ميادة بسيليس

ميادة بسيليس

نجم الأسبوع

الأحد، ٢١ مارس ٢٠٢١

صوت دافئ ورقيق وحنون، يتوسد عرش قلبك مع أول تنهيدة تتراقص فيها الحبال الصوتية بعفوية، عذوبة صوتها يجعلك تبحر نحو الأفق البعيد، بحجم امتداد السماء، وينعش ذاكرتك العتيقة نحو حياة خالية من الضجيج.
مطربة الأغنية الراقية، قيثارة الإحساس الشرقي ذات النبع الرقراق والصوت الشجي واللحن الذي يُعيدك إلى سنين خلت.
وعلى الرغم من أنها لا تحب الألقاب وأنها ترى اسمها وحده هو اللقب، فقد لقبها محبوها بـ«سيدة الأغنية السورية»، رغم وجود فنانات ​سوريا​ت يفقنها شهرة، إلا أنها تميزت عنهن بأن نتاجها من الأغنيات كان صناعة سوريّة من الكلمات إلى اللحن والتوزيع.
 
رغدة: ياوجعي في كل جهاتي يتمدد… يا يمامتي فقدك ليس كأي فقد
 
 
تميزت بالحفاظ على وقار الفنان، ولم تلجأ ذات يوم لتصوير كليبات غنائية مثيرة طمعاً بالشهرة والانتشار.
خلال الأيام الماضية، ألقى الحزن بظلاله الكئيبة على الوسط الفني والشعبي في سورية والوطن العربي بعد رحيل الفنانة الكبيرة ميادة بسيليس صاحبة الموهبة الاستثنائية، حيث فارقت الحياة بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر 54 عاماً، وتم تشييع جثمانها من كاتدرائية أم المعونات للأرمن الكاثوليك إلى مثواها الأخير بحضور حشد من محبي الفنانة وزملائها الفنانين، حيث غصت الكنيسة بحشود المشيعين وامتلأت جوانب الشوارع التي سار فيها موكب الفقيدة لإلقاء تحية الوداع للراحلة التي تركت كوكبة كبيرة من الأعمال الراقية ورصيداً كبيراً من الأغاني المميزة لحناً وكلمة وصوتاً وإحساساً.
 
نشأتها ومشوارها
 
ولدت ميادة بسيليس في حلب عام 1967، بدأت مشوارها الغنائي في سن التاسعة حيث غنت في المدرسة من خلال مهرجانات طلائع البعث وعبر إذاعة حلب وكان لها برنامج على أثيرها موجه للأطفال إضافة إلى مشاركاتها بفعاليات كنسية.
هذه المشاركات العديدة ساعدت الراحلة كما تحدثت على تهذيب النفس والروح إضافة إلى تكوين الشخصية الملتزمة ولكنها من جهة أخرى جعلتها تخشى الانطلاق والانفتاح على العالم الخارجي.
وفي عمر 11 عاماً، قدمت أوبريت «ملكة القطن والشمس»، ونالت كأس أجمل صوت في مهرجان الطلائع، ثم شاركت في مهرجان بغداد لغناء الناشئين، وحصلت على جائزتي أجمل صوت وأجمل أداء.
تنتمي إلى بيئة محافظة وقبل احترافها الغناء كانت ترتل في الكنيسة، قبل أن تصبح مطربة على مسرح حقيقي يحترم المستمع، فقد كانت في حلب ومنذ صغرها تشارك بكل التراتيل وفي كل المناسبات، لإيمانها بأن الترنيم غذاء للروح ويجعل الإنسان يشعر بمعاني الأشياء العظيمة الموجودة، من خلال الكتب السماوية، التي عندما نرتلها نشعر بقيمتها.
لذلك منذ صغرها وهي ترنّم في الكنيسة، وكانت لا تحضر قداساً إلا وترنّم فيه، وبعدها تزوجت وأصبحت فنانة، وفي جعبتها الفنية العديد من الترانيم الدينية للعذراء وللسيد المسيح، كما أدت تراتيل للراحل ​وديع الصافي​ بصوتها العذب.
ويحمل رصيد بسيليس 9 ألبومات، هي «خلقت جميلة، بقلبي في حكي، حنين، يا غالي، أجراس ​بيت لحم​، عادي، إلى أمي وأرضي، أنت بقلبي، أبانا».
 
وتعاملت مع زوجها الموسيقار ​سمير كويفاتي، ومع الملحنين ​فتحي الجراح​ و​نوري إسكندر​.
كما صوّرت العديد من الأغاني على طريقة الفيديو كليب، منها «كذبك حلو، هوى تاني، لح دائماً أهواك، لحظة، بيني وبينك، عاش الولد، باقيين، حنين، شوفوا بلدي، بقلبي في حكي».
وتعتبر أغنية «كذبك حلو» نقلة نوعية، بعد أن حققت نجاحاً كبيراً وانتشرت بشكل كبير في سورية و​الشرق الأوسط​، فكانت بمنزلة جواز سفر نحو عالم الشهرة.
 
