستشفى أو عادية، على شكل مغص خفيف وشعور متكرر بالغثيان ثم تشتدّ. نحن الكبار قد نتحمل الألم والأعراض مدة أطول، لكن ماذا عن الأطفال؟ متى يفترض قرع الجرس إيذاناً بوجوب نقلهم السريع إلى المستشفى؟
 
إذا شكا الطفل من صداع حاد في الرأس. وفي حال تكررت إصابته بالتقيؤ والغثيان وبالإسهال الحاد أو حتى العادي، وما عاد يقوى على اللعب، وبدا وجهه أصفر شاحباً. وإذا ارتفعت حرارته فجأة. ويفترض هنا التأكد من عدم وجود ورم ما وراء أذني الطفل أو تغير ما في شكل عينيه أو فقدان الجلد لحيويته وخصوصيته المطاطية وعدم قدرة الطفل على التبول وشعوره ببرودة عند لمس أطرافه وملاحظة انتفاخ في بطنه.
 
يتحدث طبيب الأمراض الباطنية عن اتصال طبيبة أسنان، زميلة له، تفهم في الشؤون الصحية به لسؤاله عن طفلها الذي أصيب بالتهابات جلدية وهو على البحر. طلبت نصيحته غافلة عن أنها أخطأت بتعريض طفلها إلى شمس الظهيرة الحارقة.
 
هذا ليس كُلّ شيء. يجب تجنب تناول المأكولات سريعة العطب، التي تحتوي على مايونيز وبيض وحليب، خارج المنزل. ويفترض أن تكون اللحوم مشوية أو معدة جيداً. ويجب عدم إعادة المأكولات إلى الثلاجة بعد إخراجها منها. وأكثروا من استخدام حاسة الشم عند شراء اللحوم والأسماك وحتى الألبان والأجبان. وهذه الحاسة قد تساعدكم على تمييز الأكل السليم من الفاسد.
 
ملوثات غذائية
الملوثات الغذائية أربعة أنواع: فيروسية وبكتيرية وفطرية وطفيلية. انتبهوا منها كلها.
المسنون هم أكثر من يصابون باضطرابات معوية، بسبب تدني استجابتهم المناعية للكائنات الحيوية. الرضّع يكون جهازهم المناعي غير مكتمل أيضاً والنساء الحوامل يتعرضن أسرع من سواهن للإصابة بالتسمم الغذائي.
ممنوع تناول مضادات الإسهال عند الإصابة بنزلة معوية، لأن من شأن ذلك حجز الفيروسات المسببة للإسهال في الجسم ومنعها من الخروج في البراز. وتذكروا أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.