موسيقاه تنثر الحب دعماً لمرضى سرطان الثدي … طاهر مامللي يقدم إبداعه وموسيقاه لدعم المجتمع

موسيقاه تنثر الحب دعماً لمرضى سرطان الثدي … طاهر مامللي يقدم إبداعه وموسيقاه لدعم المجتمع

ثقافة

الخميس، ١٨ أغسطس ٢٠٢٢

يوم أمس، أقامت الجمعية السورية لأمراض الثدي حفلاً جماهيرياً كبيراً للموسيقار طاهر مامللي مع فرقة أورفيوس في دار الأسد للثقافة والفنون بحضور فني ورسمي كبيرين.
 
وتفاعل الجمهور بكل جوارحه مع 16 شارة مسلسل كان لها الأثر الكبير بتشكيل الذاكرة الموسيقية لدى المشاهد السوري والعربي.
 
ولم يكن جديداً أن يجيد مامللي ويبرع ويبدع وينثر الحب من خلال موسيقاه الخالدة، وخاصة أنه يعد واحداً من أهم الموسيقيين محلياً وعربياً، فقدم حفلاً سيبقى عالقاً في الذاكرة لوقت طويل.
 
وتضمن برنامج الحفل شارات مسلسلات «العاصوف، مع وقف التنفيذ، ذكريات الزمن القادم، لعنة الطين، بقعة ضوء، ربيع قرطبة، أحلام كبيرة، الفصول الأربعة، الانتظار، ضيعة ضايعة، عصي الدمع، أهل الغرام، الزير سالم، ياسمين عتيق، أمل ما في، التغريبة الفلسطينية».
 
الدعم فرض
 
الموسيقار طاهر مامللي أكد أن دعم المجتمع فرض على كل إنسان بشكل عام وعلى الفنانين بشكل خاص، ونحن ندعم جمعية مرضى سرطان الثدي للحد الأقصى، وطبعاً أنا وكل الفنانين المشاركين مطالبين دوماً بهذه المبادرات في ظل الأزمة التي نعيشها، ومن المؤكد أن علينا الوقوف إلى جانب بعضنا بعضاً كإعلام وفنانين، فالجيش العربي السوري لم يقصر في حماية أراضينا، لذا علينا أن نحمي أنفسنا بتقديم الدعم لبعضنا، ونحن نصنع الموسيقا لنساعد.
 
وأشار إلى أن الحفل قدّم كل الأعمال التي أحبها الجمهور، معظمها عرضت في فترة نهضة الدراما وتركت عند الناس أثراً طيباً، لأن درامانا اليوم تعيش أزمة، على أمل عودتها بالقريب العاجل.
 
وأضاف: قدّمنا مشروعنا الموسيقي في الدراما لكون هذه الدراما وصلت أرجاء الوطن العربي والعالم، أما الأغنية السورية فلكونها فقيرة ولا تتلقى الرعاية المطلوبة فبقيت محدودة.
 
دعم الشأن العام
 
بدوره شدد عباس النوري على ضرورة إقامة مثل هذه الفعاليات لدعم المجتمع بأطيافه كافة، وقال: يجب ألا تتخذ المسألة الجانب الشكلي فقط، لأن واجب الفنان دعم الشأن العام، وخاصة أننا نعيش ضمن مساحة من الحزن والألم.
 
وأضاف: هذا أقل من الواجب الذي يمكن أن يقدمه أي فنان وهو شيء طبيعي في ظل غلاء فاحش غير مسيطر عليه وغياب الخريطة الاقتصادية الواضحة، وبالتالي نعيش نوعاً من الفوضى الكارثية في حياتنا، والمسألة الطبية مسألة استثمار، ولننظر إلى حال مشافينا وعياداتنا وأطبائنا الذين باتوا منتشرين في أنحاء العالم وهم على مستوى كبير من النبوغ والعلم والخبرة.
 
وأردف: لذلك عندما نريد توجيه دعم علينا أن نبحث عن حالة مؤثرة وفعالة إن كانت تتعلق بمرضى السرطان أو غيرهم، وسيبقى شعبنا معافى ما دام يعيش حالة من التكاتف والتكافؤ الاجتماعي.
 
