اللاحمية تناول كل شيء باعتدال

اللاحمية تناول كل شيء باعتدال

صحتك وحياتك

الأحد، ٤ يونيو ٢٠٢٣

هل سئمت شكل جسمك، ومظهرك العام؟.. هل تشعر بخيبة أمل بعد فترات الحمية القاسية مع نزول وزن قليل جداً، مقارنة بالجهد المبذول، والحرمان من أنواع الطعام؟.. هل سمعت من قبل عن «اللاحمية»؟.. أي أن «تقبل نفسك كما هي»، ذلك هو شعار حركة «اللاحمية»، المناهضة لتنميط أشكال البشر، والمتقبلة للتنوع الطبيعي في أحجام أجسامهم. ومن هنا، تم تحديد «يوم اللاحمية» العالمي، الذي يوافق 6 مايو من كل عام، وهو احتفال سنوي عالمي، يشمل التوعية بمخاطر اتباع الحميات الغذائية المرهقة، لذا ينصح الأطباء بتقبل شكل الجسد كما هو؛ حفاظاً على الصحة النفسية أولاً، لكن مع عدم الاستسلام للوزن الزائد، والدخول في دوامة السمنة، وما ينتج عنها من مضاعفات وأمراض.. وبهذه المناسبة، التقت «زهرة الخليج» الدكتور إسلام محمد ياقوت، استشاري الصحة العامة والتغذية العلاجية، بمركز «أكاسيا أدفانس» الطبي في أبوظبي؛ لنعرف منه كيفية اتباع نمط حياة صحي، دون اتباع حمية؛ فكان الحوار التالي:
 
• ما مخاطر اتباع حمية قاسية؛ لتعجيل عملية نزول الوزن؟
- من يتبع حمية قاسية، تفتقر إلى المكونات الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، يفشل بالتأكيد، والسبب في ذلك أنه لن يتحمل هذه الحمية لفترات طويلة؛ لأنه - في الأغلب - يرغب في فقد عدد كبير من الكيلوغرامات الزائدة، وإذا فرضنا أن متبع هذه الحمية استطاع الصمود، وفقد الكثير من وزنه في فترة زمنية قصيرة، فسوف يخسر، أيضاً، معها المزيد من العضلات؛ ما يجعله يشعر دائماً بالوهن والضعف، وأعراض جانبية أخرى غير مرغوب فيها، منها: الأنيميا، والإمساك الشديد، والدوخة، وتساقط الشعر.
 
• ما رأيك في حقن السكري، التي تستخدم في تنزيل الوزن؟
 
- هناك أنواع عدة من حقن تنزيل الوزن، مثل: السكسندا، والفيكتوزا، والأوزيمبك، والمونجارو، وكلها حقن خاصة بمرضى السكري من النوع الثاني، وقد تم التوصل إلى أنها تلعب دوراً فعالاً في تنزيل الوزن. في الحقيقة، إن هذه الحقن تساعد، فعلاً، في تنزيل الوزن، وفقدان الشهية، لكن الخطأ الشائع هو أن البعض يستخدمونها دون وصفة طبية، ودون الرجوع إلى طبيب مختص؛ لتحديد الجرعات المناسبة، وقبل ذلك عمل التحاليل والفحوص اللازمة؛ لتلافي الآثار الجانبية، التي قد تنتج عنها، وأهمها التهاب البنكرياس.
 
• ما أسباب ثبات نزول الوزن؟
 
- قد ينتج ثبات نزول الوزن عن التغير في الهرمونات، وفي كثير من الحالات يكون السبب التعرض للضغوط والتوتر النفسي، وعدم أخذ قسط كافٍ من النوم يومياً، فضلاً عن أن الكثيرين من متبعي الحمية يبالغون في تناول النشويات خلال اليوم المفتوح، ما يسبب الاحتفاظ بالماء في الجسم، وبالتالي الاحتفاظ بالوزن الزائد. والصحيح، هنا، هو ضرورة تناول وجبة مفتوحة بسيطة، وليس يوماً مفتوحاً. ومن وجهة نظري، إن اتباع «حمية اللاحمية»، بمعنى اتباع نمط صحي، هو النظام الأفضل للتخلص من الوزن الزائد.
 
 
• ما الطريقة المثلى للتخلص من مشكلة ثبات نزول الوزن؟
 
- لابد من تغيير طريقة الحمية، فمثلاً من الممكن اتباع حمية الصيام المتقطع، أو إعادة توزيع السعرات الحرارية على 3 وجبات، بدلاً من تناول السعرات الحرارية في وجبة الغداء فقط، ولا ننسى أن الحل الأمثل، للتخلص من الوزن ومشكلة ثبات الوزن، يكمن في ممارسة الرياضة باستمرار، خاصة رياضة المشي.
 
