الكاتبة السورية شذا نصار توقع رواية «وأزهر السوسن»

الكاتبة السورية شذا نصار توقع رواية «وأزهر السوسن»

ثقافة

الاثنين، ٢٧ يونيو ٢٠٢٢

مايا سلامي
 تعود اليوم الكاتبة السورية شذا نصار لتكمل مسيرتها الأدبية والإبداعية التي خطتها في كتابها الأول «صباح فخري وسيرة تراث»، فبالرغم من تخصصها العلمي في مجال الكيمياء الحيوية وعملها في التدريس بكلية الصيدلة إلا أنها أخلصت لحلمها وهدفها المنشود في الفن والأدب لتكلله اليوم بتوقيع روايتها الجديدة «وأزهر السوسن» مع قراءة ونظرات للأديبين رفيق نصر اللـه وأحمد المفتي، وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
 
الكتابة المنتقاة
 
وفي كلمة ألقاها مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات ببيروت رفيق نصر اللـه بين فيها أنه «عندما قرأت قبل سنوات لأول مرة بضع صفحات لشذا نصار في بيروت وجدت نفسي أمام اكتشاف لكاتبة متمكنة من عمق اللغة وحرفية النص تلون جملتها بذوق تشكيلي يصعب امتلاكه فإذا بي أكتشف أيضاً شذا نصار الفنانة التشكيلية بكل ما تملك من تواضع الاحتراف في مساحة لوحاتها».
 
وأشار إلى أن شذا نصار تؤكد في روايتها أنها متهمة بالكتابة المنتقاة ومن لغة لا يتقنها إلا من عرف كيف يجمع الانفعالات الإنسانية بلعبة الوقت ورحابة المكان وقوة الاحتمال وفي نص شذا نصار بعض من البريق الخاص وكنت أتساءل في أي صناديق خبأت شذا كل هذا المدى في توضيب النص الروائي وما سر هذه الرشاقة في لغة تكاد تراقصنا على وقع موسيقي كم نحتاجه في زمن القحط الفكري والأدبي الذي نعيشه.
 
وأضاف: «تلون شذا نصار في كتابها «وأزهر السوسن» أكثر مما تكتب يفيض النص عندها عما تحتاجه الكتابة فما سر هذه الخيلاء في البوح أول مرة أشعر بأن للنص ضفائر ذهبية تفاجئك شخوص الرواية فتشعر بأنها لم تكتب بحبر بل بعصارة من سوسن فعلاً».
 
وأكد أنه ليس في هذه الرواية أي ادعاء في صياغة اللغة أو السرد وإن كانت الرواية ترتدي ثوب الزهو، وأنه في رواية «وأزهر السوسن» تصل اللغة إلى حد الثمالة فثمة مشاغبة مع القارئ وعن سابق تصور وتصميم، ثمة مناجاة في عقدة النص وإصرار على التمرد على عناصر الرواية ذاتها لدرجة أنني شعرت بشخوص الرواية تكاد تتمرد على الكاتبة نفسها لأنها تريد أن تأخذ مداها في ترتيب انفعالاتها التي لا تحد.
 
عذوبة ألفاظ
 
وقال أستاذ الحضارات والأساطير في جامعة دمشق أحمد المفتي في كلمته : إن « رواية وأزهر السوسن في ضوع الشذا في ظل همهمة النسيم منصتاً إلى حكاية قوامها سحر كلمة وروعة صياغة وروق بيان وبلاغة صورة واستقامة سرد وفهم لوظيفة الأدب وقبس من الفلسفة ولذعة من الواقع مع شيء من الطرفة والحقيقة القيمة».
 
وأضاف: «وأزهر السوسن هي زهرة قطفتها الأديبة شذا نصار من واقع مجتمعنا المملوء بالحكاية والغرابة ورتبت فصولها وصاغتها ضمن بوتقة من الأحداث حمل كل فصل منها عذوبة اللفظة الأنيقة وشفافية الواقع بأسلوب شائق رغم رهابة الموقف».
 