كما أنها حققت نجاحات أخرى بأغنيات حفظها الجمهور، منها «يا طيوب» و«يا غالي» و«عادي» و«خليني على قدي».
ووضعت صوتها على شارات الكثير من المسلسلات السورية، منها «أيام الغضب، إخوة التراب، نساء صغيرات، حنين، جواد الليل، أبناء القهر، قبل الغروب، رجاها، رصيف الذاكرة، بنات العيلة، أيام لا تنسى، حرائر، روزنا، حارس القدس، هوى بحري».
أحيت الكثير من الحفلات في سورية و​لبنان​ ومصر وتونس وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولعل أبرزها حفلها في مجمع قصر الفنون الجميلة في ​سان فرانسيسكو​.
شاركت في حفل افتتاح الفضائية السورية عام 1995، وشاركت في العام نفسه في مهرجان الأغنية السورية الثاني.
وكان لها حضور قوي في افتتاح واختتام مهرجان دمشق السينمائي عام 2008، وفي احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية في العام نفسه.
 
وفي عام 1998 ساهمت في تقديم الليلة السورية في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، كما أحيت حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية في دمشق عام 2015، وغنت في حفلات معرض دمشق الدولي.
ولأن الفن رسالة، لم تكتف بسيليس بأغاني الحب وشد العزيمة والتفاؤل والفرح، بل غنت للوطن والعروبة والقضية الفلسطينية ومثال ذلك أغنيات «يا جبل ما يهزك ريح» «شوفوا بلدي» و«أجراس بيت لحم» و«أرضي يا أمي» و«بيلبقلك يا شام».
 
جوائز وتكريمات
 
نالت بسيليس الكثير من الجوائز والتكريمات في سورية وخارجها، منها الأورنينا الذهبية لأربع مرات، وفي مهرجان الأغنية السورية السادس نالت أغنيتها «خليني على قدي» جائزة أفضل لحن حديث في مهرجان الأغنية السورية السابع.
ونالت الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقا العربية في الدار البيضاء عن أغنية «يا رجائي»، والجائزة الذهبية كأفضل أغنية مصورة في مهرجان البحرين عن أغنيتها «هوى تاني».
وحازت الجائزة الذهبية عن أغنيتها «كذبك حلو» في مهرجان القاهرة.
كما كرّمتها جمعية «تموز» لدعم أسر الشهداء بعد إحيائها حفلاً غنائياً، كتحية للشهداء وأسرهم، في دار الأسد للثقافة والفنون، عقب عرض فيلم «وعد شرف» وقد كان لبسيليس أغنية الشهيد التي ختم بها الفيلم وهي من كلمات أيمن زيدان وألحان سمير كويفاتي.
 
ثنائي مميز
 
تزوجت في عمر الـ20 من الموسيقار السوري سمير كويفاتي، وكانت تراه الأخ والصديق والحبيب، وأنه لولاه لما سمع أحد باسمها.
شكل الاثنان ثنائياً مميزاً وناجحاً مبنياً على المحبة والعمل الناجح وكان السبب في نجاحهما أسرياً وحياتياً أنهما لم يفضلا الفن على حياتهما الخاصة.
 
في أحد الحوارات مع «الوطن» قال كويفاتي لميادة: «الفن لم يشكل لنا هاجساً مثل عاصي وفيروز حيث كان الفن أقوى من حياتهما أما نحن فحياتنا أقوى من الفن وتهمنا أكثر، أقول لها: إن سبب الاستمرارية بيننا هو القناعة وكما تقول ميادة «اللي يقنع يعيش»، والحب يموت إذا لم يتجدد لذلك من الضروري أن ترى بي شيئاً جديداً حتى يبقى هذا الحب لأن الروتين يقتل أي علاقة، وأقول لها أتمنى أن يكون مشروعنا الذي صنعناه صحيحاً مع كل خياراتنا وقناعاتنا».
 
ميادة و وجع الأصدقاء
 
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات الحزن والرثاء برحيل الفنانة الكبيرة وإليكم أبرز ما جاء فيها:
رغدة: « يا وجعي في كل جهاتي يتمدد، يا يمامتي فقدك ليس كأي فقد، يا ملاكي المهاجر إلى اللـه دوني، سليه: متى اللقا بك يتجدد».
 
أيمن زيدان: صديقة الدرب.. لم تكن كذبة الحياة حلوة.. هزمتني الكلمات
 
 
أيمن زيدان: «أيقونة مبدعة.. صديقة درب من الحلم والطموح، هذه المرة لم تكن كذبة الحياة حلوة، كم أوجعني رحيلك يا ميادة، خسارتك كبيرة في زمن ما أحوجه لإبداعك، تهزمني الكلمات وأنا أشيّع قطعة من القلب».
 
سلاف فواخرجي: «حجرة من حجارة قلعة حلب وقعت، وعند كل سوري فينا في غصة ودمعة نزلت، شقفة من القلب أنتِ، شي بيشبه الوجدان أنتِ، شجرة غرقانة بالأرض ومفرعة بالسما أنتِ، أم وبنت وأخت ومتل كل شي حلو أنتِ، اللـه معك يا ميادة يا حبيبة».
 
