الشاعرة لينا حمدان: وصول المتسلقين لسلم الشعر ساهم بتدني المستوى وابتعاد الجمهور

الشاعرة لينا حمدان: وصول المتسلقين لسلم الشعر ساهم بتدني المستوى وابتعاد الجمهور

ثقافة

السبت، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٩

 
تتجلى في تجربة الشاعرة لينا حمدان إشراقات الصورة الشعرية الناهضة على حس وجداني عال والقائمة على الصدق والعفوية لتحقق نصاً شعرياً حقيقياً يمتلك أسس الشعر ومقوماته.
 
وتقدم حمدان رؤيتها للشعر بقولها: “للشعر شمسه الخاصة التي تشرق نوراً وحياة وتجدد الروح بلا مقدمات بحيث لا يتردد المتلقي بالتحليق طرباً واستحساناً”.
 
وتضيف: “الشعر لفظ ومعنى وإحساس عبر إيقاع موسيقي شفيف وخيال مدهش وهو حالة وجدانية وفكر متقد لا بد أن يضيف جديداً ويترك في النفس أثراً لا يزول رغم زوال لحظة القراءة”.
 
وحول كيفية استحضارها للقصيدة قبل كتابتها تبين صاحبة مجموعة “يوم احتراق الذاكرة” أن فكرة القصيدة موجودة في ذهنها لكن لحظة الإبداع تنتظر شرارة البدء التي غالباً ما تكون مفاجئة وتأتي على صورة انفعال موضحة أنها لا تستدعي القصيدة وتضع لها عنواناً مسبقاً ولكنها تعيش انفعالاً وجدانياً يكون انعكاساً لحدث أو مشهد مؤثر يكفي ليثمر قصيدة جديدة.
 
وتوضح حمدان أن قصائدها تغلب عليها التفعيلة لكن هذا لا يمنع أن تكتب قصيدة عمودية كاملة فرضت إيقاعها وروحها عليها وربما تمر بها ومضات شاعرية نثرية ولكنها لا تسميها شعراً فتمضي معها وتكتفي بتسميتها نثرات وجدانية مؤكدة أنها لا تميل إلى اعتماد القالب المسبق الصنع لأي قصيدة.
 
وحول حضور الشعر في الزمن الراهن تشير حمدان إلى ضرورة الاعتراف بوجود أزمة خانقة يمر بها الشعر اليوم من طغيان الحياة المادية وحالات القلق والتوتر وضياع الكثير من المعايير والقيم الروحية والضوابط الأخلاقية فضلاً عن سمة السرعة في عصرنا وانشغال الجيل بوسائل التواصل الاجتماعي عن القراءة والمطالعة معتبرة أن أحد أسباب تراجع الشعر وصول الكثير من المتسلقين لسلم الشعر ما ساهم بتدني المستوى وابتعاد الجمهور.
 
وترى حمدان أن الشعر مفضل على غيره لمن يحاولون كتابة الأدب لأنه بحسب ظنهم لا قيود له ولا ضوابط ولا سيما بالنسبة للذين يميلون لما يسمى بقصيدة النثر.
 
وتصف حمدان عضو اتحاد الكتاب العرب ما يدور على الساحة الأدبية حالياً بالواقع المتأرجح معتبرة أن تعدد الملتقيات والمنتديات الثقافية وتنوعها لم يحقق المرجو منه لعجز القائمين عليها عن التصنيف والفرز ما بين الإبداع وغيره أو حسن الاختيار والتقييم.
 
وتختتم الشاعرة حديثها بالقول: “هناك الكثير من الشعراء الحقيقيين والرائعين والكثير من الشعر المبدع النابع من قلب الحدث والذي لا بد رغم كل شيء أن يثبت وجوده أخيراً ويكون هوية المرحلة ومرآتها الصافية”.
 
المصدر: سانا