إطلالة صيفية لمعرض الكتاب في دورته الثلاثين... حراك ثقافي مميـز.. فهل يعيد شعبية الكتاب..؟

إطلالة صيفية لمعرض الكتاب في دورته الثلاثين... حراك ثقافي مميـز.. فهل يعيد شعبية الكتاب..؟

ثقافة

الخميس، ٩ أغسطس ٢٠١٨

ليس ضجيجا إعلاميا, ولا هو من باب كيل المديح لظاهرة عادت إلينا منذ ثلاث سنوات, وهي تتم الدورة الثلاثين, بمعنى آخر انها متجذرة وحقيقية, بل نبض الحقيقة ولبها, معرض الكتاب الثلاثون هذه المرة مختلف كل الاختلاف,
 
ولعل الإشارات السريعة التي نقدمها هنا تحمل معاني كثيرة على الجهات المعنية أن تلتقطها وتعمل على البناء عليها, من أجل الدورات القادمة.‏
 
مواكبة إعلامية‏
 
المواكبة الاعلامية قبل الانطلاق وخلاله لافتة, وهي مهمة وضرورية, ظهر ذلك جليا في مختلف وسائل الإعلام, على خلاف الكثير من الدورات السابقة التي كان الاعلام موجودا فيها لكنه لم يكن بهذا العمق, لم يجامل في الكثير من القضايا والأمور, صحيح أن بعض من تشغلهم ذهنية الشلة مازالوا فيها وغير قادرين على الخروج منها, لكن هذا أمر عابر لا يعني شيئا, فثمة من يعمل ويقدم رسائل إعلامية مهمة تلقي الضوء على الكتب والمحاضرات, نأمل ألا يكون هذا الحراك عابرا, وأن يكون أكثر عمقا فيما بعد ليتناول مختلف قضايا النشر والثقافة من المؤلف إلى الناشر والمتلقي, حتى نصل إلى مكتبات المدارس والمنازل.‏
 
توقيع‏
 
تم حتى اليوم توقيع أكثر من خمسين كتابا, ومن المتوقع أن يصل الرقم إلى اكثر من 80 كتابا مع نهاية المعرض, وهذا أمر مهم جدا يحمل دلالات كبيرة لاسيما لمن يراقب عن قرب, فالتفاعل بين القارىء والمؤلف, وبينهما الناشر أضاف حراكا مهما ووسع النقاش, وطرح قضايا يجب أن تعمق بالنقاش, وشكلت حلقات التوقيع ظاهرة لافتة من حيث الإقبال ومحاولة القارىء التعرف على الباحثين والمؤلفين, ومن مختلف ألوان الفكر والأدب.‏
 
وربما علينا الإشارة إلى لفتة مهمة جدا قامت بها الهيئة العامة السورية للكتاب يوم توقيع الكتب الفائزة بجائزة الترجمة, إذ إهداء أول عشر نسخ للقراء, وبتوقيع مترجميها, ومنها كتاب استعباد العالم لمترجمه الدكتور ابراهيم استنبولي, إضافة إلى الكتب الأخرى الفائزة بالجائزة ؟وعملت الهيئة على رفد جناحها يوميا بإصدارات جديدة مهمة مع نسبة الحسم المرتفعة 60 بالمئة ما جعلها محط أنظار الزوار.‏
 
محاضرات‏
 
بعض الندوات والمحاضرات, بدا باردا يغرد ويغرب في مكان آخر, لم يقترب المحاضرون من عناوين أتوا ليتحدثوا فيها, وعلى ما يبدو أن الحضور القليل لبعضها ربما أحبط المحاضرين, ومن الضرورة بمكان استعدادا للدورات القادمة أن يبدأ العمل على البرنامج المرافق للمعرض من استعدادت المعرض نفسه لئلا نجد أنفسنا بحالات السرعة التي لا تنتج شيئا.‏
 
الورقي سيد الموقف‏
 
من اللافت الشغف الكبير الذي يرافق المعرض من خلال الاحتفاء بالكتاب الورقي الذي أثبت أنه باق على القمة ليس في سورية, بل في العالم, فقد أشارت المعطيات في الولايات المتحدة المعنية بهذا الشأن أن الناتج المحلي من طباعة الكتب وصل إلى ما يقارب 8 مليارات دولار, متفوقا على الالكتروني بما يقارب النصف مليار, طبعا في الولايات المتحدة.‏
 
والملاحظ ان مواقع التواصل الاجتماعي كانت مهمة جدا في الترويج للمعرض والإضاءة عليه, فقد تكامل الدور تماما.‏
 
غياب مطبوعات المؤسسات الإعلامية‏
 
نعمل في مؤسسة اسمها مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر, يعني أنها معنية بالنشر, غير الصحفي, ومازالت الذاكرة تحتفظ بالكثير من العناوين التي أصدرتها مؤسسة الوحدة (جريدة الثورة) منذ عقود, بعدها تراجع الدور وصار الأمر مقتصرا على اصدار الصحف, وكذلك مؤسسة تشرين قبل الدمج, في المعرض لن تجد كتبا من إصدار المؤسسات الاعلامية السورية, سترى حضورا مهما لكل وسائل الإعلام السورية, وستجد الشركة السورية لتوزيع المطبوعات, وهذه الحال نتيجة تراكم لتصرفات مديرين عامين سابقين ألغوا كل ما يمكن أن يكون قادرا على الفعل الثقافي والتنويري (إلغاء) مديريات التأليف من المؤسسات, نأمل أن يتم لحظ ذلك, وبالتأكيد زملاؤنا في المؤسسات الإعلامية لديهم ما يقدمونه, وجميل أن يكون من خلال مؤسساتهم الإعلامية.‏
 
التظاهرة المهرجان يجب أن تؤسس لفعل آخر مختلف, ليكون الكتاب شعبيا, ولنا عودة إلى ذلك.‏