وأشاد بالجهد الذي بذلته الفرقة الموسيقية، وختم بأن طاهر مامللي قدم عملاً كبيراً على المستويات كافة أمام جمهوره الذي يحبه ويحترمه، ونحن هنا للوقوف معه وتقديم دعمنا ما استطعنا.
 
إضافة كبيرة
 
مدير دار الأوبرا أندريه معلولي أشاد بطاهر مامللي وقال: إنه أثبت وجوده على الساحة الفنية السورية والعربية، ونحن أصدقاء من زمن بعيد وقد درسنا معاً في المعهد العالي للموسيقا، ولا شك أن الاتجاه الذي اتخذه كان مهماً للغاية لأنه طور واقع الموسيقا وجعله متناغماً مع الواقع الدرامي، فأصبحت شارات المسلسلات متابعة وذات شهرة واسعة، وهذا يشكل إضافة كبيرة للفن السوري.
 
وتابع: إن الموسيقا التصويرية قد تكون أهم عنصر في الدراما، لأن المؤلف الموسيقي يعتبر مخرجاً سمعياً للعمل الدرامي ويجسد الحالة بشكل كاملة لتكون موسيقا مؤثرة في العقل الباطن للمشاهد وأحاسيسه ومشاعره، وكلما قدمنا الدعم لهذا النوع من الموسيقا ارتفع مستوى العمل الدرامي.
 
وكشف أن دار الأسد تستضيف دائماً مامللي إما بحفلات خاصة وإما بحفلات من إنتاجها، ونحن كإدارة وجهنا دعوة لكل المؤلفين الموسيقيين السوريين الذين يعملون في حفل الموسيقا التصويرية، ونحن مستعدون لاستقبال الجميع وتقديم هذا الفن بالطريقة التي تليق بخصوصية هذا المكان.
 
الفنان الملتزم
 
وأوضحت ليندا بيطار أن مشاركتها في هذه الفعالية الخيرية تنضوي تحت رسالة أي فنان ملتزم يحمل على عاتقه قضية المجتمع بأكمله، وأنا سعيدة جداً بهذه المشاركة مع الأستاذ طاهر مامللي لكونها تهدف إلى دعم مرضى السرطان، وسنسعى بقدر استطاعتنا تقديم الدعم، وأدعو لجميع المرضى بالشفاء.
 
وبالحديث عن الموسيقا التصويرية، أكدت أن أيام الزمن الجميل لم تعد موجودة، لكننا نحاول إعادتها، وعندما غنيت شارة «أحلام كبيرة» عدت بذاكرتي إلى الأيام الجميلة التي رافقت العمل، وإن شاء اللـه فستعود الأمور إلى سابق عهدها بوجود الأستاذ طاهر ووجود أشخاص يخافون على سورية، ودرامانا ستعود بالتأكيد.
 
لاستمرار الحياة
 
أما عاصم حواط فأكد أهمية مشاركة الفنان بالنشاطات الاجتماعية والفنية الداعمة للمجتمع، لما لها من تأثير في تشجيع الناس على تقديم الدعم مهما كانت أشكاله، وهو فرض وواجب على كل إنسان مهما كانت صفته.
 
وأضاف: إن لم ندعم ونحم بعضنا بعضاً فمن الصعب أن تستمر الحياة، ومن الرقي إقامة هذه الفعالية الضخمة التي سيذهب ريعها بالكامل لمرضى سرطان الثدي بقيادة الموسيقار طاهر مامللي.
 
وعن دور الموسيقا التصويرية في انتشار الدراما السورية، قال: لم يكن لها دور في انتشار الدراما فقط، بل كان لها دور كبير في انتشار الموسيقا السورية، وأيضاً انتشار الملحن والعازف السورية، ورغم أن الشارات تبقى محصورة بأعمالها كما جرت العادة، فإن الجميل أن طاهر مامللي وعدداً آخر من الموسيقيين جعلوا الشارة عملاً قائماً بحد ذاته وخاصة أنها تمثل الواقع السوري والموسيقا السورية.