• ماذا عن الدهون التي تدخل في نظامنا الغذائي يومياً، وتأثيرها في السمنة؟
 
- هناك ثلاثة أنواع من الدهون، هي: الأول «الصحية»، مثل الدهون غير المشبعة، وتوجد في: السمك والأفوكادو والمكسرات. الثاني «غير الصحية»، مثل تلك الموجودة في الزيوت المهدرجة والسمن والأطعمة المقلية. أما النوع الثالث، فهو «المتحولة»، وهي أخطر أنواع الدهون، وتوجد في اللحوم المصنعة، ومبيضات القهوة، ومعظم الحلويات التي تباع في مراكز التسوق والبقالات، إذ تسبب الكثير من الأمراض، مثل الالتهابات، والأمراض التي قد تصل إلى حدِّ الإصابة ببعض أنواع السرطانات.
 
• ما الزيت الذي تنصح باستخدامه في الطهو؟
 
- زيت الزيتون البكر من الزيوت الممتازة للحفاظ على الصحة العامة، خاصة صحة الجهاز الهضمي، فحتى القلي بزيت الزيتون لا يؤثر في الصحة العامة، على عكس ما هو شائع، لأن زيت الزيتون يتحول، ويصبح ضاراً مع الحرارة العالية جداً والقلي العميق، وهذا ما لا يحدث في المنازل، ويمكن أيضاً استخدامه بارداً على السلطة، وفي بعض المأكولات الأخرى.
 
• يشكو البعض الإمساك الشديد خلال اتباع الحمية.. فما السبب؟
 
- السبب في ذلك هو اتباع حمية خاطئة، كما تحدثنا سابقاً، والصحيح هو «حمية اللاحمية»، بمعنى اتباع نمط غذائي صحي دائم، والاهتمام بتناول الفاكهة والخضروات، والاهتمام بشرب الماء يومياً، والاعتدال في شرب الشاي والقهوة، فضلاً عن تنويع الألياف، وإدخال الحبوب الكاملة، والبقوليات في نظامنا الغذائي.
 
• الذين يشكون السمنة، غالباً، يحتاجون إلى أدوية أو طرق تساعد في فقدان الشهية، لتغيير نمط حياتهم الغذائي.. فما الحل؟
 
- هناك العديد من الطرق الآمنة، التي تساعد مريض السمنة على فقدان الشهية على الأقل في الفترة الأولى، حتى يتعلم مهارات عدم استهلاك المزيد من الطعام، واتباع نمط غذائي صحي طوال العمر، منها: الإبر الصينية، والمشي، والتأمل يومياً، وممارسة بعض التمارين الرياضية، وشرب الألياف التي يتم تذويبها في الماء بين الوجبات لفقدان الشهية، بالإضافة إلى الاستعانة بالمأكولات التي تساهم في فقدان الشهية، وإضافتها إلى الطعام بطرق مختلفة، مثل: بذور الشيا، وحب الرشاد؛ لأنها تملأ المعدة، وتمنح من يتناولها الإحساس بالشبع، فالمهم أولاً هو معرفة هل سبب السمنة نفسي أم عضوي؟
 
• كيف نعرف أن سبب الوزن الزائد نفسي؟
 
- بعض الأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد لديهم مشكلة يطلق عليها «الجوع العاطفي»، بمعنى شره الطعام بسبب التوتر أو الانفعال الزائد، وتناول مأكولات سكرية ونشوية ترفع نسبة الأنسولين، ويشعر من يتناولها بالجوع، فيحتاج إلى تناول المزيد من الطعام، وفي هذه الحالة ينبغي على مريض «الجوع العاطفي» زيارة الطبيب النفسي؛ لمساعدته إذا لزم الأمر، إلى جانب أخصائي التغذية.
 
• هل من نصيحة أخيرة؟
 
- من المهم جداً أن يتقبل الإنسان مظهره الخارجي كما هو، ولا ييأس من زيادة الوزن؛ لأنها ستختفي مع الوقت بعد اتباع نظام حياة صحي. وأنصح الجميع، وأشدد على أهمية اتباع نظام غذائي صحي متوازن، بعيداً عن الحرمان من الطعام، أو الاستغناء عن بعض المكونات الغذائية، على أن يكون تناول كل شيء باعتدال، وفي أوقات مناسبة، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة، والبعد عن التوتر والضغط النفسي.. قدر المستطاع.