وتابع: «وأزهر السوسن حكاية عائلة ربطها الغيب والقدر برباط الخطيئة لتثمر في النهاية عن ندم وغفران واستقامة بعد أن خفق الحب في القلوب والنفوس ودخل في أيك المحبين بعد عناء وافتقار وخذلان».
 
وأشار إلى أن و«أزهر السوسن» حكاية سوسن حملتها 182 ورقة أزهرت 46 زهرة بدءاً من القلادة التي ظنت بها سلوى أن الخريف والنسيان قد طواها إلى واقع وتمنٍ وصحوة ضمير.
 
وأكد أن الأديبة شذا نصار عزفت بكل حرفية وإبداع على وتر الحب بعذوبة ألفاظ ورشاقة عبارة وانتقالات شائقة جميلة السرد برقة عبارة وانسجام معنى حتى وصلت حد الانصهار الذاتي في توكد الأحاسيس حيال العاشقين تتوازى والنمو الدرامي في الحدث ترويها بجملة ندية تحمل اللطف والإسراف العاطفي وتبث روحها بصورة مباشرة وزخات فصلية أرست فيها ملكة التعبير القصصي.
 
قصة حقيقية
 
أما الأديبة شذا نصار فأوضحت في كلمتها أنه: «بين الحقيقة الراسخة ووهم الهروب من الواقع تغيب السوسن ثم تزهر بعد ثلاثين سنة تعود متفتحة لتضمها العائلة في أزهار حديقتها ولكن هل يتعايش السوسن البري مع التربة الأم».
 
ولفتت إلى أنه «في روايتي قصة مستوحاة من أحداث حقيقية تتشابه في الجوهر مع مثيلات في القدم من خطيئة أنثى إلى نكران ذكر يستفيق الماضي بعد عقود ويرن جرس الهاتف أنت أمي، لا من أنت؟ أنا السوسن الذي أزهر بعيداً عن منبته، أنا الحقيقة التي أنكرها مجتمع غارق في وحوله، أنا ثمرة حب أزهرت بإرادة الخالق، لا كذب وادعاء، زهرة السوسن ماتت مع عارها منذ ثلاثين سنة، أنا سوسن أنا ابنتك لست اختيارك بل قدرك ارفضيني اقبليني بل أجيبيني من أبي… أنا زهرتك الجميلة فليراني من وصمك لست وزراً لست ذنباً لست عيباً لست عاراً».
 
ونوهت إلى أنها: «بهذه البساطة ابتدأت روايتي التي لملمت أطرافها متابعة رحلة السوسن إلى المجهول لماذا بعد ثلاثين سنة؟ هل هي لقيطة أم ابنة زنا؟ هل تلتقي أباها؟ هل ينكرها من رماها؟ أفرحة هي أم عار يتجدد؟ كل هذا في صفحات روايتي التي أقدمها كوجبة خفيفة ممتعة لذواقي القصص الواقعية».
 
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بينت الكاتبة شذا نصار أن هذا الكتاب قصة من واقع الحياة جمعت أطرافها وعملت على بعض الإضافات البسيطة ولكن في أغلبيتها تعود للقصة الحقيقية التي حدثت منذ سنوات طويلة في لبنان، وفيها معالجة اجتماعية ومعالجة درامية وستكون كوجبة خفيفة أقدمها للقراء هواة القصص الواقعية وسنعرض فيها اختلاف المذاهب وطباع الناس وأخلاقهم وكيف ستلتقي كل هذه الفروقات في النهاية.
 
وأكدت أنها تفضل تسليط الضوء على واقعنا وليس القصص التي نجلبها إلى الدراما وتكون مخترعة أو مقتبسة من ثقافات أخرى.
 
وعن أعمالها المستقبلية قالت: «في الكتاب الذي سأطرحه فيما بعد سيكون لدي مجموعة من القصص القصيرة وقصاصات من قصص ستلائم شريحة الشباب بشكل أكبر ويحبونها القراء، وأتمنى ومن طموحاتي أن أكتب عن الأستاذ المخرج مصطفى العقاد على الرغم من وجود صعوبة أكبر للإبداع فيه ولكن ما زلت مصرة على أن أمضي في هذه المحاولة إن شاء الله وهناك عدد من الكتب الجاهزة التي سأصدرها قريباً».
الوطن