إحياء السياحة الشعبية نقطة البداية لتنشيطها بكل قطاعاتها.. إنشـاء أماكن مخصصـة واعتماد أسعار رمزية لتوسيع عائدها الاقتصادي

إحياء السياحة الشعبية نقطة البداية لتنشيطها بكل قطاعاتها.. إنشـاء أماكن مخصصـة واعتماد أسعار رمزية لتوسيع عائدها الاقتصادي

أخبار سورية

الثلاثاء، ٢ يوليو ٢٠١٩

مركزان الخليل:
قد يبدو من غير المنطقي لدولةٍ تعيش حرباً إرهابيةً, أخذت أشكالاً عدةً طوال ثماني سنواتٍ كان آخرها الحصار الاقتصادي الذي حاولت الدول الداعمة للإرهاب من خلاله تضييق الخناق على معيشة المواطن السوري، أن تفكّر في تطوير وتنمية القطاع السياحي عموماً والسياحة الشعبية خصوصاً كحقٍّ طبيعيٍّ لذوي الدخل المحدود خصوصاً في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الحرب.
السياحة الشعبية
سورية التي تتمتع بمقوماتٍ سياحيةٍ مهمّةٍ على مستوى المنطقة قبل الحرب و جعلت منها مقصداً حضارياً محبوباً للسياح من مختلف بلدان العالم، شهدت هذا العام سعياً جاداً لإعادة إحياء السياحة الشعبية كخطوة أولى نحو تنشيط السياحة بكل قطاعاتها، من خلال إطلاق عدة مشاريع مهمة تمكن العائلات ذات الدخل المحدود من ارتيادها بأسعارٍ رمزيةٍ قياساً بأسعار المقاصد السياحية المأجورة.
مديرة التخطيط السياحي في وزارة السياحة المهندسة رلى أسعد أكدت أن الوزارة تعمل بشكل مكثف لتنفيذ الخطة التي أقرها مجلس الوزراء للتوسع بالسياحة الشعبية في مختلف المحافظات وإنشاء أماكن مخصصة لهذه السياحة في المناطق الساحلية والجبلية والطبيعية وتزويدها بالخدمات اللازمة بأسعار رمزية، مشيرة إلى أنه تم التركيز على اعتماد المعايير الواجب توافرها في هذه المشاريع لجهة تقديم الخدمات التي تليق بالمواطن وعائلته وتمكنهم من الاستفادة منها بالشكل الأمثل.
مكون اقتصادي
البرنامج التتبعي لتقييم أداء وزارة السياحة والوقوف على التحديات التي فرضتها الحرب عليها لتذليلها بما يساعد على إعادة إحياء هذا القطاع الحيوي الهام، أسقط مقولة أن السياحة هي مجرد مكون ترفيهي في ظروف السلم وشيء كمالي في ظروف الحرب، وبدأ بالتأسيس لمرحلة جديدة في قطاع السياحة الشعبية تصبح السياحة فيه متاحة لجميع المواطنين على اختلاف قدراتهم المعيشية وبذل جهود مؤسساتية للاستثمار الأمثل للمقومات السياحية الموجودة في كل المحافظات بما يدعم عملية التنمية فيها. ولما كان الساحل السوري مقصداً سياحياً مهماً يتمتع بقيمٍ مضافةٍ تجذب الآلاف سنويّاً تم حسب «أسعد» إطلاق باكورة مشاريع التدخل الإيجابي في الساحل السوري الذي تمثل بمشروع «شاطئ وادي قنديل» حيث تم فيه بناء «كبينات» وأكواخ خاصة تؤجر للمواطنين من ذوي الدخل المحدود بمبلغ رمزي قياساً بالمنتجعات الخاصة, ما سيتيح لهم إمكانية الاستجمام بمبالغ منطقية، مشيرة إلى أن هذه التجربة ستعمم على بقية المواقع السياحية في اللاذقية، كموقع قرية «الصنوبر» وقرية «البصة» اللذين يضمان شاطئاً غير مستثمر سوى ببضع كراسي وطاولات من قبل مستثمرين خاصين من أبناء المنطقة ما سيتيح إمكانية تطويرها وزيادة مقومات الجذب السياحي فيها.
مع النقابات
