الجيش يبدأ عملية للسيطرة على جبل التركمان وحشوده تتواصل لبدء معركة إدلب

الجيش يبدأ عملية للسيطرة على جبل التركمان وحشوده تتواصل لبدء معركة إدلب

أخبار سورية

الأحد، ١٢ أغسطس ٢٠١٨

بينما أسقطت دفاعاتنا الجوية في الجيش العربي السوري، أمس، طائرة استطلاع «إسرائيلية» في ريف دمشق الغربي، أطلق الجيش عملية عسكرية لتحرير جبل التركمان بريف اللاذقية من الإرهابيين، في وقت واصل فيه تحشيده الضخم لمعركة إدلب المرتقبة بعد يوم من غارات جوية عنيفة نفذها على مواقع الإرهابيين في المنطقة.
وأفاد وكالة «سانا»، بأن الدفاعات الجوية في الجيش تصدت بعد منتصف ليل الجمعة- السبت لهدف معادٍ اخترق الأجواء فوق منطقة دير العشائر في أقصى الريف الغربي لدمشق قرب الحدود السورية اللبنانية، على حين نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر أمني سوري قوله: إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت طائرة استطلاع «إسرائيلية» اخترقت الأجواء قادمة عبر الحدود اللبنانية، بمنطقة دير العشائر.
وأكد لـ«الوطن» شهود عيان في مناطق قرى الأسد، وقدسيا، والديماس، وجديدة يابوس، وجميعها بلدات حدودية محاذية لطريق دمشق- بيروت السريع، سماعهم انفجار صواريخ الدفاع الجوي للجيش بالهدف المعادي.
تلك التطورات، ترافقت مع مواصلة الجيش تحشيده العسكري لمعركة «فجر إدلب» واستقدامه لتعزيزات إلى ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، بعد أن استهدف بمدفعيته الثقيلة مواقع الإرهابيين في الأربعين والزكاة واللطامنة وكفر زيتا وأراضيها الزراعية واللطامنة وكفر نبودة بريف حماة الشمالي، وأردى العديد منهم وأصاب آخرين إصابات بالغة ودمر لهم عتادهم الحربي.
كما استهدف رتلاً للإرهابيين على الطريق العام بين معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي المتاخم لريف حماة الشمالي، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وجرح آخرين، وعرف من القتلى الإرهابي القيادي المدعو أبو حفص الليبي.
وأوقف الجيش تمهيده الناري الكثيف على الريف الإدلبي الجنوبي والشرقي لفسح المجال لجهود المصالحة الوطنية التي تبذل في إدلب، والتي دعا إليها الأهالي الشرفاء الرافضين للإرهاب ولوجود الإرهابيين بينهم، بقصاصات ورقية رماها طيرانه المروحي فوق المدينة.
إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية معارضة، بأن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ومليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» اعتقلتا خلال الأسبوع الماضي 250 شخصاً من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وحماة الشمالي الغربي بسبب سعيهم للمصالحة الوطنية.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن قوات الجيش، استقدمت تعزيزات عسكرية إلى ريف حماة الشمالي، كخطوة لبدء عملية عسكرية في الشمال السوري.
ونشر موقع «مراسلون» الجمعة، تسجيلاً مصوراً قال فيه: إنها الدفعة الأضخم من قوات الجيش في طريقها إلى ريف حماة الشمالي ضمن التحضيرات العسكرية للسيطرة على إدلب.
وضمت التعزيزات، مدافع ميدان وعربات عسكرية، إضافة إلى آليات تحمل عناصر مشاة وذخيرة متوسطة.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أن معركة قوات الجيش «ستكون شاملة من ريف حماة الشمالي، وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي وسهل الغاب، ومن ثم سيكون الهدف من المعركة هو السيطرة على مدينة إدلب».
في الأثناء، نقلت مواقع إلكترونية معارضة عما سمته «مراصد ريف حماة»: أن رتلاً ضخماً لقوات الجيش شوهد يقطع تلبيسة والرستن في ريف حمص باتجاه ريف حماة الشمالي، وأوضحت أن رتلاً آخر أيضاً وصل منذ ثلاثة أيام إلى المنطقة، وقيل إنه لمجموعات «الطراميح» التابعة لقوات النخبة في الجيش.
ومن جانبها، ذكرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» أن قوات الجيش بدأت بالتجمع من معظم المحافظات السورية لإعلان معركة السيطرة على إدلب.
في غضون ذلك، شهدت مناطق سيطرة الإرهابيين في ريفي إدلب وحماة، هدوءاً حذراً، بعد يومٍ من تصعيد قوات الجيش من تمهيده الصاروخي والمدفعي والجوي على مواقع الإرهابيين هناك والذي اعتبر الأعنف منذ أشهر عدة، بحسب ما ذكرت مواقع معارضة.
من جهة ثانية، وبذريعة تنفيذ اتفاق «خفض التصعيد» دخلت عدة شاحنات تركية تحمل جدراناً إسمنتية عازلة عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في ريف إدلب الشمالي، نحو نقاط المراقبة التركية في إدلب، حسبما ذكرت صفحات على «الفيسبوك»، في وقت تواصل فيه الفلتان الأمني في محافظة إدلب، حيث أصيب عدد من مسلَّحي «النصرة» إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلَّحون مجهولون بسيارة كانت تقلهم، في بلدة سرمين بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
يأتي ذلك، في وقت ذكرت فيه وكالة «الأناضول» التركية، أن قوات الجيش والقوات الرديفة والحليفة، شنت هجمات مكثفة على مواقع الإرهابيين من محورين على جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي بغية السيطرة عليه بالكامل.
أما في حلب، فقد نقلت وكالات معارضة، عن المتحدث باسم مليشيا «حركة نور الدين الزنكي» التابعة لمليشيا «جبهة تحرير سورية» عبد السلام عبد الرزاق، قوله: إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت بين قوات الجيش والميليشيات المسلحة في محيط مدينة حلب.
وأضاف: إن الاشتباكات اندلعت بعد التصعيد العسكري الذي نفذه الجيش على المناطق الخارجة عن سيطرته في حلب وخاصة في بلدة أورم الكبرى.
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكرت «سانا» أن امرأة استشهدت وأصيب 5 مدنيين بينهم 3 أطفال بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية بالمنازل، جراء اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على الأحياء السكنية في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي.
وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش ردت بالأسلحة على مصادر إطلاق القذائف وألحقت بالإرهابيين خسائر بالعتاد والأفراد.