غلاء في أسعار العقارات ..وفوضى سكنية… ووزارة “الأشغال” تنأى عن التوضيح..!

غلاء في أسعار العقارات ..وفوضى سكنية… ووزارة “الأشغال” تنأى عن التوضيح..!

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ يونيو ٢٠١٩

 ديانا رسوق
باتت مسألة امتلاك بيت في العاصمة دمشق وريفها حلماً مستحيلاً وصعب المنال بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار العقارات التجارية، لتغدو أسعار المنازل في سورية مقياساً في الغلاء ربما دون منازع، إذ يصل الآن سعر منزل مساحته 100 متر مربع وسط العاصمة المنظمة “المالكي” اليوم نحو 400 إلى 500 مليون ليرة سورية، وفي المزة غربي العاصمة إلى أكثر من 150 مليوناً، بعد أن كان ما بين 20 والـ25 مليون ليرة سورية. ويعد المؤشر الأبرز اليوم على الأسعار الخيالية للعقارات في دمشق ومحيطها هو صفحات العقارات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن غالبية تلك الصفحات تثير جنون السوريين؛ إذ يبلغ منزل معروض في مشروع دمر 500 مليون ليرة؛ ما أدى إلى توجه الباحثين عن سكن إلى مناطق السكن العشوائي (نهر عيشة- الدحاديل- حي الورود- وادي المشاريع- التضامن– المزة 86- ركن الدين) والتي تضاعفت الأسعار فيها أضعافاً مضاعفة رغم انعدام الكثير من شروط الحياة الصحية والمرافق الأساسية فيها كونها بنيت على عجالة بقصد الربح.
ويعزو خبير في مجال العقارات القفز الخيالي لأسعار العقارات إلى التراجع الكبير في سعر الليرة السورية مقابل العملات، بالتوازي مع الغلاء الذي طال أسعار مواد البناء، وارتفاع تكاليف إكساء البناء؛ حيث يصل طن الحديد اليوم إلى 450 ألف ليرة من مصدره، ويباع بـ550000 بعد أن كان لا يتجاوز الـ40 ألفاً قبل الأزمة، بينما يصل طن الإسمنت حالياً 48000 ألفاً ويباع بـ55000، بينما تبلغ تكلفة سيارة الرمل مترين بـ40000 ليرة سورية، وسيارة البحص بـ70 ألف ليرة سورية، على حين وصل سعر بلوك البناء إلى 75 ليرة من المصدر، وتباع بـ180 ليرة للقطعة الواحدة، كما أن إكساء شقة بمساحة 100 متر مربع كسوة عادية يزيد على 4 ملايين ليرة، أما تكلفتها بكسوة (ديلوكس) تبدأ من الـ10 إلى 20 مليوناً..!
وفي ذات السياق أيضاً يعتبر الخبير أن أسعار الإيجارات بالوضع الراهن غير مقبولة؛ فإيجار شقة في أية منطقة عشوائية من غرفتين وصالون يصل إلى 75 ألف ليرة، ويتوقف هذا السعر على إطلالة المنزل وموقعه، لافتاً إلى أن المنزل نفسه وبذات الصفات كانت أجرته الشهرية لا تتجاوز الـ20 ألف قبل الأزمة.
“علي.ع” صاحب مكتب عقاري في قدسيا أوضح أن سعر الشقة السكنية دون كسوة وبمساحة لا تتجاوز الـ100 متر تتراوح بين 15 و18 مليون ليرة سورية، أما لو تحدثنا عن الشقق المكسوة فأسعارها تبدأ كحد أدنى من 25 مليون ليرة وما فوق.
وفي جولة على منطقة المزة كانت الأسعار الخيالية حيث يصل سعر المنزل في الفيلات الغربية إلى 150 مليوناً، وفي المزة 86 وصل سعر الشقة التي تبلغ مساحتها 130 متراً إلى 20 مليون ليرة سورية، بينما يصل سعر المنزل بمنطقة صحنايا إلى 15 مليوناً، وحوالي 22 مليون للمكسوة. أما في جرمانا فيصل السعر إلى 20 مليوناً دون كسوة وبمساحة 100 متر، علماً أن السعر يختلف حسب الموقع والخدمات وغيرها.
أما أسعار الشقق السكنية في منطقة “عش الورور” فكانت مقبولة شيئاً ما مقارنة بقدسيا والمزة؛ حيث أكدت “منار الباحثة عن بيت للشراء” أثناء جولة “البعث” في حي عش الورور أن الأسعار مرتفعة رغم أنها تعاني من نقص في الخدمات، قائلة: “بس لسا أرحم من غير مناطق بالأسعار”، وهنا يكون التساؤل عن الوجود الواقعي لدور الجمعيات السكنية ومساكن الشباب التي من شأنها أن تحل أزمة السكن وتقوم بتأمين المساكن الشبابية وإيجاد الحلول المناسبة ولو نسبياً..!
ولدى تواصل “البعث” مع وزارة الأشغال العامة والإسكان لمعرفة مدى تدخلها بالسوق العقارية سواء لتأمين وحدات سكنية جديدة، أم لجهة ضبط الأسعار، إلا أنه لم يكن هناك أي تجاوب بهذا الخصوص..!
البعث