ما أسباب “الجنون الطقسي” الذي تمر به منطقتنا ؟

ما أسباب “الجنون الطقسي” الذي تمر به منطقتنا ؟

أخبار سورية

الخميس، ١٤ يونيو ٢٠١٨

لأنه أصبح من المعقول “أن تمطر في آب”، ومن ثم تتلوها أيام بشمس حارقة كما في دول الخليج سألنا مدير سلامة الغلاف الجوي في وزارة الإدارة المحلية والبيئة إبراهيم العلان عن تفسيره لهذه الظواهر من حيث تساقط الأمطار في أيام تمتد ضمن فصل الصيف وبشكل غير معتاد، وارتفاع درجات الحرارة إلى درجات غير معهودة، وفيما إذا كانت هناك علاقة للحرب والسلوكيات الناتجة عنها بوجود هذه الظاهرة، أو إذا كان هناك تلاعب في المناخ؟
العلان يؤكد أن ظاهرة التغير المناخي عالمية، ولا علاقة للأحداث التي تمر فيها المنطقة بتغيرات المناخ، لأن الأمر يتعلق بأنشطة دول العالم كلها الصناعية والاقتصادية.
 
التغيير المناخي
يقول العلان: إن ما لاحظناه في الأيام القليلة الماضية من هطلات مطرية غزيرة لم نألفها في مثل هذه الأوقات من السنة، ناجم عن ظاهرة التغيرات المناخية والتي تعد ظاهرة بيئية عالمية نتجت عن زيادة تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عن الحدود المطلوبة لعملية التوازن الحراري على الأرض،وهي (غاز ثاني أكسيد الكربون– غاز الميتان- غاز النتروز– مركبات الكربون الهيدروفلورية المستخدمة في التبريد والتكييف) وإن هذه الغازات تنجم بسبب الزيادة في انبعاث هذه الغازات من حرق الوقود الأحفوري (نفط– غاز- فحم)، المستخدمة في تلبية حاجات النشاطات البشرية المختلفة، من اقتصادية، وصناعية، وتوليد الطاقة الكهربائية، ووسائل النقل المختلفة من سيارات وطائرات وسفن، وتالياً سوف تؤثر هذه الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي، وتؤدي إلى زيادة درجة حرارة الأرض، نتيجة عدم السماح للأشعة المنعكسة من الأرض بالوصول إلى الغلاف الخارجي للأرض، وتالياً حبسها ضمن الغلاف الجوي، ومن ثم زيادة درجة الحرارة التي بدورها تسبب مشكلات كبيرة على أنماط المناخ المختلفة، كدرجة الحرارة والهطلات المطرية والرياح.
 
 
 
احتباس حراري
إضافة إلى ذوبان كميات كبيرة من الجليد القطبي وارتفاع سطح البحر نتيجة ذلك، والتأثير على المناطق الساحلية، وعلى الدول الجزرية الصغيرة المنتشرة في المحيطات.
 
ويؤكد العلان أنه سيكون هناك احتباس للأمطار لمدة زمنية كبيرة في بعض المناطق، ما يؤدي إلى جفاف الأراضي، وخاصة أن معظم مناطق الجمهورية العربية السورية تصنف من ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة والتي تقل فيها معدلات هطل الأمطار عن 350 مم سنوياً، إضافة إلى حدوث هطلات مطرية غزيرة في وقت قصير في مناطق أخرى كما شاهدنا في الآونة الأخيرة ما يؤدي إلى حدوث الفيضانات، وهذا بدوره يؤدي إلى تأثر قطاع الزراعة، سواء بسبب قلة الأمطار واحتباسها، أو بسبب الفيضانات التي تدمر المحاصيل الزراعية، وكذلك انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لذلك.
 
الحل عالمي
يؤكد العلان أن العمل مستمر منذ ثلاثة عقود لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة من قبل دول العالم، لكون هذه الظاهرة عالمية، وحلها يجب أن يكون عالمياً، وقد توصل المجتمع الدولي لاتفاقية دولية سميت الاتفاقية “الإطارية الدولية” حول التغير المناخي، تهدف إلى مواجهة التغير المناخي، والعمل على تخفيف انبعاث غازات الاحتباس الحراري المسببة لها.
لأسباب أخرى.
 
ويختم العلان بنفي ما يشاع حول أن التغير المناخي الحالي يتم التحكم به عن طريق دول عظمى، ويرى أن القضية ليست تحكماً أو تلاعباً بالمناخ من قبل الدول الكبرى، ولكنها تعد من أكثر المسببين للتغير المناخي من خلال الغازات التي تنبعث من دولهم.