صحيفة أميركية: البغدادي حي ويحضر إستراتيجية طويلة الأمد

أكدت تقارير إعلامية، اقتناع واشنطن بأن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبا بكر البغدادي يعمل على إستراتيجية جديدة طويلة الأمد للتنظيم من أحد آخر المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية، بينما حكمت النمسا بالسجن ثلاث سنوات على شيشانيين اثنين لإدانتهما بالانتماء إلى التنظيم والقتال إلى جانبه في سورية. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تقرير نشرته (السبت) نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أميركيين، إلى أن البغدادي يسعى، على ما يبدو، إلى طرح إستراتيجية طويلة الأمد سوف تتيح لتنظيمه البقاء، على الرغم من الانتصار عليه عسكرياً في سورية والعراق.

وبحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، ذكّرت الصحيفة بأن البغدادي تطرق، أثناء اجتماع مع قيادات التنظيم عقده في محافظة دير الزور منتصف 2017، إلى موضوع مفاجئ، حيث لم يركز على هزائم التنظيم العسكرية، بل على ضرورة مراجعة برنامجه التعليمي، وذلك حسب اعترافات القيادي في التنظيم المدعو أبو زيد العراقي الذي احتجز أثناء عملية مشتركة بين قوات الأمن العراقية والتركية في وقت سابق من العام الجاري. وأكدت الصحيفة أن البغدادي، حسب معطيات استخباراتية، ركز جهوده في الأشهر الأخيرة على وضع أسس إيديولوجية متينة من أجل حماية التنظيم من الانهيار الكامل رغم تدمير ما تسمى «الخلافة» في سورية والعراق، كما يقف، على الأرجح، وراء سلسلة رسائل تهدف إلى تسوية الخلافات داخل داعش.

وحذر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون من أن كل ذلك يبدو تراجعاً منظماً، حيث يعمل البغدادي على التهيئة للانتقال من «الخلافة» إلى حرب سرية وشبكة إرهابية عالمية.

وأكد مسؤول أميركي في مجال مكافحة الإرهاب للصحيفة، أن البغدادي لا يزال حياً، حسب المعلومات المتوافرة، ويقوم بتنسيق عمل التنظيم من أحد آخر المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية. وذكرت الصحيفة أن الهجوم التركي (العدوان) على منطقة عفرين شمالي سورية أتاح لداعش فرصة لإعادة ترتيب صفوفه في البادية السورية واستقدام تعزيزات ومساعدات إلى المنطقة. في غضون ذلك، قضت المحكمة الجزائية في مدينة غراتس وسط النمسا بالسجن ثلاث سنوات على إرهابيين شيشانيين بعد ثبوت إدانتهما بالانتماء إلى داعش والقتال إلى جانبه في سورية.

وذكرت مصادر في المحكمة، بحسب وكالة «سانا» للأنباء، أنه تمت أيضاً إدانة المتهمين بتمويل منظمة إرهابية عبر عمليات الاحتيال والتلاعب بالمساعدات الاجتماعية التي تقدمها النمسا لهم ولذويهم.

وأوضح موقع التلفزيون النمساوي أن الإرهابيين الشيشانيين البالغين من العمر 23 و24 عاماً يعيشان منذ الطفولة في النمسا وتم تجنيدهما وإرسالهما عبر تركيا إلى سورية للقتال ضمن صفوف التنظيم، لافتاً إلى أنهما استخدما الأموال التي منحتها لهما الدولة النمساوية والمخصصة للمساعدات الاجتماعية لتمويل سفرهما ودعم منظمة إرهابية.

وتشهد الدول الأوروبية حالة استنفار أمني خوفاً من ارتداد الإرهاب، الذي دعمته بعضها في سورية، إلى أراضيها.