سوزان نجم الدين: «ذهبت إلى سماء تستوعب صوتك الملائكي، فنامي قريرة العين أيتها الحبيبة، سيبقى صدى صوتك يسكننا في أحزاننا وأفراحنا».
 
أمل عرفة: «الفنانة الكبيرة فناً وخلقاً ميادة بسيليس ودعتنا اليوم، عزائي الخالص لعائلتها ومحبيها ورفيق دربها المايسترو سمير كويفاتي».
 
باسم ياخور: «لم تعد الكذبات في حياتنا حلوة دون صوتك الدافئ، كم هو محزن خبر رحيلك أيتها الفراشة الممتلئة بالأحاسيس والجمال».
 
وائل رمضان: «قلتي في بقلبك حَكي… وفلّيتي بكير، رحتي ع أبعد دني… وتركتي المشاوير، صدّقنا كذبك الحلو وبحلاكي ما بيصير، تلجك دفّانا بالعتم… تا نسّيتينا التعتير، غنّيتي أوف وفرح….. مع طيّوبك سمير، ع غيابك يا فيروز حلب كسّرتينا تكسير».
 
شكران مرتجى: «غاليتي ليت الخبر كذب، غاليتي ارقدي بسلام، آن الأوان أن ترتاحي، ميادة بسيليس.. سليمى حزينة من سيغنيها والطيبون زاد بؤسهم والروزنا يتيمة ولا فسحة على موج البحر هذا الصيف، رح دائماً نهواكِ، خليتينا لحالنا وصرنا بلا رفيق، وناتالي وحيدة يا طيوبة، حلب ستحتضنك وفي قلوبنا ستبقى ابتسامتك وبياض قلبك، والعمر مشوار».
 
رشا شربتجي: «يا اللـه ما أبشع هالخبر، خسارة كبيرة كبيرة لا تعوض، سكت الكلام والله، فعلاً ما في شي مستاهل ما في شي حرزان، ليكن ذكرك مؤبداً، أنتِ وصوتك وإنسانيتك لح تبقي بقلوبنا».
 
قصي خولي: «رحلت الميادة وأخذت من ذكريات الماضي الحنون كنت أحافظ عليه بكل طاقتي، رحلت ويتمت القليل المتبقي منه، شكراً على كل الذاكرة التي قدمت لجمهورك».
 
نادين خوري: «فنانة بطفلها وأدبها وإبداعها».
 
مها المصري: «السلام والرحمة لروحك يا ميادة، يا أرق وأطيب إنسانة».
 
وفاء موصللي: «ستبقين في قلوبنا يا ميادة».
 
سحر فوزي: «رحيلك خسارة كبيرة تؤلم الروح والقلب أيتها الغالية».
 
مصطفى الخاني: «كم نحن بحاجة أشخاص نبلاء مثلك، يتمتعون بكل تلك الأخلاق العالية مع كل هذا الفن الراقي».
 
ديمة قندلفت: «وداعاً أيتها الصلبة الرقيقة، الباسمة الحزينة، شكراً على كل ما قدمته لنا وللفن السوري أيتها الغائبة الحاضرة».
 
فادي صبيح: «وداعاً لصوت باقٍ في القلوب والعقول».
 
محمد خير الجراح: «الأيقونة السورية، قمر حلب وفخرها، مؤلم وموجع ومفجع رحيلك».
 
كندا حنا: الروح النقية والصوت الجميل، رحيلك أوجعنا بس صوتك باقٍ معنا».
 
سوسن ميخائيل: «اللـه يرحمك يا غالية، أنت بمكان أفضل وأجمل، اللـه معك حبيبتنا».
 
عبير شمس الدين: «سيبقى صوتك وروحك الطاهرة في قلوبنا، اللـه يرحمك صديقتي النبيلة، رحيلك موجع».
 
ريم عبد العزيز: « ما في شي مستاهل ما في شي حرزان، اللـه معك يا ميادة أيتها الغالية العزيزة، بكرتي كتير بس هي مشيئة الرب».
 
جيهان عبد العظيم: «الله يرحم روحك، أبداً مو حلوة هالكذبة أبداً، يا رب امتلأنا وجع».
 
رويدا عطية: «ما بعرف شو احكي معك، كنت ناطرتك ترجعي أقوى، ونسمع أغاني بتشبهنا وبتشبه أيامنا اللي راحت، وما بظن ترجع، بس غلبك هالمرض وغلبنا، اللـه معك يا غاليتي».
 
ناصيف زيتون​: «خبر محزن ومؤلم وخسارة للفن الراقي الحقيقي ميادة بسيليس الفنانة السورية الحلبيّة الكبيرة… رائعة الصوت والحضور».
 
نور شيشكلي: « رحلت من أقنعتنا أن الكذب قد يكون حلواً، رحلت من واجهتنا منذ زمن طويل بحقيقة أننا أبناء القهر، ليت رحيلك كان كذبة، رحلت حلوة الحلوات، وداعاً يا حنجرة غنت لي من طفولتي وحتى اليوم».
 
لطيفة التونسية​: «رحم اللـه الفنانة السورية الكبيرة المميزة المحترمة».