شرق الفرات.. أولاً

شرق الفرات.. أولاً

أخبار سورية

الخميس، ١٣ يونيو ٢٠١٩

تتجه الأمور في سوريا نحو الايجابية مع اقتراب استعادة الدولة السورية سيطرتها على شرق الفرات وإنهاء وجود التنظيمات الكردية. المعارك الدائرة اليوم في ريف حماة الشمالي والشمال الغربي وفي ريف اللاذقية هي من أجل تأمين مدينة اللاذقية بالتحديد. علماً أن الجيش السوري يقوم بقضم ما يستطيع قضمه من ريف إدلب بهدف استرجاع نقاط استراتيجية من أجل التحضير للمرحلة المقبلة.
هذا التغلغل في قرى إدلب تكمن ضرورته الملحة في فتح معابر آمنة للأهالي المحتجزين في إدلب كي يصار إلى نقلهم إلى مراكز آمنه، في حال  ذهبت الدولة نحو حسم المعركة، تماماً كما حدث في معركة ريف دمشق. وبناء عليه، فإنه ومع إعلان ساعة الصفر، سيتدفق أهالي إدلب باتجاه مواقع تمركز الجيش العربي السوري ما سيكشف زيف القصص المفبركة حول عدم رغبة الأهالي بالعودة إلى حضن الدولة.  
وبحسب مصدر مطلع، فإن أفكاراً تطرح حول الخروج الأميركي من شرق الجزيرة. وبالتالي فإن معركة إدلب مؤجلة إلى أن يفرض الجيش السوري سيطرته على شرق الفرات. وقد بدأت العمليات العسكرية أو المقاومة ضد الميليشيات الكردية بقيادة العشائر العربية في شرق الجزيرة، والتي اشتدت معاناتها من تسلط هذه الميليشيات. فالعشائر العربية جزء من سوريا ولم تكن يوماً ضد الدولة. هذا مع العلم أنها تتمتع باستقلالية إدارة شؤونها العائلية والعشائرية، إلا أن مصلحتها الدائمة كانت مع الدولة ولم تخرج يوماً عنها، وإن كانت تركيا تحاول اللعب معها على وتر العلاقة السيئة مع الأكراد. وفي مجمل الأحول، فإن هناك جزءًا هاماً من التيار الكردي ما يزال مع الدولة السورية وهي الضامن الوحيد لهم.
في هذه الأثناء، أُعلن نهاية الشهر الماضي عن قمة ثلاثية روسية ـ أميركية ـ اسرائيلية في القدس الغربية. وهذه القمة التي أعلن عنها نتنياهو وهو يلوح بخريطة "اسرائيل الجديدة" مضافة إليها مرتفعات الجولان المحتلة والضفة الغربية، لها دلالات يريد أن يروج لها نتنياهو قبل قمة البحرين الاقتصادية المقررة في 25 و26 حزيران/يونيو، والتي يفترض أن يعلن من منبرها عن "صفقة القرن".
توقيت القمة الثلاثية القادمة لم يأت منفصلاً عن مضمونها، خاصة بعد إعلان المواضيع الرئيسية التي سيتم بحثها: وهي الأمن الإقليمي المرتبط بالقضية الفلسطينية وإيران وسوريا، وبخاصة أمن الكيان العبري. وسيشارك فيها بحسب البيان الصادر عن البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وسكرتير الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، و"مستشار الأمن القومي الإسرائيلي" مئير بن شبات.
اللقاء لا بد أنه سيناقش أمن الكيان الاسرائيلي، كما سيكون "الوجود الإيراني" الملف الرئيسي على جدول الأعمال تحت عنوان "مناقشة الأمن الإقليمي".
في 11 حزيران/ يونيو، دعا سيرغي لافروف، رئيس الدبلوماسية الروسية، الدول العربية إلى التجاوب مع اقتراح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول توقيع معاهدة "عدم اإعتداء" بينها وبين الدول العربية. تدل الدعوة على أن الأمن الإقليمي سيحضر بشدة في الاجتماع، غير أن ما يهم الأميركيين والإسرائيليين هو التشديد على خلو إيران من أي أسلحة نووية. وأغلب الظن أن هذا أقصى ما سيحصل عليه الأميركي من تطمينات مقابل خروجه الكامل من سوريا. إذ إن بوتين أكد في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي أن بلاده: "ليست مسؤولة عن إخراج القوات الإيرانية من سوريا". كما نفى الكرملين مؤخراً أية إشاعات تتحدث عن اتفاق على خروج إيران من سوريا مقابل اعتراف أميركي بشرعية الرئيس الأسد. هذا في وقت نشر فيه موقع أوقات الشام تصريحاً لجيمس جيفري المبعوث الأميركي الخاص المعني بشؤون سوريا ذكر فيه أنه لا يعتبر أن الأسد عامل إيجابي فيما يخص الإدارة بسوريا أو حتى في قتال "داعش"، ولكن "مسألة دور الأسد في مستقبل سوريا يجب أن يقررها الشعب السوري. ونحن نؤيد الجهود الدستورية، التي تهدف إلى تغيير أسلوب تعامل الدولة مع الشعب في إطار القانون". أي أن ما يراهن عليه الأميركيون اليوم هو الانتخابات السورية المقبلة في العام 2021.
الخريطة التي حملها نتنياهو خلال الإعلان عن قمة القدس لم تأت عبثاً، بل هي رسالة يراد تمرريها. وبالتالي فإن الروسي لا يستطيع القبول بصفقة الجولان دون الأخذ بعين الاعتبار موقف سوريا الرافض لهكذا صفقة.
موقع العهد