البعث
من يدخل أروقة مراكز ومديريات الثقافة “يزيغ نظره” من كثرة المطبوعات المتناثرة هنا وهناك على الطاولات والمكتبات، من دعوات وبطاقات لأمسيات شعرية أو منتديات ثقافية وبرشورات لفعاليات متنوعة، تشكّل هدراً في النفقات على حساب الأولويات. ووفق ما أكده بعض أعضاء مجلس محافظة دمشق في لقائهم معنا أن المراكز الثقافية تفتقد في عملها للخطط ذات الجدوى الثقافية، في ظل الهدر والنفقات الزائدة في طباعة دعوات لحضور أمسيات شعرية لا يتعدى حضورها أصابع اليد الواحدة، مشيرين إلى غياب الانتقاء الصحيح من قبل بعض المراكز الثقافية القائمة على هكذا فعاليات، وبالتالي طباعة مئات البطاقات والدعوات لأشخاص يدّعون أنهم شعراء وهم أبعد بكثير عن الشعر!!.
ومع ذلك يعتبر مدير ثقافة دمشق حمود الموسى أن كل ما تقوم به المديرية من أمسيات ومنتديات يحقّق الهدف المرجو منه، خاصة وأن هناك متابعة وحضوراً لأغلب النشاطات الثقافية، لافتاً إلى ضرورة طباعة عدد معين من البطاقات وذلك من أجل توزيعها على الجهات والمؤسسات والفعاليات الرسمية “كبرتوكول”، حيث لا يتجاوز عدد البطاقات أو الدعوات التي تطبع 500 دعوة.
وأوضح الموسى أن المديرية بدأت تعتمد في الإعلان عن النشاطات على الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقاء المراكز، مشيراً إلى أن مستوى الأمسيات والمنتديات في دمشق جيد وهناك متابعة من المختصين.
أما مديرة ثقافة ريف دمشق ليلى صعب فلفتت إلى أن المراكز الثقافية اعتادت على طباعة بطاقات دعوة بمعدل مئة بطاقة لكل نشاط اعتيادي، مثل محاضرة أو أمسية أو ندوة وقد تصل إلى ألف بطاقة أحياناً، مبينة أن الوضع في ريف دمشق مختلف من حيث طريقة الدعوة والإعلان باختلاف طبيعة النشاط والحيّز الجغرافي، والمتمثل بالقرى والبلدات الريفية بحيث يستعمل الهاتف والبطاقات الورقية المطبوعة بشكل بسيط في المركز، كما تستخدم المراكز صفحات الفيسبوك الخاصة بها للإعلان مع صفحة المديرية الخاصة.
وأشارت صعب إلى أن المديرية تكتفي بطباعة 250 كتيباً تضم نشاط المراكز الثقافية كلها في الريف وقد تبلغ 50 مركزاً يقدم كل منها نحو 8-12 نشاطاً، موضحة أن البطاقات توزع للجهات الرسمية ومجلس المحافظة ومجلس الشعب، إضافة إلى نجاح تجربة المديرية في تشكيل فريق داعم من المجتمع المحلي يُسمّى أصدقاء المركز الثقافي، وهو عبارة عن عدد من المهتمين والمثقفين والشباب يشكلون حلقة تسلسلية تعلن عن النشاط، وغالباً ما تجد الجمهور في الريف أكثر عدداً من المدينة، مؤكدة أن هذه الطرق هي أقل كلفة وأكثر فعالية، كما تساهم في الإعلان مع الصحف ووسائل الإعلام.
ولم تخفِ صعب أنها عند تسلمها وجدت أعداداً هائلة من البطاقات لنشاطات مختلفة غير موزعة، حيث كان يُطبع نحو 700 كتيب، علماً أن هذه النشطات لا يحضرها أكثر من 10 أشخاص أحياناً، وغالباً هي مجموعات وشلل من الأصدقاء لا تندرج تحت معايير منتظمة وتخضع كثيراً للعلاقات الشخصية، إلا أن صعب ومع ذلك اعتبرت الحراك الثقافي إيجابياً في هذه الظروف، حيث نركز في الريف أكثر على الأطفال واليافعين والشباب وعلى ورشات العمل والنشاط التفاعلي أكثر من المحاضرة والندوة، ولدينا أكثر من مبادرة تربط بين الثقافة والأخلاق والثقافة والمجتمع وتشجع المواهب وترعاها.
علي حسون
هل تتسع حرب إسرائيل على غزة لحرب إقليمية؟