وزارة السياحة أبدت خلال الفترة الأخيرة ,على لسان وزيرها المهندس محمد رامي مرتيني, استعدادها التام للتعاون مع النقابات والمنظمات في الأراضي التي تملكها الوزارة لإطلاق مشاريع نوعية مخصصة للعائلة متوسطة الدخل، بالتوازي مع التواصل المستمر مع مجالس المدن لتأمين المنتزهات الشعبية والاستراحات على الطرق وتقديم الدعم المطلوب لها، الأمر الذي يبشر -حسب «أسعد»- بجملة مشاريع سياحيّةٍ نوعيّةٍ, من المقرر أن تبصر النور خلال الأشهر القادمة، خصوصاً توفير كل المتطلبات التشريعية واللوجستية لتنشيط السياحة الداخلية وتنمية المناطق السياحية وتوفير مقومات الجذب فيها وتقديم المحفزات لتشجيع الشركات المحلية على إقامة المشاريع الاستثمارية والمجمعات السياحية الجديدة.
أهمية سياحية
مديرة التخطيط السياحي كشفت عن بدء الشركة السورية للسياحة والنقل بتجهيز شاطئين جديدين في اللاذقية /الرمل الجنوبي/ التي تمثل منطقة ارتياد عالٍ للسياحة الشعبية وفي منطقة بانياس /الكرنك/ الذي يتوضع في منطقة سياحية مهمة ذات شاطئ رملي مميز, وذلك نظراً للأهمية السياحية لهذه المنطقة ما يستلزم إيلاءها أهمية أكبر لجهة تقديم الخدمات اللازمة فيها لمرتادي الشواطئ لتشجيعهم على التردد الدائم للمنطقة، لافتة إلى أنه من المقرر أن يتم استثمار هذين الموقعين في الموسم الصيفي الحالي. وتبدو متوالية التنمية, التي تسعى سورية إلى تحقيقها في أكبر استحقاقٍ فرضته الحرب، شديدة الارتباط لدرجةٍ لا يمكن فيها فصل /800/ مليار ليرة التي تم إنفاقها خلال العامين الماضيين على عشرة آلاف مشروع صناعي على امتداد القطر عن المبالغ التي تم رصدها لإنشاء مشاريع السياحة الشعبية كحقٍّ لابدّ من تأمينه للمواطنين وعائلاتهم في ظل التعافي الذي تشهده أغلب المحافظات نتيجة انتصارات قواتنا المسلحة، كما لا يمكن فيها الاحتفاء بالجهود الحكومية المبذولة لعودة /75/ ألف منشأة اقتصادية خاصة للعمل من أصل /134/ ألف منشأة وغض النظر عن الجهود الحثيثة التي تبذل لإعادة إحياء القطاع السياحي الذي تقدر خسائره منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية بـ/80/ مليون دولار ومعالجة واقع المشاريع السياحية المتعثرة والتوسع أفقياً في مجال السياحة الداخلية واستثمار المناطق البكر في سعي واضح لاستنهاض مقومات التنمية المحلية في المحافظات واستعادة الميزات التفضيلية التي كانت تتمتع بها قبل الحرب على كل المستويات.
إعادة تدوير
ولفتت «أسعد» إلى أنه تم طرح عدة مواقع تابعة لوزارة السياحة للاستثمار كمتنزه سياحي منها، موقع متنزه «جوعيت» الواقع في منطقة الشيخ سعد في محافظة طرطوس الذي من المتوقع أن يشكل متنزهاً حيوياً لأبناء المنطقة، إضافة إلى وجود مجموعة من المتنزهات الشعبية في محافظة حماة /موقع البرناوي/ ومشروع المتنزه في محيط بحيرة زرزر التي تم تقليص حجم المساحة المخصصة فيها للاستثمار لتتوافق مع الإمكانات الحالية وإطلاقها بسرعة كمتنزه وطني، مشيرة إلى أن العمل جارٍ على إطلاق مشروع سياحي نوعي في منطقة دمر بدمشق سيتم الإعلان عن تفاصيل استثماره قريباً.
فكما تم خلال العامين الماضيين إيلاء إعادة تدوير عجلة الإنتاج أهمية قصوى وتسخير كل الإمكانات لتحقيق ذلك، تم أيضا و بالوتيرة نفسها دعم عملية التربية والتعليم والقيام بكل ما من شأنه تجاوز الآثار الاجتماعية السلبية التي حاول الإرهاب تكريسها في عقول أجيالنا، واليوم يجري العمل على تفعيل السياحة الشعبية واستغلال آثارها الاجتماعية المهمة بحيث تصب في صلب عملية التنمية الاجتماعية التي باتت ملامحها تكتمل يوماً بعد يوم مبشّرةً بمرحلة جديدةٍ سيتم فيها إغلاق آخر فصول الحرب الإرهابية على سورية.
تشرين