الامتحانات العامة ..ضغط متنوع يؤرق الوالدين قبل الأبناء

الامتحانات العامة ..ضغط متنوع يؤرق الوالدين قبل الأبناء

أخبار سورية

الجمعة، ٢٧ أبريل ٢٠١٨

بدأ العد التنازلي لموعد الامتحانات النهائية وبدأت الاستعدادات له وأعلنت الأسر حالة الطوارئ في البيوت، ومن تلك المظاهر منع الأبناء من مشاهدة التلفاز وسحب الجوال وحجب الكمبيوتر والزيارات والأصدقاء،
وقد يصل الأمر إلى حدوث مشكلات زوجية بسبب الاختلاف حول ساعات الدراسة والاهتمام بالامتحان، وتتحول أيام الامتحان إلى أيام نكد وكل ذلك في النهاية سيقضي على جو الأمان والراحة المطلوب توافرهما للأبناء أثناء هذه الفترة الدقيقة .‏
وكثيراً ما نجد طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية وأسرهم في حالة هلع قبل الامتحانات بشهر أو شهرين يشكون أن أبناءهم في حالة يرثى لها وغير قادرين على التركيز ومشتتي الذهن وبعضهم رفض الدراسة تماماً وطلق الكتاب طلقة لا رجعة عنها وبعضهم الآخر يطالب أهله بتأجيل التقدم للامتحان للعام المقبل فتحل على رؤوس الآباء كالصاعقة .‏
ويعتقد الطلاب وذووهم أن الامتحانات من أصعب الفترات التي تمر على الأسرة وتستدعي ما يسمى بالمعسكر داخل كل منزل، ويحتار الأهل في كيفية جعل أبنائهم أكثر تركيزاً ونشاطاً أثناء التحضير للامتحانات النهائية .‏
مراعاة الفروقات الفردية‏
ويتفاوت القلق من الامتحان من طالب إلى آخر وذلك بمقدار حجم المسؤولية تجاه النفس، وتعزى أسباب القلق إلى عدة عوامل أشارت إليها شذى عمار خريجة كلية التربية، حيث اعتبرت أن أهم هذه الأسباب تعود إلى شخصية الطالب والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، فبعض الآباء يتعاملون مع أبنائهم على أساس أن علاقتهم به مرتبطة بعلاماته وتفوقه في الدراسة، ما يشعر الطالب بأن عليه أن يحصل على أعلى الدرجات كي يكسب محبة ورضا أهله، وهذا بالتأكيد مبدأ خاطئ ويشكل خطورة على معنويات الطالب وثقته بنفسه لان الأهل لا يأخذون بعين الاعتبار طاقة ابنهم وقدراته الذهنية، وعليهم ألا يحملوه فوق طاقته وإلا سوف تظهر عليه أعراض القلق الجسدية والنفسية معاً وبالتالي نتائج عكس التوقعات.‏
الضغط النفسي‏
أيهم الحلو طالب شهادة ثانوية عامة يقول: لم تبدأ خلال هذه الفترة وإنما نحن نعاني منذ العطلة الصيفية من دورات التقوية وخلال العام الدراسي من الدروس الخصوصية واليوم من ضغط الأهل ورقابتهم لنا وتضييق الخناق علينا وهذا ما يجعلنا مشحونين نفسياً من الأسرة التي تطالبنا بالدراسة الجادة والمتواصلة، وتحسب علينا كل دقيقة تضيع، عدا عن التخويف من الامتحان والتهديد بالرسوب بين الحين والآخر حتى أصبحنا نرى الامتحان عبئاً أو شبحاً، ورغم ذلك نبذل ما بوسعنا في الدراسة إرضاء لأهلنا، ولكنني سأقول أنني وصلت إلى مرحلة من الملل والتعب وعدم القدرة على مواصلة الدراسة بنفس الحماس والطاقة التي بدأت بها.‏
على صخرة المعدلات العالية تكسرت أحلامنا‏
سها إبراهيم طالبة شهادة ثانوية عامة الفرع العلمي عبرت عن استيائها من الامتحان قائلة: كيف لا نشعر بالقلق أمام ضخامة المنهاج وكثافة المعلومات والذي يفرض علينا أن نكون على مستوى عال من الأداء والجد بينما الوقت ضيق ولا يكفي سوى للمراجعة العامة، إضافة إلى المعدلات العالية التي تزداد عاماً بعد عام، وهذا يشعرنا بالارتباك إلى حد الإحباط والشعور بالتقصير تجاه أنفسنا مهما درسنا بسبب الجهود الهائلة التي تتطلبها التخصصات الجيدة .‏
نحن في نظر أبنائنا ديكتاتوريون... وفي المقابل يعتقد الأهل أن حجم التوتر الذي يعانيه أبناؤهم لا يشكل قطرة في بحر ما يشعرون به تجاه مستقبل الأبناء، ومنهم ماجدة خدوج أم لطالبين أحدهما في الشهادة الإعدادية والآخر في الشهادة الثانوية، حيث اعتبرت أن حرصها على نجاح أولادها يدفعها لإتاحة كل الظروف المؤاتية وتذليلها كي يتجاوزوا الامتحان بسلام ويحصلوا على درجات جيدة في نهايته، وتقول: إن أصعب ما في الأمر أن يقابل اهتمامنا بهم باللامبالاة من قبلهم ونبدو في كثير من الأحيان ديكتاتوريين في نظرهم عندما نحثهم على الدراسة وكل ما نقدمه من تضحيات أمامهم يذهب مع الريح، فنحن نقوم بدفع أجور الدروس الخاصة ونوفر لهم الراحة ونضحي بوقتنا وراحتنا كي ينعموا بالأمان، وفي النهاية ننقلب إلى أعداء في نظرهم .‏
واجبنا‏
راميا .ز تشتكي من ابنها أثناء هذه الفترة وتقول: إن أبناءنا يتلاعبون بأعصابنا ويتفننون في إزعاجنا ويختبرون مدى صبرنا على غلاظتهم في زيادة الطلبات التي تبدأ بوجبات الطعام ولا تنتهي عند حد، ويجبروننا على ضبط النفس خشية فقدان الأعصاب والقيام بردة فعل قد تطيح بكل جهودنا، لذلك لم نجد حلاً سوى مسايرتهم إلى أن ينقضي الامتحان، ففي هذا السن الحرج لا يعي الطالب مصلحته ولا العواقب التي تترتب على الإهمال، لذلك فإن من واجبنا الصبر عليهم وتأمين الجو الجيد للامتحان‏
الامتحان فرصة‏
صفوان الشملي مدير إحدى الثانويات للإناث اعتبر أن الامتحان مرحلة صعبة على الأبناء و الأهل وعلى الأسرة أن تتبنى الدور الأول في اجتياز الأبناء لها، وتسعى قدر الإمكان للتخفيف من جو القلق والتوتر وخلق جو محفز للطالب، فالامتحان ليس محنة وإنما فرصة لتقييم وتقويم الأداء حتى يتعرف الطالب على ما أنجزه، كما يجب على الأهل ألا يركزوا على الدرجات العالية ومراعاة الفروق الفردية بين أبنائهم وغيرهم .‏
ويضيف الشملي: إن الإجهاد الذهني المتواصل يؤدي إلى الإرهاق البدني والنفسي لذا ينصح بإتاحة هامش من الراحة والهدوء والاسترخاء بين جرعات التدريب والدراسة المكثفة من أجل زيادة القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات المخزنة لديهم أثناء الامتحان .‏
 سلاف زهرة‏