علاقة روحانية تجمع التشكيلية بتول الماوردي مع الفن والطبيعة

علاقة روحانية تجمع التشكيلية بتول الماوردي مع الفن والطبيعة

ثقافة

السبت، ٢ أكتوبر ٢٠٢١

بتول الماوردي فنانة تشكيلية سورية تنظر إلى الطبيعة بوصفها المعلم الأول للفنان فسيطرت على جميع أعمالها ورسمت من خلالها مشاهد من الطبيعة الساحرة بلمسات فنية جريئة مع التبسيط والعفوية بأسلوب انطباعي.
 
وعن ارتباطها برسم الطبيعة تقول التشكيلية بتول في حديث لـ سانا “تتربع الطبيعة مع تبدلاتها الآخاذة في قلبي لأعيد ترجمتها وصياغتها بعمل فني مبني على رؤية وحس فني جمالي مبسط”.
 
وتصف علاقتها باللوحة بالعلاقة الروحانية العميقة وتراها تلك المساحة البيضاء التي تأسرها وتحرر كل مكنوناتها وتتيح الفرصة لها للتعبير عن ذاتها.
 
وعن تعدد مهامها الإدارية والتدريسية ومدى تأثيرها على عملها الفني توضح بتول أن الفنان يؤمن بالحياة وبأداء واجبه على أكمل وجه تجاه مجتمعه في كل مكان يمكنه المساهمة فيه بجهده وفنه لافتة إلى أنها حالياً تترأس أقسام الفنون البصرية والتطبيقية بمشروع “بكرا إلنا” والفنون الجميلة بالمسرح المدرسي والفنون التشكيلية بمؤسسة “مبدعون من أجل وطن” إضافة إلى أنها عضو مجلس فرع دمشق لاتحاد الفنانين التشكيليين ومسؤولة المكتب المالي.
 
ورغم أن المهام الإدارية تأخذ من وقت الفنان في أحيان كثيرة إلا أن بتول تجد أن العمل الفني يبقى ملاذ الفنان الأول والأخير لأنه تاريخه ومستقبله وعالمه الخاص والحقيقي.
 
والفن من وجهة نظرها طريقة للوجود وأسلوب للحياة ينبع بشكل فطري داخل الفنان ولا يستطيع العيش دونه وإن ابتعد قليلاً عنه سرعان ما يعود له بكل شغف وحماسة.
 
وحول مشاركتها في ملتقى البلقاء في الأردن مؤخراً أوضحت أن هذه الفعالية أقيمت في مدينة السلط الأردنية بين الـ 30 من آب والـ 5 من أيلول حيث شاركت مع التشكيلية نهى جبارة من سورية إلى جانب فنانين تشكيليين من البحرين، ومصر، والسعودية، وتونس، والأردن، كما تضمنت ورشات عمل وزيارات لمؤسسات وأماكن ثقافية وفنية لافتة.
 
بتول التي شاركت مؤخراً بورشة عمل التصوير الزيتي أقامتها وزارة الثقافة في خان أسعد باشا بالتعاون مع صالة السيد، تشير إلى أن رغم سنوات الحرب فإن إقامة الملتقيات وورشات العمل لم تتوقف في سورية لما لها من أهمية كبيرة وتأثير في عمل الفنان لكونها فضاء واسعاً يتيح للفنانين التعبير عن رؤاهم المختلفة وتسمح لهم بتبادل الخبرات والتواصل الإنساني والاجتماعي مع بعضهم ومع المجتمع المحلي إلى جانب دور هذه الملتقيات في إنعاش الحركة الفنية التشكيلية.
 
وعن واقع الفن التشكيلي السوري اليوم ترى أن الحراك الفني لدينا بعد سنوات من الحرب والحصار مصاب بجرح كبير ومثقل بالآلام والأحزان إضافة لخسارة عدد كبير من الفنانين السوريين بالرحيل عن عالمنا أو بالسفر.
 
وتختم التشكيلية بتول حديثها بالقول: “رغم كل هذه الظروف الصعبة التي عشناها ونعيشها هنالك الكثير من الفنانين والمعنيين بالفن السوري الذين قدموا جهوداً كبيرة خلال سنوات الحرب كي تستمر الحركة الفنية التشكيلية وما زالت هذه الجهود مستمرة بعزيمة كبيرة لأن الحرب أظهرت القوة والصبر اللذين نمتلكهما وجعلتنا أكثر تعاوناً مع بعضنا كسوريين للحفاظ على هويتنا وبقائنا وسلامة بلدنا”.
 
محمد سمير طحان